الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليك كيف نجمع بين النهي في الطعن في الصحابة رضوان الله عليهم؟ وبين ثبوت ردة بعضهم في تبوك الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر في قواعد اهل السنة ان الصحابي لا يدخل في مسمى الصحبة باطلا وظاهرا ولا يثبت له فضل الصحبة الا بثلاث شروط لا بد من استفائها في هذا الصحابي ليدخل في جملة الصحابة. الشرط الاول ان يكون ممن لقي النبي صلى الله عليه وسلم وبناء على اشتراط هذا الشرط فكل من لم يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس بصحابي. والشرط الثاني ان يكون حال لقيه برسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنا به وبناء على اشتراط هذا الشرط فاي انسان لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان حال لقيه ليس بمؤمن به فلا صحابيا الشرط الثالث ان يموت على الاسلام. وبناء على اشتراط هذا الشرط. فاي انسان لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم امن به حال لقيه ولكن الله قدر عليه ان يرتد ويموت على الردة فانه لا يدخل في مسمى الصحبة جملة ولا تفصيلا. واختلف العلماء رحمهم الله تعالى في الصحابي اذا ارتد ثم رجع الى الاسلام. ويمثل له العلماء بعبد الله بن ابي شرح فهل تخلل الردة يبطل الصحبة السابقة؟ الجواب فيه خلاف بين اهل العلم والقول الصحيح انه ان تخلل الردة لا يبطل صحبته السابقة. بناء على ان الردة اذا لم يمت الانسان عليها فانها لا تعتبر مبطلة لاعماله الصالحة فيما سبق ذلك اي فيما سبق ردته. وعلى ذلك قول ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه العظيم نخبة الفكر. قال والصحابي من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الايمان وان تخللت ردة في الاصح فمن توفرت فيه هذه الشروط الثلاثة فانه صحابي باطنا وظاهرا. وبناء على ذلك فالمنافقون الذين اكانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ممن كان يبطن الكفر والشرك ولكن يظهر الاسلام هؤلاء وان جرت عليهم احكام الصحبة ظاهرا لاننا نتعامل مع الناس بما يظهر لنا منهم الا انهم عند الله عز وجل في الباطن ليسوا بصحابة ولا يثبت لهم فضل الصحبة. كعبد الله ابن ابي بن سلول فانه وان كان لقي النبي صلى الله عليه وسلم وكان حال لقيه مؤمنا به ظاهرا ولكن كان ولكن كان في الباطن كافرا به. ولكن كان في الباطن كافر به. فالمنافقون الذين يظهرون الايمان ويبطنون الكفر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء ليسوا بصحابة عند الله عز وجل اي اي لا يثبت لهم حكم الصحبة باطنا. وان كان النبي صلى الله عليه وسلم عندما يقبل منهم ظواهرهم ويذر سرائرهم الى الله عز وجل. فالمنافقون الذين كانوا في تبوك وتكلموا في صحابة النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا. ولا اكذب السنا ولا اجبن عند اللقاء هؤلاء حكم الله عز وجل عليهم بالكفر والردة لانهم كانوا في الباطن اصلا اهل ولذلك من تكلم معهم وهو من اهل الايمان في الباطن عفا الله عز وجل عنه في بقوله ان نعفو عن طائفة منكم فهؤلاء هم الذين كانوا اهل ايمان باطنا وظاهرا ولكن جرت السنتهم بشيء من هذا الحديث فعفى الله عز وجل عنهم لما تابوا. واما من كان منافقا باطنا وظاهرا وكان الحامل له على الكلام والطعن في صحابة النبي صلى الله عليه وسلم انما هو نفاقه الباطني وكفره القلبي. هذا لم يكن محط عفو من الله عز وجل. واخبر الله عز وجل بعظيم عقوبة واليم العذاب لهؤلاء المنافقين باطلا وظاهرا في الاخرة. فاذا عبد الله بن ابي بن سلول ومن كان على شاكلته من اهل النفاق باطنا فهؤلاء يجرى عليهم حكم الصحبة في الظاهر. واما في الباطن فيما بينهم وبين الله فلا تثبت لهم احكام الصحبة. اذ فضح الله عز وجل بواطنهم وبين للمؤمنين مقاصد قلوبهم وانهم ما امنوا واظهروا الاسلام الا لكيد اهله وارسادا لمن حارب الله ورسوله التفريق بين المؤمنين وكذلك نقول في حق من ثبت ايمانه ثم ثبتت ردته بالسند الصحيح حتى فمات عليها كالذين كبعض الوفود التي كبعض الوفود او بعض الاعراب. الذين امنوا في عهد النبي صلى الله عليه بعد لقيه ثم بعد وفاته ارتدوا على اعقابهم وحاربهم ابو بكر وماتوا على ردتهم. فهؤلاء لا يثبت لهم حكم الصحبة لا باطنا ولا ظاهرا لفوات شرط الصحبة وهو الموت على الايمان اذا ثبتت ردة احد ممن امن بالنبي صلى الله عليه وسلم ولقيه في حياته. ثم قدحنا فيه انه مات على الكفر فليس قدحنا هذا يعتبر قدحا في الصحابي. لفوات شرط الصحبة فيه. وكذلك اهل النفاق اذا الايات محذرة ومبينة غل القلوب وحقد النفوس وكفر البواطن. ممن كان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فلا يؤخذ هذا حكما عاما في كل الصحابة حاشا وكلا. وانما يؤخذ حكما خاصا في هؤلاء الذين ما امنوا رغبة في الايمان وانما امنوا لكيد اهل الاسلام وهم المنافقون ولا يخلو منهم زمان. فكلامنا في الله ابن ابي بن سلول ليس كلاما في الصحابي. وكلامنا في من قال يا محمد اعدل فانك لا اتق الله واعدل في قسمتك. كلامنا فيه ليس كلاما في صحابي. لان هؤلاء وان كانت تجرى عليهم حكم الصحبة ظاهرا لايمانهم الظاهر الا انهم كانوا في البواطن ليسوا بمؤمنين. فكلامنا في المنافقين الذين ثبت نفاقه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كلاما في الصحابة لفوات شرط الايمان الباطني. وكلامنا في من امن وارتد ومات على الردة ليس كلاما في الصحابة. لفوات شرط الايمان لفوات شرط الموت على الايمان. لكن هل تجد اهل السنة الجماعة او النصوص تقدح في احد توفرت فيه الشروط الثلاثة تامة كاملة موفرة؟ الجواب تجد شيئا من ذلك ابدا. وانما الايات تتكلم عن طائفتين من الناس. عن طائفة امنت ظاهرا وكفرت باطنا وهم المنافقون والكلام فيهم ليس كلاما في الصحابة لفوات شرط الصحبة او تتكلم عن اناس امنوا ثم ارتدوا ولا يزالون مرتدين حتى ماتوا والكلام فيهم ليس كلاما في في الصحابة لفوات شرط الصحبة. والله اعلم