اسأل الله ان يؤدم بين الاباء واولادهم المحبة والالفة وتوادد والرحمة والاشفاق. والله اعلم الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول شيخنا حفظكم الله نريد كلمة توجيهية للاباء والامهات الذين يقسون على ابنائهم ولا يعينهن ولا يعينونهم على برهم. بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد فالواجب على الابناء ان يبروا بابائهم وان يحسنوا اليهم وان يحسنوا صحبتهم في هذه الدنيا والا يعقوهم باي صورة من صور العقوق قال الله عز وجل وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ورضا الله عز وجل في رضا الوالدين وسخط الله وسخط الله تبارك وتعالى في سخطهما ومن بر بوالديه بره ابناؤه من بعده فالواجب علينا ان نحسن صحبة والدينا في هذه الدنيا حتى وان صدر منهم شيء من التقصير في حقوقنا او قسوا علينا فلا يجعلنا ذلك نقصر في حقوقهم. او ان ننزع اليد من طاعتهم وبرهم والاحسان اليهم او ان نتقحم في شيء من صور عقوقهم. حتى وان نسوا حق الله عز وجل فينا حتى وان حتى وان اذونا اقوالهم وافعالهم فلا يزال لهم مقام الاحترام والتقدير والاحسان والبر فلا يجوز ان ان يتنصل الاولاد من بر والديهم بسبب تقصير ابائهم في شيء من حقوقهم هذا اولا ثم على الاباء وفقهم الله ان يتقوا الله عز وجل في اولادهم وان يحسنوا تربيتهم. وان يتعاملوا معهم بالتعامل الشرعي الذي يحبه الله تبارك وتعالى فالله عز وجل يحب الرفق في الامر كله ويحب اظهار الرحمة والعفو والصفح من الوالدين من الوالدين على اولادهم فعلى الاباء والامهات ان يقتدوا بنبيهم صلى الله عليه وسلم. وان يعاملوا اولادهم بالرحمة واللين في توجيههم وفي تربيتهم لهم وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة الاولاد. ولا سيما الصغار منهم ففي الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال قبل النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الاقرع بن حابس فقال الاقرع ان لي عشرة من الولد ما قبلت منهم احدا فنظر اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من لا يرحم لا يرحم والحديث متفق عليه وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت قدم ناس من الاعراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا اتقبلون فقالوا نعم فقال نعم. قالوا لكنا والله ما نقبل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اوما املك ان كان الله نزع الرحمة من وهذا الحديث متفق عليه ايضا ان القسوة والشدة في العقاب لا تنتج الا نماذج مضطربة في التربية مضطربة التفكير مضطربة الاخلاق غير قادرة على قيادة نفسها فضلا عن قيادة الاخرين وهذه القسوة لا تثمر الا العقوق. فان من الاولاد من يريد ان يحسن صحبة والديه. ولكن بسبب قسوة والديه عليه تغلبه نفسه الامارة بالسوء فيسيء تعاملهما ولا يحسن صحبتهما ويكونا هما السبب في هذا فعلينا ان نحسن تعاملنا مع ابنائنا وان نترفق بهم وان نرحمهم وان نحن عليهم وان نعطف عليهم وان نتجاوز عن تقصيرهم واخطائهم. اذا كان التجاوز والصفح ممكنا وان نتآخى معهم ونتعاون معهم على البر والتقوى وان نكون الصدر الحنون الذي يسمعهم واللسان الحنون الذي يعالج مشاكلهم فينبغي على الاباء هداهم الله ان يتقوا الله عز وجل في اولادهم وعلى الاولاد هداهم الله ان يتقوا الله في ابائهم واذا قصر الوالدان في حق الولد فليس هذا بمسوغ للولد ان يقصر في حق والديه واذا قصر الاولاد في حق والديهم فليس هذا بمسوغ ان يقصر الاولاد في الوالدان في حق اولادهم فالله الله بالرحمة المتبادلة والاحسان المتبادل والبر المتبادل وان يبعد الاباء عن ضرب اولادهم على اقل الاخطاء وايسرها. ما دام علاجها ممكنا بالتفاهم الحوار البناء والتنبيه وعليهم ان يبعدوا عن عبارات السوء من سب الاولاد او شتمهم او القدح فيهم او التثريب عليهم امام زملائهم. فان هذا يكسر شخصيتهم ويهين نفوسهم وحينئذ لا ينشأون النشأة الادمية المطلوبة منهم. فضلا عن النشأة المبنية على بر والديهم والاحسان اليهم فان النبي صلى الله عليه وسلم ما ضرب بيده قط امرأة ولا خادما. ويقول انس رضي الله تعالى عنه خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فلم يقل لي في شيء فعلته لما فعلته. ولا لشيء لم افعله لم لم تفعله فكان صلى الله عليه وسلم لينا حليما رفيقا حكيما بمن تحت يده وقال الله عز وجل وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم فالله الله بهذه الامانة العظيمة ايها الاباء والامهات. احسنوا الى اولادكم. اظهروا الحنان العطف لهم كونوا صدورا محبة لهم. اكسروا الحواجز فيما بينكم وبينهم حتى يحسوا بانكم سند لهم بعد الله عز وجل في كل ما يواجههم من الصعوبات والعقبات في هذه الحياة