ومن المسائل ايضا ان قلت وماذا كان العرب يفعلون في الجاهلية قبل تشريع هذه هذه الصلاة؟ كيف كانوا يستخيرون؟ فنقول لقد كانت العرب تستخير بطرق شتى هي الى السحر والكنانة والوثنية اقرب منها الى التعبد لله عز وجل فكانوا يستخيرون بالطير فكانوا اذا عزموا على سفرة او زواج او غيرها فرأوا بومة او غرابا احجموا واذا لم يروا في يوم سفرهم شيئا مضوا. ولذلك سمي تطيرا لانهم يستخدمون الطير في معرفة العواقب كما قال شاعرهم زعم البوارح وهي انواع من الغراب. زعم البوارح ان رحلتنا غدا وبذاك نبأنا الابقع خلك ويا غرابك انت ويا غرابك الغراب وش في ذا الغراب لا يملك لا نفعا ولا ضرا. فالحمد لله على نعمة الاسلام. ومنهم من كان يستقسم بالازلام. وهي القداح الثلاث امضي والثاني لا تمضي والثالث فارغ فاذا خرج امضي مضى واذا خرج لا تمضي لم يمضي واذا خرج الثالث اعاد الاستقسام مرة اخرى فنهى الله عز وجل عن في سورة المائدة فاذا هذه انواع استخارة لا دليل عليها من الشرع. ولا تنبئ عن تعبد وهي تعليق للامور بما لم يجعله الله سببا كونيا ولا شرعيا في استنباط خيرة الله عز وجل او احب الامور اليه. فلما جاء الاسلام قطع دابر هذه المعتقدات الفاسدة والاراء الضالة والمذاهب الباطلة بصلاة الاستخارة المشتملة على التعبد لله عز وجل بالركوع والسجود والانطراح عند عتبة بابه بالدعاء والالحاح على الله عز وجل وتفويض الامر لله تبارك وتعالى الذي بيده تصريفه والامور وتدبير الاحوال عز وجل