الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقول السائلة كيف اتعامل مع امي اذا كانت تحب اختي اكثر مني. الحمد لله رب العالمين وبعد جواب هذا السؤال في بيان واجبين. واجب على امك وواجب عليك انت. اما الواجب على امك فهي ان يتقي الله عز وجل وان تحاول وان تجتهد في العدل بين اولادها ذكورا واناثا. في لحظها وفي لفظها وفي اظهار مشاعرها امام امامهم. فلا ينبغي للام ولا للاب ان يفرقا في التعامل في بين اولاده ما استطاع الى ذلك سبيلا. وعلى ذلك ما في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال قال صلى الله عليه وسلم لوالده ايسرك ان يكونوا لك في البر سواء؟ قال نعم. فقال اتقوا الله واعدلوا بين اولادكم فالعدل بين الاولاد في اللحظ واللفظ والتعامل في الظاهر امر واجب. حتى وان كان الواو لدان يحبون احد الاولاد اكثر من الاخر فلا يجوز لهم ان يظهروا اثر هذه المحبة له امام اخوانه واخواته. لانهم بهذا الاظهار سوف ويوغرون صدورهم عليه وربما والعياذ بالله دبروا له مكيدة بسبب تلك الغيرة والحسد. كما فعل اخوة يوسف في يوسف فانهم قالوا ليوسف واخوه احب الى ابينا منا ونحن عصبة. ان ابانا لفي ضلال مبين. وهذه الغيرة والعياذ بالله حملتهم على ان يحاولوا ان يقتلوا يوسف وقصته معروفة بكتاب الله عز وجل. فاذا يجب على الوالدين ان يحرصوا على اظهار العدل بين اولادهم في وفي الفاظهم وفي تعاملهم وفي تكليف اولادهم بالاعمال وفي اظهار مشاعر الود والمحبة للاولاد والا ولدا على ولد فان هذا يوغر صدور الاولاد ويوجب التفريق بينهم. والحسد والتباغض والتدابر والعدل كله خير وبركة. فوصيتي لهذه الام المباركة ان تتقي الله عز وجل وان تعدل بين بناتك فيها والا تفضل بنتا على بنت وان لا تسمع واحدة وتترك الاخرى والا تقبل بقلبها وقال بها على واحدة حبا وتعظيما واكراما وعلى الاخرى اهانة ابعادا هذا هو الواجب على الوالدين وهو اقامة مبدأ العدل بين اولادهم. واما الواجب الثاني فهو عليك ايتها السائلة موفقة بارك الله فيك. وهي انك اذا رأيت من امك او والدك شيئا من هذا فان عليك ان تصبري وان تحتسبي الاجر والا تعامليهم بالمثل وان تحسني اليهم وان تبريهم وان تتقي وان تتقي الله عز وجل فيهم. والا يصدر منك قول ولا نظرة ولا عمل يسيء اليهما او يوجب عقوقهما وان تعلمي ان هذا ابتلاء من الله عز وجل يختبر فيه صبرك وايمانك واحسانك الى والديك. فاذا احسنت اليهما مع اساءتهما اليك واذا بررتيهما مع عقوقهما لك. فاعلمي بارك الله فيك انك مؤمنة ان شاء الله. وان الله عز وجل قد اراد بك خيرا. واسمعي الى قول الله عز وجل وان جاهداك اي والداك. على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما. وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من اناب الي. فالله عز وجل يأمر الولد المسلم ان الى والديه الكافرين الذين يأمرانه بالكفر بالله عز وجل. فلم يجعل الله عز وجل امر الوالدين لولدهما بالكفر مسوغا للاساءة الى والديه. بل امره بالاحسان لهما وبرهما واحسان صحبتهما اصبري وصابري واثبتي واكثري من دعاء الله عز وجل بالصبر والثبات وهداية قلب الام والله اعلم