الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول السائل احسن الله اليكم يقول الله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وجاء في الحديث في امر الشفاعة انه اذا طلب من اولي العزم ان يشفع عند الله في الخلائق يقول نفسي نفسي من عظيم الهول يوم القيامة. فكيف نجمع بينهما بارك الله فيكم؟ الحمد لله رب وبعد لا تعارض بين هاتين الايتين لا في صدر ولا ورد ولله الحمد والمنة ومعناهما ظاهر واضح لان الخوف المنفي في قول الله عز وجل الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. اي لا خوف عليهم فيما يستقبلونهم من امور اخرة وعرساتها فانه سيكون يوم القيامة فزع عظيم وخوف هائل. فاولياء الله من المؤمنين المتقين لا يصيبهم هذا الفزع ولا يصيبهم شيء من هذا الخوف بل يؤمنهم الله عز وجل. فاكرم الله عز وجل اولياءه المؤمنين فامنهم على ما يستقبل فلا يخافون عليه فلا يخافونه وامنهم على من خلفوا من الاموال والاولاد فلا يحزنون عليه. فاولياء الله المؤمنون المتقون لا خوف عليهم فيما يستقبلونه من امور الاخرة ومواقف يوم الحشر تب ولا يحزنون على ما خلفوه ورائهم من الاولاد والاموال. لان مآل اولياء الله عز وجل من اهل الايمان والتقوى انما هو الجنة. فلا يصيبهم شيء من الخوف ولا من الحزن. كما قال الله عز وجل وقالوا الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن ان ربنا لغفور شكور. فهذا الذي نص الله عليه في قوله الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. انما هو عبارة عن مآل اولياء الله المتقين. فان نهاية امرهم ومطافهم انه ينزع من قلوبهم الحزن وينزع من قلوبهم الخوف. فلا يصيبهم في نهاية امرهم لا خوف ولا حزن والمتقرر عند العلماء ان العبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات. ولا يعني هذا انه لا يصيبهم شيء من الخوف ولا من الذعر او الحزن في هذه الدنيا. هذا لا هذا لا تفيده هذه الاية ابدا. وانما الاية تتكلم عن نهاية ايات المؤمنين من اولياء الله المتقين ان نهايتهم في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر في دار لا يصيبهم فيها ذعر ولا خوف ولا هم ولا كرب ولا حزن ولا شيء من ذلك ابدا. فالاية تتكلم عن نهايات عباد الله المؤمنين ولا فهذا مع ذلك الخوف العظيم الذي يصيب الانبياء والاولياء في عرصات يوم القيامة من الله عز وجل. فيعتبرون عن مقام الشفاعة العظمى لانه امر ادخره الله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم. فليس معنى هذا انه لا يقوم في قلوب المؤمنين والاولياء خوفا من الله ففرق بين الخوف الذي يصيب الانسان من قرائن احواله ومن خوفه من عدوه فهذا خوف من المخلوق فاما الخوف من المخلوق فقد امن الله اولياءه المتقين في قوله لا خوف عليهم. واما الخوف الذي يصيب قلوب الانبياء يوم القيامة فليس هو الخوف من المخلوق. وانما هو الخوف من الله. لان الله يوم القيامة يغضب غضبا لم يغضب قبله مثله ولا بعده مثله فالانبياء انما خافوا من الله والخوف من الله عبادة. عبادة. وخلاصة هذه هذا الكلام الاية على محملين. المحمل الاول ان الخوف الذي يصيب قلوب الانبياء خوف قبل دخول الجنة. واما الخوف المنفي في قول الله عز وجل لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فهو خوف بعد دخول الجنة اي باعتبار النهاية. والامر الثاني ان الخوف ينقسم الى قسمين. خوف من شيء مخلوق وخوف كن من الخالق فالخوف المنفي في قوله عز وجل لا خوف عليهم هو نفي الخوف عن من المخلوق اي لا يصيبهم شيء من المخلوقات خوف ولا بغير ذلك حتى النار مخلوقة فهم لا يخافونها لان الله سيدخلهم الجنة. واما الخوف الذي قلوب الانبياء في العرصات فانما هو الخوف من الله فهو خوف تعبد. فهو خوف تعبد. وقد خاف الانبياء من الله عز وجل والادلة في هذا كثيرة. يعني من كتاب الله عز وجل ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم. فيها اثبات ان الانبياء يخافون من الله عز وجل يخافون من الله تبارك وتعالى. فالخوف من الله ليس هو الخوف المنفي في قوله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون لان الخوف من الله خوف تعبد فلابد من التفريق بين الخوفين على هذين المحملين والله اعلم