يمسهما النار عينان لا تمسهما النار. عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله رواه الامام الترمذي وقال حديث حسن وفي الحديث عن انس رضي الله تعالى عنه الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول السائل تعلمون حفظكم الله ان بلادنا هي مهبط الوحي وهي قاعدة اهل السنة والجماعة وان الجميع يتربص بها من اعداء. نريد منكم كلمة توجيهية لاخواننا رجال سلاح الحدود وما يلاقونه من عنت وتعب في مواجهتها هؤلاء. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فان من اعظم ما يتعبد الله ما يتعبد العبد لربه عز وجل به ان يحمي اخوانه المسلمين من كل شر وافة وبلاء فاذا سخرك الله عز وجل وجعل لك عينا تحرص اخوانك المؤمنين فقد اراد الله عز وجل بك خيرا فان العين التي سهرت من اجل ان تنام عيون ان تنام عيون المسلمين والبدن الذي تعب من اجل ان يرتاح اخوانه المسلمون لا جرم ان له من الفضل والاجر والثواب ما الله به عليم وهذا هو الذي يسميه العلماء بالرباط ان يرابط الانسان على ثغور المسلمين ليحميهم من كيد الكائدين ويحفظهم بامر الله عز وجل من تربص المتربصين يسهر ليله لينام اخوانه يتعب جسده ويتغرب في هذه المراكز الحدودية البعيدة حتى ليشعر اخوانه بالامن والامان. فصار كالشمعة يحرق نفسه ويبذل جهده ووقته. حتى يرتاح اخوانه المؤمنون في البلاد الاسلامية فهذا هو الرباط الذي وعدت الادلة صاحبه بالاجر العظيم والثواب الجزيل من الله تبارك وتعالى فالرباط هو الاقامة في الثغور. وهي الاماكن التي يخاف على اهلها من اعداء الاسلام. والمرابط هو اقيموا فيها والمعد نفسه للجهاد في سبيل الله والدفاع عن دينه واخوانه المسلمين. وقد ورد في فضل للمرابطة والحراسة في سبيل الله احاديث كثيرة اليكم طرفا منها ايها المرابطون في الثغور حتى تستأنس قلوبكم بعظيم ما يفعلونه وتعلمون كبير الاجر اذا خلصت نياتكم لله عز عز وجل ففي حديث سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها. وموضع صوت احدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها. والروحة يروحها العبد في سبيل الله او الغدوة. خير من الدنيا وما عليها عليها وهذا الحديث رواه الامام البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم وفي الحديث كذلك عن سلمان رضي الله تعالى عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه. وان مات فيه اي مات وهو مرابط في سبيل الله على ثغر من ثغور المسلمين ليحميهم وان مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل. واجري عليه رزقه. وامن فيه من الفتان وهذا الحديث رواه الامام مسلم وغيره وزاد الطبراني وبعث يوم القيامة شهيدا وفي الحديث عن فضالة ابن عبيد رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ميت على عمله الا المرابط في سبيل الله. فانه ينمى له عمله الى يوم القيامة ويؤمن من فتنة القبر. رواه الامام ابو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح وقال الحاكم صحيح على شرط الامام مسلم وكذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم المجاهد من جاهد نفسه لله عز وجل وفي الحديث عن ابي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رباط شهر خير خير من صيام دهر رباط شهر خير من صيام دهر. ومن مات في سبيل الله امن الفزع الاكبر يوم القيامة ومن مات مرابطا في سبيل الله امن الفزع الاكبر يوم القيامة وغدي عليه وريح برزقه من الجنة ويجري عليه اجر المرابط حتى يبعثه الله عز وجل يوم القيامة وهذا الحديث رواه الامام الطبراني ورواته ثقات وفي الحديث عن العرباض ابن سارية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عمل قطعوا عن صاحبه اذا مات. الا المرابط في سبيل الله. فانه ينمى له عمله ويجرى عليه رزقه الى يوم القيامة وفي الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات مرابطا في سبيل الله اجري عليه الصالح الذي كان يعمل واجري عليه رزقه وامن من الفتان. وبعثه الله يوم القيامة امنا من الاكبر وهذا الحديث رواه الامام ابن ماجة باسناد صحيح ويقول صلى الله عليه وسلم والمرابط اذا مات في رباطه كتب له اجر عمله الى يوم القيامة. او كما قال صلى الله عليه وسلم وفي الحديث عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عينان لا قال قال النبي صلى الله عليه وسلم عينان لا تمسهما النار ابدا عين باتت تكلأ في سبيل لله وعين بكت خشية من الله تبارك وتعالى. رواه ابو يعلى ورواته ثقات وفي رواية عند الطبراني في الاوسط عينان لا تريان النار ابدا وفي الحديث عن عثمان رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول حرس ليلة في سبيل الله افضل من الف ليلة بقيام ليلها وصيام نهارها. حرس ليلة في سبيل الله افضل من الف ليلة بقيام ليلها وبصيام نهارها. رواه الحاكم في مستدركه وقال صحيح الاسناد والاحاديث في هذا المعنى كثيرة ولكن ينبغي للانسان في هذه الحراسة والمرابطة في ثغور المسلمين ان يجعل نيته في رباطه وجلوسه ودوامه خالصا لوجه الله تبارك وتعالى ايريد به رياء ولا سمعة ولا يريد به منصبا ولا مالا وما يأتيه من راتب الوظيفة لا يكدر عليه ذلك الاجر ولله الحمد ما دامت نيته خالصة لله تبارك وتعالى فاصبروا يا ايها المرابطون. عليكم بالصبر واحتساب الاجر. واملوا خيرا وابشروا بعظيم الاجر والثواب من الله تبارك وتعالى احسنوا نيتكم وصححوا قصدكم واجعلوا اعمالكم خالصة لوجه الله عز وجل. ولا ترجون باعمالكم شيئا من الدنيا وما يأتيكم من المال فانما هو عاجل بشرى لكم في هذه الدنيا ما ينتظركم من الثواب العظيم والاجر الجزيل من الله يوم القيامة حتى وان ملت نفوسكم من المرابطة او ضاقت صدوركم من الغربة عن اهلكم فان الاجر حينئذ يعظم الاجر حينئذ يعظم والثواب حينئذ يضاعف ويزداد من الله تبارك وتعالى. فاصبروا وصابروا كما امركم الله عز وجل بذلك في قوله يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون. اسأل الله ان يحفظكم من بين ايديكم ومن خلفكم. اسأل الله عز وجل باسمائه وصفاته العلا ان يسدد قلوبكم واقوالكم واعمالكم. وان يجعلكم هداة مهتدين. وان يحفظكم وان يحفظ ازواجكم واولادكم وذرياتكم وان يصلح نياتكم واعمالكم وان يرفع قدركم وان يجعلنا واياكم من موفقين في الدنيا والاخرة واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد