الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم اورد علينا انسان شبهة في مسألة ان الله عز وجل مختص بعلم ما يكون في المستقبل. وقال في خلاصة شبهته كيف تقولون بان الله عز وجل مختص بالارزاق التي يكسبها الانسان. والارض التي يموت فيها وتستدلون على ذلك بقول الله عز وجل ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب وغدا وما تدري نفس باي ارض تموت. مع اننا نجزم بالادلة الصحيحة ان الملك الموكل بهذه النطفة قد اوحى الله عز وجل اليه متى سيموت هذا؟ وكيف يرزق؟ وهل هو سيكون شقيا او سعيدا؟ اذا الملك الملك يعلم هذا الغيب الملك يعلم هذا الغيب. فكيف تقولون بان الله منفرد بعلم الغيب المطلق بمعنى انه ما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس اي ارض تموت مع ان الملك الموكل بهذه النطفة يعلم شيئا من ذلك الجواب لابد من التنبيه على على مسألتين. المسألة الاولى ان الاصل في الغيب المطلق الا يعلمه ابتداء الا الله. ولكن قد يطلع الله على غيبه المطلق من شاء من رسله. الملك من الملائكة او البشر. كما قال الله عز وجل عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسوله. فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا. فيكون ممن اختار الله عز وجل لعلم شيء من الغيب المطلق المتعلق بهذه النطفة الملك الذي اوحى اليه شيئا من هذه الغيوب. كما ان كما ان خروج الدجال كان من الغيب المطلق فاوحى الله هذا الغيب المطلق لنبيه صلى الله عليه وسلم. وكما ان خروج الشمس من مغربها كان من الغيب المطلق فاوحاه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم. فاذا الاصل ان الغيب المطلق يختص الله عز وجل به الا من شاء الله ان يطلعه على شيء من تفاصيل هذا الغير. والمسألة الثانية التي ينبغي التنبيه عليها ان الملك لا يعلم الغيب ابتداء وان ما علمه بالوحي والتعليم ان الملك لم يعلم الغيب ابتداء. فهو لم يشارك الله عز وجل في علم الغيب فنحن لا ندعي ان الملائكة تعلم الغيب ولا نقوله وانما تلك الغيوب التي علمها الملك من هذه النطفة انما كانت بتعليم الله عز وجل ووحيه والصفة التي نحرمها هو ان يتخوض الانسان بشيء من علم الغيب المطلق بزعم انه يعلمه ابتداء فالله يعلم الغيب ابتداء واما الملك فلا يعلمه ابتداء. وانما يعلمه بالوحي والتعليم. النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب ابتداء ولكن يعلمه بعد تعليم الله عز وجل له بالوحي والتعليم. فاذا كون الله عز وجل يكسب شيئا من غيبه المطلق لبعض خلقه هذا لا يعتبر ان المخلوق الذي كسب له شيء من ذلك يعلم الغيب لان العلم الذي ننكره ونكفر مدعيه هو من يدعي انه يعلم الغيب ابتداء بلا وسيلة ولا واحد عفوا بلا وحل فاذا لا اشكال في ذلك ابدا ولله