الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وبعد ايها الاخوة اذا تأملنا في ديننا الحنيف نجد انه مبني على امرين. الامر الاول علاقة قتل العبد مع ربه جل في علاه. واصل هذه العلاقة هو التوحيد. وما وما يبنى على التوحيد وما يكون مثبتا للتوحيد. وما هو شعار للتوحيد دعوة الى التوحيد من الصلاة والحج والذكر وقراءة القرآن ونحو ذلك. الشق الثاني الذي نجده في ديننا الحنيف هو ما يتعلق بحقوق الناس. وحقوق الناس منقسمة الى قسمين حقوق لهم علينا ايجابية فلابد ان ندفعها لهم على سبيل الوجوب والفرظ احيانا وعلى سبيل الاحسان والاكرام والنفل احيانا اخرى والامر الثاني هو كف الاذى عنهم وجوبا سواء ما تعلق باللسان او ما تعلق بالجنان. بل لا يظهر حقيقة الاسلام الا بقوله صلى الله عليه وسلم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ومن يده. اذا حقيقة الاسلام مبناه على امرين. عبادة الله عز وجل اولا ثم حقوق الناس وكف الاذى عنهم. وحينما نقول من انفع الناس للناس او كيف نكون انفع الناس للناس؟ فهذا يعني اننا نبحث عن مرتقى الايمان مال وليس مجرد الاسلام. لان النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن من ائتمنه الناس وهذا سلوك ايجابي في المسلم. كيف نرتقي حتى نكون من اهل الايمان ومن اهل الاحسان. هذا لا يتأتى الا بالاحسان الى الناس. فهناك احسان مع الله وهو ان تعبده كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. وهناك احسان مع الناس وهو ان تحب لهم الخير كما تحب لنفسك وان تتقن لهم الخير كما تحب ان يتقن لك وان تعاملهم بما امرك الله لا بما يعاملونك به من الكفء والمثل وهنا يتجلى عظمة هذا الدين. فان هذا الدين يدعو المسلمين جميعا الى ان يتخلقوا مع الناس باخلاق اخلاق الاسلام لا باخلاق المثلية وباخلاق المقابلية وباخلاق المجاملات لو تأملنا في الاحاد في الايات الواردة في هذا الباب لكفتنا فكيف بالاحاديث المتوافرة في هذا الباب؟ ولنتأمل في اول اية فيها ذكر الحقوق. واذا اخذنا ميثاق بني اسرائيل لا تعبدون الا الله. هذا يتعلق بحق الله. وبالوالدين احسانا وذي القربى وبذي القربى واليتامى والمساكين. هذي كلها هي من نفع الناس. هي من جهة ومن باب دافعي النفس. وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. وبالوالدين احسانا وذي القربى واليتامى والمساكين. ايضا متعلقة واذا عملنا ميزان نجد ان الله عز وجل في هذه الايات سواء في الميثاق او في الحكم والقضية والوصية نجد ان الله عز وجل ذكر لنفسه حقا واحدا عظيما وهو عبادته وذكر نفعا للناس متعديا كثيرا ولو تأملنا في اية العدل والاحسان ان الله يأمركم بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الحشاء والمنكر والبغي. ستة صفات كلها من باب نفع الناس وكف الاذى عنهم. اما الاحاديث في هذا الباب فهي كثيرة. من اشهرها حديث جابر ابن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. المؤمن يؤلف. يؤلف اي بمعنى سهل الميراس. لين الجانب طيب الخلق يحبه الناس. المؤمن يألف ويؤلف. ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف ومن هنا ندرك ان الذين يحبون العزلة عن الناس ان ايمانهم ناقص ما وجه نقصان ايمانهم؟ وجه نقصان ايمانهم انهم لم يتحملوا في ذات الله ولله عز وجل ما يتعلق بحقوق الادميين ولهذا جاء في الشريعة السمحاء الغراء النهي عن التبدل. ثم قال صلى الله عليه وسلم في تكملة هذا الحديث خير الناس وخير الناس والالف واللام هنا للاستغراق. وخير الناس انفعهم للناس. ومن هنا ندرك لماذا كان الانبياء من خير الناس لانهم من انفع الناس. الا يكفيهم نفعا؟ انهم انقذوا البشرية من النار العظيمة دار الاخرة الى الجنة من الحياة الفانية الى الحياة الابدية. وهكذا العلماء والصلحاء والدعاة الى الله عز وجل خيرهم متعدي اكثر من اصحاب آآ الصالحين الاخرين لماذا؟ لان لهم نفعا للناس شيء اكثر. وايضا نتأمل في حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال يا رسول الله نتأمل الى كلام هذا الاعرابي. اي الناس احب الى الله هذه القضية الاولى المتعلقة بجانب حقوق الله. فقال صلى الله عليه وسلم احب الناس الى الله انفعهم هم للناس. هذه مسألة عظيمة. تأمل كيف يصل الانسان الى هذه المرتبة ان يحبه الله قاطعونه وهو يصلهم. يسبونه وهو يحسن اليهم وهؤلاء يتكلمون فيهم وهو يمسك عنهم. هذا دليل النفع. دليل ان الرجل يتعامل لله وليس لذاته ولا لنفسه ولا لشخصه. قال يا رسول الله اي الناس احب الى الله؟ قال صلى الله عليه وسلم احب الناس الى الله انفعهم انفعهم للناس واحب الاعمال الى الله عز وجل. ما هي هذه الاعمال؟ الحبيبة الى الرب تبارك وتعالى. تأملوا يا عباد الله نتأمل ونعمل احب الاعمال الى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم هذه واحدة تكشف عنه كربته تكشف عنه كربة هذه الثانية. او تقضي عنه دينا هذه الثالثة. او تطرد عنه جوعا هذه الرابعة. اربع اربع خصال كل خصلة منها كل خصلة منها هي من باب نفع الناس. ولنت اما للان حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الخير فقال على نفع الناس فقال ولان امشي ولأن امشي مع اخ في حاجة وهنا اخ نكره اي اي مسلم. ولان امشي مع اخ في حاجة احب الي من ان اعتكف في هذا المسجد يعني مسجد المدينة شهر ايها الاخوة والاخوات نتأمل الان لو اعتكف الانسان في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين يوما يعني شهرا كاملا كم صلاة يصلي في المسجد النبوي بالف صلاة كم يقرأ القرآن؟ كم من صوم؟ كم من قيام؟ كم من ذكر؟ كم من تلاوة؟ كم كم النبي صلى الله عليه وسلم يقول لنا ونحن ربما نكون بعيدين عن المسجد النبوي لن امشي مع اخ في حاجة احب الي من ان اعتكف في هذا المسجد يعني مسجد المدينة شهرا. لماذا؟ لان هذا من باب نفع الناس واما الاعتكاف فهو من باب القصور على النفس. ولذلك نتأمل الان لماذا كان احب الناس الى الله عز وجل هو الذي ينادي الله جبريل بان يحبه. وينادي جبريل اهل السماء ان يحبه. لماذا؟ لان الناس في الارض احبوه. احبه اهل الصلاح. طبعا هذا هو المعتبر لا محبة اهل الفساد. اهل الصلاح احبوه لماذا احبوه؟ لانهم رأوه. متعدي الخير. رأوه عظيم النفع للناس فلذلك احبوا. اذا لابد ان ننتبه ان نفع الناس من العبادات العظيمة التي فكانت لله فلها منزلة عظيمة راقية كبيرة موصلة الى مرتبة الاحسان مع الله والاحسان مع عباد الله. لماذا نفع الناس يوصل الى الاحسان مع الناس؟ والاحسان مع الله؟ لان الانسان قل ما يستطيع ان يتعامل مع الناس بالنفع ما لم يكن مراقبا الله عز وجل. ما لم يكن يعمل العمل لله. مثل ما يقول المثل ها سوى الخير. وقطه في البحر. لا هذا هو الكلام الصحيح. اعمل الخير وانتظر الجواب والجزاء من الله عز لا منه. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه. وقال صلى الله عليه وسلم من كشف عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ونتأمل ان النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه ابو ذر وقال له يا رسول الله بعد ما اسلم فقال اه النبي صلى الله عليه وسلم له فهل انت مبلغ عني قومك عسى الله ان ينفعهم بك ويأجرك كفيهم ومن هنا قال النبي صلى الله عليه وسلم الدال على الخير كفاعله. وقال صلى الله عليه وسلم من استطاع ان ينفع اخاه فلينفعه. هذه رواية مسلم. وهي وان كانت جاءت في باب التطبب والطبابة لكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. وجاء ايضا عند الامام احمد بلفظ من استطاع ان فاخاف فليفعل. ولذلك البخل بخلان. بخل بالمال ان يظن به الانسان عن الخير وبخل بالجاه ان يظن به الانسان فلا ينفع الناس وقد قال صلى الله عليه وسلم على كل مسلم على كل واحد منا يعني على كل مسلم صدقة. فقالوا يا نبي الله فمن لم يجد كثير من الناس اليوم ربما لا يجد ولا يسعه امواله ان يبذلها للناس ماذا يفعل؟ فقال صلى الله عليه وسلم يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق اذا لا يقول انسان ما عندي اذهب اعمل وتصدق. لماذا اعمل وتصدق؟ لان اعمل وتصدق نفع للخير وادخار ها للحياة. الناس اليوم يدخرون حق المستقبل وهذا غلط. الواجب ان ندخر للحياة التي امامنا حياة الاخرة يوم يقول الانسان يا ليتني قدمت لحياتي قال فان لم يجد قال صلى الله عليه وسلم يعين للحاجة الملهوف. قالوا فان لم يجد او ما قدر. قال صلى الله عليه وسلم ليعمل بالمعروف وليمسك عن الشر فانها له صدقة. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يجعلنا واياكم من انفع الناس للناس وان يرزقنا واياكم نفع الناس اعان على ذلك وان يجعلنا واياكم من الذين يدركون محبة الله بنفع الناس وان من الذين يدركون محبة الله بمحبة الناس وصلي اللهم على نبينا محمد وشكر الله للاخوة في مسجد المرتجي هذه الاستضافة ولاخينا ابي صالح وشكر الله لكم حسن الاستماع وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته