والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. فان الله تبارك وتعالى ذكر ترى الشعائر في كتابه بصيغة الجمع في اربعة مواضع. في سورة المائدة في قوله تبارك وتعالى ان الصفا والمروة من شعائر الله. وذكرها ايضا في كاول سورة المائدة في قوله تبارك وتعالى والبدن جعلناها لكم من شعائر الله وذكر الشعائر مرتين في سورة الحج في قوله تبارك وتعالى ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. وقال والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير. فما المراد بشعار خير الله تبارك وتعالى. الشعائر جمع شعيرة. وهي مفرد المشعر يقال مشعر وشعيرة. والمشعر المكان الذي يظهر تظهر فيه العبء العباد عباداتهم. اذا شعائر الله هي الاماكن التي يظهر فيها العباد عباداتي. والشعائر هي الاماكن التي تظهر فيها ابادة العباد فالشعائر قد يكون اسما مكانيا ومن الشعائر من شعائر الله عز وجل ما هو قوله ومن شعائر الله عز وجل كل ما هو عمل ومن شعائر الله عز وجل ما هو الزمان فعلى المسلم ان يتعرف على هذه الشعائر حتى تعظمها ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. اي فان ما تجدونه في قلوبكم من تعظيم لشعائر الله عز وجل علامة من علامات تقوى القلب تقوى حقيقتها واصلها في القلب. وما البدن واللسان الا علامتان. وهي والبدن واللسان المؤثرتان على القلب سلبا وايجابا. لكن اصل التقوى في القلب. هذه الشعائر اعظمها التوحيد. ولهذا يقول المسلم في الحج لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. يقول جابر رضي الله عنه فلبى النبي وصلى الله عليه وسلم بالتوحيد. وكان المشركون يلبون لكن تلبيتهم شركية. يعني بمعنى يزيد بدون من عند انفسهم بدعا ومحدثات ولا يتقيدون بما جاء في شرع الله تبارك وتعالى ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. فمن تعظيم شعائر الله في التوحيد. الا نزيد فيه والا نحدث فيه. والا نقبل فيه البدع والمحدثات. وانتم ترون اليوم مع الاسف الشديد في مشارق الارض ومغاربها كم بدعة ومحدثة اضيفت الى الاسلام باسم الاسلام ورب العزة جل وعلا يقول ما امروا الا ليعبدوا اله واحدا. وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ومن اعظم شعائر التوحيد في الحج المقامات التي وقف عليها نبينا صلى الله عليه وسلم من قبل ابراهيم عليه السلام. فاصطفى من شعائر الله والمروة من شعائر الله والكعبة من شعائر الله. والطواف من شعائر الله. والسعي بين الصفا والمروة من شعائر اي لله. والوقوف بعرفات من شعائر الله. وكذلك مزدلفة المشعر الحرام من شعائر الله وتسمى مزدلفة بالمشعر الحرام. وذلك لانه اول موقع من الحرم مما يلي جهة عرفات اذا دخل الناس. ومنها من من مشعر الحرام ورمي الجمرات من المشعر الحرام. فهذه المقامات هي مقامات الحج. كلها من مشاعر المحرمة التي ينبغي تعظيمها. وينبغي توقيرها. وتعظيم المشاعر المكانية بان نفعل فيها ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. لا ان نأتي فيها بالبدع والمحدثات فان ذلك تغيير للشعائر. ولا يجوز لمسلم ان يحدث في دين الله ما لم يأذن به ورب العزة والجلال يقول سبحانه وتعالى ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن تنبيه الله فوجوب الوقوف على الشعائر المكانية بان نفعل كما فعل رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم ومن شعائر الله عز وجل البدن وهي الاضاحي التي يضحي بها السيمو من حيث العموم والهدي الذي يهديه المسلمون. سواء كانوا حجاجا او لم يكونوا الى البيت العتيق فانها من شعائر الله. قال الله تعالى والبدن جعلناها لكم من شعائر الله. لكم في يا خير لكم فيها خير من حيث الاجور والثواب. فلا يستصغرن احد هذه الاضاحي. وهذه القرابين ولا يحقرن احد هذه الهدايا والقرابين. ولا يستصغرن الهدي من حيث شراء الغالي منه فان الانسان يقرب تالله جل وعلا الغالي والنفيس لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن ينال التقوى منكم فالمسلم عليه ان يهدي الى البيت اغلى ما يمكن لا ارخص ما يمكن. ومن الاضاحي التي هي من شعائر الله ان نذكر اسم الله عليه عند الذبح. فاذا ذكر اسم غير الله عليها فانها تنقلب من كونها من شعائر الله الى كونها من شعائر الشرك. ولهذا قال جل وعلا ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله ونهانا ان ناكل ما ذبح على النصب. فانها من شعائر الشرك كذا قال فاذكروا اسم الله عليها صواف. صواف يعني هي صافة واقفة وهذا وصف خاص للابل تعقل احدى قدميها ثم تنحر وهي واقفة صافية. فاذا وجبت اي سقطت فاذا وجبت جنوبها فكلوا منها واطعموا القانع والمعتر. ومن شعائر الله جل وعلا ايضا كما جاء في اول سورة المائدة يا ايها الذين امنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام. اذا من شعائر الله عز وجل الاشهر الحرم. البلد الحرام مكان فالمكان الحرام مكة من شعائر الله عز وجل. والمدينة وحرمها ومن شعائر الله عز وجل. والبيت المقدس من شعائر الله عز وجل وان لم يكن له حرم اسأل الله ان يحرره من براثن اليهود الغاصبين. والصهاينة المعتدين وان يصون دماء المسلمين المستضعفين في فلسطين ومن شعائر الله عز وجل المساجد. فهذه من شعائر الله تبارك وتعالى. وعلى المشرك من يعظم هذه الشعائر. قال النبي عليه الصلاة والسلام ان هذه المساجد انما بنيت لذكر الله عز وجل. وللصلاة ولقراءة القرآن. وللذكر. ولم تبنى هذه المساجد للامور الاخرى كانشاد الضالة او البيع او الشراء او المحادثات او المهاتافات كما يفعله كثير من الناس اليوم الا من رحم الله جل وعلا. فمن شعائر الله عز وجل المساجد ومن شعائر الله الزمانية اشهر الحج فان اشهر الحج شوال وذو القعدة وذو الحجة من شعائر الله ونشر وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم. ثلاثة سرد اي وراء بعض ثلاثة سرد يعني متتالية وواحد فرد. وهذا الشهر هو رجب مظر. وسمي برجب مظر لانهم هم الوحيدون الذين كانوا يحافظون على حرمة هذا الشهر ويوقرونه ولا يضيعونه. فهذه هي شرم من شعائر الله. ولهذا قال ولا الشهر الحرام. وكذلك الحجاج والعمار والزوار والمحرمون هم من شعائر الله جل وعلا لانهم مقدمهم بتلبيتهم بتكبيرهم وتهليلهم باوصافهم يظهرون ويجلون ويبينون انهم من شعائر هذا الدين الذي هو من شعائر الله تبارك وتعالى ولهذا قال ولا امين البيت الحرام. ولا امين البيت الحرام وكون الانسان لا يصيد في الحرم ولا يذعر صيدا وكون الانسان يجلب ضيوف الرحمن هذا كله من شعائر الله تبارك وتعالى. ومن شعائر الله القولية الاذان ولا يجوز لمسلم بل ان ذلك من علامات النفاق الاستهزاء قال الله جل وعلا عن المنافقين واذا ناديتم الى الصلاة يعني اذنتم اتخذوها ولاعبا. وهذا من اوصاف اليهود والنصارى والمنافقين. اما المسلم التقي الذي فقر في قلبه شعائر الله يجل الاستهزاء بهذه الامور. هذه بعض معاني شعائر الله في هذه الايات والواردة في احاديث النبي صلى الله عليه وسلم. نسأل الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين