الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم فان قلت وكيف تكون النية الصالحة في العلم فاقول هي ان تتعلم لرفع الجهل عن نفسك تعبدا لله عز وجل ولرفع الجهل عن امتك تعبدا لله عز وجل ولقد قرر العلماء بان سلطان العلم اعظم من سلطان الملك والجاه والمال فغرور العالم بعلمه اعظم من غرور الملك بملكه والسلطان بسلطانه وصاحب المال بماله. وصاحب الجاه بجاهه ولذلك فان اتباع العلماء في الاعم الاغلب لا تدخل النوايا الفاسدة في قلوبهم. كما تدخل في اتباع الملوك واتباع اصحاب الاموال فان من الناس من يتبع الملوك او الرؤساء لينال شيئا من رئاستهم اي لينال حظه من دنياهم ومن الناس من يتبع اصحاب الجاه والمناصب العالية لينال شيئا من دنياهم او ليحفظهم كواسطة وشفاعة فيما لو احتاجه هو احتاج لهم هو او احد اولاده او اقربائه. لكن اتباع العلماء من الطلبة والمستفتين فانهم يحبون العلماء لعلمهم فهم يعلمون ان هؤلاء العلماء ليس ثمة دنيا عندهم مؤثرة. ولا اموالا توزع وانما يحبونهم للعلم فصفاء قلوب اتباع العلماء من شهوات الدنيا يجعل سلطان العلم اعظم من سلطان الملك واعظم من سلطان المال واعظم من سلطان الجاه والمناصب فيجب على العالم وعلى طالب العلم وعلى المتعلم وعلى من يجلس في مثل هذه الحلقات او ينتدب للتدريس الا يغفل عن نيته واني ارى والله اعلم ان اعظم امر يستعان به على القلوب الابتهال الدائم لعلام الغيوب ان تبتهل الى الله عز وجل دائما وابدا بان يصلح قلبك. وان يصفي نيتك وان يرزقك الاخلاص. وان يجمع قلبك على الاخلاص وان يعيذك من الرياء والتسميع. والا يجعل في قلبك شيئا من مرادات الدنيا وشهواتها فيجب علينا ان نستعين بالله عز وجل على هذه القلوب فانه كما ثبت في الصحيح ان قلوب بني ادم كلها بين اصبعين من اصابع الرحمن كقلب واحد يصرفها كيف يشاء وروى الترمذي باسناد صحيح من حديث انس رضي الله تعالى عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقلت قلت يا رسول الله امنا بك وبما جئت وبما جئت به فهل تخاف علينا؟ فقال نعم ان القلوب بين اصبعين من من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء. وروى الامام احمد في مسنده باسناد صحيح لغيره. من حديث ابي موسى اشعري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل القلوب مثل القلوب كمثل الريشة في ارض فلات يقلبها الرياح ظهرا لبطن. رياح الرياء ورياح التسميع. ورياح شهوات الدنيا فكلما فكلما استعان العبد بربه على على الثبات على مبدأ الاخلاص كلما كان ذلك اعون له على تحقيق مراد الله عز وجل في طلبه للعلم. فوصيتي الاولى والاخيرة حيا وميتا ان تتفقدوا دائما وابدا نياتكم. تفقدوا نياتكم فليس العبرة عند الله بكثرة العلم وانما العبرة بما وقر في القلب مبنيا وقوره او قراره على ساق الاخلاص. الله الله بالاخلاص يا طلبة العلم الله الله بالاخلاص تفقدوا نياتكم دائما لا تغفلوا عنها. واكثروا من دعاء الله عز وجل في سجودكم وفي ادبار الصلوات وفي ثلث الليل الاخر. وفي ساعة الجمعة في ساعة الاستجابة وفي وقت نزول المطر وفي وقت السفر تحروا اوقات الاستجابة وادعوا الله عز وجل بالاخلاص وان مما نعلمه عن بعض مشائخنا رحمه الله تعالى انه دائما يقول اللهم اصلح نيتي وعملي ودائما هو هذا في الجيرة وديدنه في ليله ونهاره يقول اللهم اصلح نيتي وعملي هناك اقوام لم يغفلوا عن نياتهم وصاروا يفكرون في فساد النية دائما وابدا وصارت نفوسهم مستحضرة لهذه العقوبة العظيمة لمن بنى اعماله على غير الاخلاص فانزجرت نفوسهم ولهجت السنتهم وابتهلت قلوبهم الى الله عز وجل بان يجعلهم من من المخلصين وانما يتقبل الله من المتقين واعظم مراتب التقوى الاخلاص. الله الله بالاخلاص اسأل الله ان يعينني واياكم عليه اسأل الله عز وجل ان يعينني واياكم عليه