اما بعد فاني احمد الله تعالى بان هيأ لنا اسباب الخير واعاننا على سلوكها والالتزام بها ثم احمده سبحانه على ان حصل هذا الجمع طيب في هذا المهرجان الذي يشكر المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين من تفاعل معه لاجل اهمية القراءة وضرورتها للانسان بعامة وللمسلم بخاصة ولا غرو فان اول ما انزل من القرآن الكريم اقرأ بسم ربك الذي خلق الايات فلهذا فاني اجدني مقودا الى مثل هذا اللقاء ومثل هذه المحاضرة لاسباب عدة الاول منها ان التكامل والتعاون واجب من واجبات الشريعة الله جل وعلا قال لعباده وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان لا يعلم المسلم اين الخير الكامل فيما يتعاون فيه مع اخوانه لذلك كان التعاون مطلوبا بغض النظر عن ما يقدره الانسان من قوة هذا الموظوع او من اثره فان الاثر بيد الله تعالى ولذلك فان الحرص على التعاون فيما ينفع الانسان المسلم هذا مطلب فاذا تعاونا جميعا على تعليمه وتثقيفه وادراكه للعلوم الالهية ثم للعلوم الدنيوية النافعة فان في هذا تعاونا على البر والتقوى السبب الثاني ان الحرص على الكتاب حرص على العلم لان العلم النافع بل كل انواع العلوم انما تأتي من جهة القراءة الاعلام هو فرع عما يقرأ اولا يكتب ثم يقرأ ثم يصاغ مرئيا او مسموعا الى اخره فالقراءة والكتاب ظرورة واليوم يلحظ عزوف عن الكتاب وعن القراءة وعن التفاعل مع الكتاب ومع ذلك ومعنى ذلك ان هذا عزوف عن العلم النافع وعزوف عن الثقافة النافعة وعزوف عن ادارة الانسان لنفسه فان ادارة الذات ايضا مطلوبة ومن معالم ادارة الذات ان يحرص على تعليم الانسان نفسه وعلى تثقيفها وطريق ذلك القراءة ونجد ان القراءة اليوم قد تكون للجرائد والمجلات في صفحات كثيرة قد يرى المرء كتابا يقول كيف اقرأ انا كتاب مئة صفحة في يوم بينما هو في تصفحه للجرائد والمجلات يجد انه اه يقرأ خمسين صفحة او اكثر ولكن ما نوع القراءة وما طريقتها واليوم هناك علوم تقول ان القراءة تكون قراءة سريعة كما انها تكون قراءة متأنية فهناك موضوعات حتى في الكتب تقرأ سريعا ولا يلزم ان تقرأها ان تقرأ الكتاب كله السبب الثالث ان بيني وبين الكتاب آآ عشقا ومحبة طويلة الامد منذ اه كنت صغيرا حرصت على الكتب واحببت الكتاب حتى انه انه في مكان نومي لا بد ان يوجد مجموعة كبيرة من الكتب لو لم اقرأ بس فقط لانظر اليها وآآ هذا يعرفه الذي يهوى شيئا ما ويولع به فانه يجد ان بينه وبين محبة وصلة وتواصل يجعله لا يكاد يرظى بمفارقته والكتاب عنصر من العناصر المهمة في الحياة في تقويم الانسان نفسه وفي ازدياد معارفه وفي صلته بربه جل وعلا السبب الاخير ان اعظم الكتب الاخير مكانا لكنه الاول منزلة ان اعظم الكتب هو القرآن الكريم ومن عزف عن قراءة الكتب فقد يعزف عن قراءة القرآن العظيم من احب قراءة القرآن فانه يحب القراءة والامر مرتبط بشيء ما بين هذا وهذا. لذلك احببت ان اشارككم واشارك المنظمين لهذا المهرجان هذا التفاعل الثقافي في هذا المجمع المبارك ان شاء الله تعالى ان اشارككم في هذا الموضوع اه احساسا مني بالواجب ثم اصلة علمية بيننا فيما نحب ان تكون فيه الصلة الموضوع عن الكتاب والكتاب من حيث هو سمي كتابا لانه جمعت فيه والصحف او الكلمات اما ان يكون جمع الكلمات فيسمى كتاب واما ان تكون جمع باوراق وصحف فيسمى كتاب لان مادة كتاب بمعنى مجموع فكلمة كتب يعني جمع والكتيبة سميت كتيبة لانها تجمع الناس الكثير والكاتب سمي كاتبا لانه يجمع الكلمات والحروف ينظمها في سلك واحد والكتاب ايضا سمي بذلك لانه يجمع الكلمات ويجمع مع الصحف بهذا قبل ان يجمع القرآن في مصحف واحد سماه الله جل وعلا كتابه فقال جل وعلا في فاتحة سورة البقرة الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه وذلك بشارة واشارة اللام التي تدل على البعد هذا داء هذا اشارة اسم الاشارة واللام تدل على البعد والبعد هنا بعد حسي وبعد معنوي اما البعد الحسي فهو انه اشارة الى ان القرآن سيجمع في كتاب بعد حين كما هو معلوم ان الذي جمع القرآن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم هو ابو بكر الصديق رضي الله عنه ثم جمع الجمع الكبير في عهد عثمان رضي الله عنهم اجمعين واما البعد المعنوي فانه اشارة في الشيء باللام التي تدل على البعد المعنوي تدل على رفعة المنزلة وعلو الشأن وعظم المكانة. وهذا هذا هو في القرآن العظيم ولذلك القرآن يسمى كتابا باعتبار كتابته ويسمى قرآنا باعتبار انه يتعبد بقراءته تلك ايات الكتاب وقرآن مبين هناك بعض الباحثين المعاصرين كتب في ان القرآن غير الكتاب وقال ان الكتاب والقرآن غاير الله بينهما لقوله تلك ايات الكتاب وقرآن مبين. فمعناه ان الكتاب شيء والقرآن شيء اخر. ولكن هذا غلط من جهة اللغة ومن جهة الحقيقة الشرعية لان القرآن هو الكتاب فاذا نظر الى كونه مقروءا متعبدا بقراءته وتلاوته فيسمى قرآنا واذا نظر الى كونه مجموعا مجموع الاوراق فيسمى كتابا واذا نظر في انه من صحف يسمى مصحفا وهكذا. وتعدد الاسماء تدل على شرف المسمى وعلى علو صفاته وتنوعها العرب لم يكونوا يعرفون الكتاب حيث هو مجموع فيه موضوعات وانما ابتدأت معرفتهم بالكتاب بالقرآن العظيم ولذلك كانت سمة القرن الاول الهجري ان الكتابات التي يكتبها الناس تكون في ورق او في صحف في جلد او ما اشبه ذلك او في عظام يجمعونها في عظام الابل اذا وكلت العظام يغسلونها وتكون بيظاء ويكتبون فيها ثم تجمع. في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا نزل شيء من القرآن قال اكتبوه فيكتب بعضه في جلد وبعضه في عظام وبعضه في كذا وجمعت في صندوق يسمى صندوق سوق المصحف عند عمود في المسجد النبوي معروف الى الان يقال له في ذلك الوقت اسطوانة المصحف ثم لما جاء في عهد ابي بكر الصديق رضي الله عنه جمعت اه رتبت اه كما هو معلوم بحسب العرظة الاخيرة التي عرض فيها النبي صلى الله عليه وسلم القرآن على جبريل عليهم السلام في السنة الاخيرة اه قبل وفاته عليه الصلاة والسلام بدأ العلم بالصحف والكتابة وكيف تكتب فكتبت احاديث النبي صلى الله عليه وسلم ثم كتبت بعض الخطب ثم كتبت بعض الاوامر الاميرية من امير المؤمنين او من الخلفاء والرسائل الى اخره جمعت اه الى ان وصل الى نهاية القرن الاول فامر عمر بن عبد العزيز بجمع السنة وامر بذلك محمد ابن شهاب الزهري عالم السنة المعروف فجمع كثيرا من السنة من الناس من الصحابة والتابعين آآ من التابعين الذين نقلوا عن الصحابة وكتب ذلك في صحف بدأت حركة تدوين العلم المتصل بالقرآن او المتصل بالسنة في كتب في صحف تجمع ثم تنوعت في القرن الثاني الهجري تنوعت اهتمامات العلماء فمنهم من يهتم باللغة العربية ومنهم من يهتم بالتاريخ ومنهم من يهتم بالسيرة ومنهم من يهتم بكذا وكذا فاصبح كل واحد من اهل العلم يكتب ما اهتم به في مؤلف بدأ اسم الكتاب يظهر لذلك اه الكتب باسم كتاب فلان وكتاب فلان وكتاب فلان هذه لم تظهر بصفتها المعروفة الا في القرن الثاني الهجري واما القرن الاول فانما كانت صحف مجموعة في موظوع واحد وآآ مثل مغازي عروة ابن الزبير ومثل اه تفسير اه ابن عباس في بعظ من نقل عنه وكتبه مثل عكرمة وغيره واشباه ذلك وفي القرن الثاني تعددت فكتب في التفسير وكتب في الحديث والسنة وكتب في اللغة العربية بانواعها وكتب كثيرة آآ في ذلك ثم صارت القرن الثالث توسعت ثم انتشر جدا حتى اصبحت في اخر القرن الثاني هناك الالاف من الكتب في المكتبة الاسلامية في بغداد عند هارون الرشيد اه رحمهم الله تعالى هذا يعطيك الحركة السريعة خلال قرنين من الزمان بداية من انه لا يوجد كتاب في الامة الى ان توجد كتب بالالاف في نهاية القرن الثاني الهجري. وهذه الكتب ليست من غيرنا وانما هي كتب ان شئت من الامة. بخلاف ما ترجم من اليونان وامر هارون الرشيد بترجمته فانه لا يدخل الى الكتب التي اؤلفت كثيرة جدا ومن اطلع على كتاب الفهرس الابن النديم المتوفى في اواسط القرن الرابع الهجري فانه يجد المئات من اسماء الكتب ومن اطلع على تراجم تراجم اهل العلم فانه يجد انه يقول وكتب يذكرون لكل عالم من الكتب في اه جميع الفنون كان هناك مما اثر في حركة الكتاب وتاريخ الكتاب في الامة العربية التنافس الموجود. فكان هناك انواع من التنافس. التنافس الاول تنافس في علوم القرآن الكريم فالقراءة والقراءات كان هناك القراءة البصرية والقراءة الكوفية وهناك القراءة المكية والمدنية والشامية الى اخره ابن عامر يقرأ في الشام الفت كتب فيما يتعلق بقراءته في رصدها اه وكذلك غيره ثم جمعت هذه في قراءات متنوعة في كتب. كذلك في تفسير تلك القراءات الف عدد في التفسير في اه هذا تنوعت الكتب في ذلك السبيل. التنافس بين المدارس المختلفة كان له الاثر في مد تأليف الكتاب وايضا في صناعته الصراع ما بين الكوفيين والمصريين في في النحو جعل كلا منهم يؤلف في تفسير القرآن وفي اللغة العربية في النحو وفي العلل وغير ذلك كذلك في المذاهب مذهب اهل الرأي ومذهب اهل الحديث والردود بينهما. اذا نظرت الى آآ الردود التي حصلت في وسط القرن الثاني ما بين اهل الرأي واهل الحديث ما بين ربيعة الرأي في في المدينة مع الامام مالك ابن انس الامام المحدث المعروف وكذلك ما بين آآ محمد بن الحسن وما بين اهل الحديث الردود كثيرة جدا بين ابن ابي شيبة و اه ابي حنيفة واشباه ذلك من حركة الردود الفقهية كانت من ثمراتها انها تدون في كتب فنشط الكتاب بسبب ايضا هذا التنافس بين الفقهاء اه كذلك هناك التنافس اه بين اصحاب العلوم النظرية مثل علوم الهندسة والجبر المقابلة والجغرافيا الى اخره فكرت وعلم الحيوان فمن اراد ان يكتب في شيء غريب ليشتهر به ولينفع به كتب في مثل هذه العلوم اذا كان يجيدها فلا تكاد تجد بنهاية القرن الثالث الهجري من عنده علم الا ويدونه في كتاب بنهاية القرن الثالث الهجري لا تكاد تجد احد لم يكتب كتابا وهو من اهل العلم بل الكل كتب كتابا اما جزء صغير واما الكثير في الكتب الكبار ظهرت اللي هي مجلدات بدأ ظهورها في اواخر القرن الثاني الهجري كما صنف الامام عبدالرزاق من امام الصنعاني كتابه المصنف وهو موجود في احدى في احدى عشر مجلدا ثم تعددت الكتب ذات المجلدات الكثيرة فالكتب ذات المجلدات الكبيرة بدأت في نهاية القرن في الثاني الهجري ثم مشت واكثرها ما يتعلق بالقرآن وبالسنة او في اللغة العربية كالعين للخليل ابن احمد الفراهيدي وغير ذلك. فكثرت الكتب المتعلقة بهذا. في نهاية القرن الثالث الهجري اصبحت الكتب توجد ليست بالمجلدات فقط بل بعشرات المجلدات. والقصة المعروفة ان بن جرير الطبري لما اراد كتابة التاريخ ابن جرير الطبري توفي تقريبا سنة ثلاث مئة وعشرة للهجرة وعاش اكثر من ثمانين سنة ستة وثمانين سنة تقريبا عاشها العلم والكتابة حتى انه كما ذكر اه ياقوت في معجم الادباء احصي له انه في كل يوم من عمره يكتب اربعين ورقة في كل يوم يعني قسموا ما تركه من مؤلفات على عدد ايام عمره فوجدوا انه يكتب اربعين صفحة يوميا وهذا لا شك انه عمل كبير. ابتدأت المؤلفات الكبيرة بن جرير في قصته المعروفة لما قال لطلابه اتنشأ ان تنشطون لتاريخ العالم ما كانوا يعتادون منه ان يقول لهم اتنشطون معناه تنشطون معناه المسألة فيها فيها صعوبة سألوه قالوا قدر كم حتى ما يصيب الطلاب الملل فقال قدر ثلاثين الف صفحة تاريخ العالم منذ خلق الله العالم الى يعني ادم الى وقته هو قال قدر ثلاثين الف صفحة فقالوا هذا مما تفنى فيه الاعمار قال الله المستعان ماتت الهمم فاختصره لهم في ثلاثة الاف ورقة وهو الموجود عندنا تاريخ الطبري في عشرة مجلدات او احد عشر مجلدا وكذلك قال مثل هذه او قريبا منها في تفسير القرآن بعد هذا صار هناك نشاط في التأليف في المجلدات الكبيرة نقلة اخرى كان العلماء يحرصون على اقتناء اكثر من نسخة من الكتاب الواحد الكتاب لم يكن يكتفي العالم بنسخة