الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول لي صديق طيب الخصال ولكنه يحب ان يمدح ويثنى عليه. وهو يعترف بذلك متعللا بقول احد الصحابة يوم فتح مكة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان ابا سفيان يحب الفخر ان ابا سفيان يحب الفخر فاجاز له ما لم يجزه لغيره من فان طاوعته تستقيم فان طاوعته تستقيم اموره وان اعرظت عن فخره ومدحه تولى. علما بان ليس بيني وبينه سوى المسجد فهل مجاراته في ذلك اثم علي؟ وماذا انصحه؟ وما واجبي تجاهه؟ الحمد لله رب العالمين. هذا الرجل على عظيم جدا وهذا الرجل في الحقيقة لو كان يعبد الله عز وجل عبادة نابعة من قلب لما اثر في هذه العبادة مدح الناس او عدم مدحهم فالواجب عليكم ان تناصحوه ان يتقي الله عز وجل في نفسه فان محبة المدح والثناء محبطة للعمل. ومبطلة له. لان الله عز وجل لا يقبل من الاعمال الا ما كان خالصا صوابا. والخالص ما كان لله. والصواب ما كان على وفق السنة وقد نهى الله عز وجل عن تزكية الانسان نفسه ومدحه لنفسه. وقد عاب الله عز وجل على ذلك وذمه ذما عظيما فقال الله عز وجل الم ترى الى الذين يزكون انفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا تظلمون فتيلا وقال الله عز وجل فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى. فاذا كان هذا الرجل لا يدفعه للعمل ولا لصحبة اخوانه ولا لمباسطتهم والتبسم في وجوههم الا مدحه وثناؤه. فان مدحوه فعل وان لم يمدحوه لم يفعل فهذا ليس بعابد لله حقيقة وانما هو عابد لهواه وعابد لشهوته ورغبات نفسه وخلجات روحه. فعظوه وفقكم الله وانكروا عليه هذا الامر واياكم ان تجاروه حتى وان غضب وزمجر. فلا شأن لكم به ولا تمدحوه حتى لا تربوا فيه هذه الخصلة واكثروا من الدعاء له ان يشفيه الله عز وجل من داء التعاظم. فانه داء اذا استمر مع الانسان اهلكه واهلك دينه. وغربل ايمانه. ومن المعلوم انه لا يجتمع الاخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس. لا ان يجتمعا ابدا في قلب عبد مؤمن. فمن احب الثناء والمدح خرج الاخلاص من قلبه. ومن كان مخلصا لله عز وجل كره المدح والثناء. فكما انه لا يجتمع الماء والنار في وقت واحد في شيء واحد فكذلك لا يجتمع هذا وهذا في قلب العبد في قلب عبد المؤمن. فاذا حدثتك نفسك بطلب الاخلاص فاقبل على الطمع اذبحه كما قال ابن تيمية رحمه الله في كلام جميل له. يقول فيما معناه اذا حدثتك نفسك بطلب الاخلاص فاقبل على الطمع او اولا فاذبحه بسكين اليأس واقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق دنيا في الاخرة انه لا يستقيم الاخلاص مع محبة المدح والثناء. فهذا الرجل فيه مرض عظيم وداء وداء عضال. ادعوا له الشفاء والعافية واخبروه بهذا المزلق الوخيم وعظوه وانكروا عليه وتواصوا انتم واياه على البر والتقوى لعله لعله يترك هذا الامر والله اعلم