الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول احسن الله اليكم كيف السبيل الى الخشوع في الصلاة الحمد لله رب العالمين لا جرم ان الخشوع في الصلاة من اعظم مقاصدها ومطالبها الشرعية. يقول الله عز وجل قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون وقد قرر العلماء ان الخشوع له اسباب كثيرة من اعظمها الخضوع بين يدي الله عز وجل واستشعار عظمته من تقف بين يديه. وان الصلاة ليست عبارة عن حركات تؤديها وانما هي عبادة تكون انت واقف فيها بين يدي الله تبارك وتعالى. ففي الصحيح من حديث انس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان احدكم في الصلاة فلا يبصن بين يديه فان الله قبل قبلته ولا عن يمينه فان عن يمينه ملكا فالخضوع بين يدي الله واستشعار عظمة من تقف بين يديه من اعظم الاسباب التي تعينك ان شاء الله عز وجل على الخشوع في الصلاة ومنها مجاهدة القلب في امر الصلاة. فعليك ان تجاهد في حضور قلبك حتى يكون قلبك حاضرا في كل امر فعلي او قولي تفعله في الصلاة. وهذه المجاهدة قد تكون صعبة في بداية الامر لكن النفس سوف تتعود عليها ان شاء الله عز وجل. فلا ينبغي ان تسمح لفكرك وعقلك ان يخرج خارج دائرة ما انت فيه من هذه العبادة فحاول ان تجاهد فكرك وقلبك على الحضور وتدبر ما تقرأ من كتاب الله عز وجل وتدبر هذا وتدبر الركوع تدبر عظمة السجود بين يدي الله وتدبر ما تذكر من التسبيح والتكبير والتهليل. فكل ذلك مما يعين ومنها كذلك قلة حركات الجسد. فلا فلا تحرك يديك كثيرا ولا ولا تحرك رأسك الا في الحركات المضطر او المحتاج لها واما الحركات التي تستطيع ان تستغني عنها فكلما كانت جوارحك اقل حركة كلما كان قلبك اخشع باذن الله عز وجل. ومن الاسباب التي تعينك على ذلك ايضا ان تصلي في هادئ لا سيما اذا كنت تسأل عن صلاة النافلة لان صلاة النافلة في البيت افضل منها في المسجد. فكلما كان المكان بعيدا عن الضجيج والظوظاء كلما كان القلب اخشع واحظر. ومن اسبابها كذلك الاستعداد المبكر لها فينبغي للانسان ان يستعد لامر صلاته اعني الفريضة. فيستعد لها قبل دخول وقتها بالوضوء وبالمجيء الى المسجد وبقراءة شيء من القرآن. فان الانسان اذا لم يأتي الى المسجد الا بعد سماع الاقامة ثم يأتي مسرعا انه لا يطلب من قلبه في هذه الحالة ان يخشع. ومنها كذلك ان يستحضر الانسان عظم فضل الصلاة وعظم منزلتها عند الله تبارك وتعالى. وانها من اعظم العبادات فهي ثاني اركان الاسلام وقد فرضها الله. والنبي صلى الله عليه وسلم في فوق سبع سماوات السماء السابعة فهي ليست كغيرها من جملة هذه العبادات التي ارسل بها جبريل بل رفع محمد صلى الله عليه وسلم حتى اخذها كفاحا من الله عز وجل من غير ترجمان. فامر الصلاة امر عظيم شأنها في الشريعة شأن جلل كبير جدا. فكلما استشعر الانسان عظمة هذه العبادة استشعر قلبه استشعر ان قلبه حاضر فيها استشعر ان قلبه حاضر فيها فعلى الانسان ان يحاول ان يخشع في صلاته وان يقبل قلبه على صلاته وان يتذكر عظمة الله عز وجل وانه بين يدي اعظم عظيم سبحانه وتعالى وليقبل على صلاته بالتدبر وعلى قراءته بالتعقل والتفهم وعلى ركوعه وسجوده عاري باستشعار عظمة من يسجد ويركع بين يديه. وان يحاول ان يجعل قلبه حاضرا في امر صلاته ما استطاع الى ذلك سبيلا حتى من صلاته وتنهاه عن عن الفحشاء والمنكر والله اعلم