السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول احسن الله اليك كيف نجمع بين ما ورد من الادلة في ليلة القدر؟ من قال بانها ليلة سبعة وعشرين وكان بعض الصحابة يقسمون بها وكما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان سيخبر الصحابة هي اي يوم وانها ثابتة في يوم وبين من يقول انها متنقلة والاحاديث فيها فالحمد لله لا اشكال في ذلك وهي ان الجمع بين الادلة واجب ما امكن وان الخلاف اذا كان اختلاف تنوع فان هذا من باب ماذا؟ من باب من باب الجمع بين بين الدليلين فاذا وردت الادلة بتحديد ليلة القدر في ليلة معينة ثم ورد حديث اخر في تعيينها في ليلة اخرى ثم حديث ثالث في تعيينها في ليلة ثالثة فان هذا ليس من باب خلاف التعارض وانما او التظاد وانما هو من باب خلاف والجامع في ذلك كله وفقك الله اننا نجعلها متنقلة في ليالي العشر الاواخر من رمضان وانها في اوتار العشر الاواخر اكد منها في شفعها. هكذا دلت الادلة وفقك الله. ففي الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم التمسوا ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان. وفي صحيح البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان ناسا من اصحاب صلى الله عليه وسلم اوروا ليلة القدر في السبع الاواخر. فقال النبي عليه الصلاة والسلام ارى رؤياكم قد تواطأت في السبع الاواخر. فمن كان تحريها فليتحرها في السبع الاواخر. وفي صحيح البخاري من حديث ابن عباس ايضا يقول النبي صلى الله عليه وسلم التمسوا هذه الليلة التي ترجى يعني في ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان. وفي الصحيحين من حديث ابي سعيد قال اعتكف النبي صلى الله عليه وسلم العشر الاول من رمضان يلتمس القدر ثم اعتكف العشر الاوسط ثم اطلع رأسه فقال من كان اعتكف معي العشر الاوسط فليعتكف العشر الاواخر فاني اريت هذه الليلة ثم انسيتها ولقد رأيتني اسجد على ماء وطين في صبيحتها. فقال ابو سعيد فمطرت السماء تلك الليلة وكان المسجد على عريش فوقف المسجد فابصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى جبهته اثر الماء والطين صبيحة احدى وعشرين. وفي رواية وذلك ليلة ثلاث وعشرين. وقد كان بعض الصحابة يحلف انها ليلة سبع وعشرين. فلو انك نظرت الى هذا بمجموعه وجدت انها من الليالي التي ان تكون في هذا وفي هذا وفي هذا فكل فكل دليل له حظه من القبول. والذي يجمع ذلك ان نقول ان ليلة القدر تكون في عشر الاواخر من رمضان وهي في اوتار العشر اكد منها في الشفع. هذا القول هو الذي تتآلف به الادلة. ويجعلنا نعمل بكل الاحاديث الواردة في هذه المسألة من غير تعارض ولا تضارب والله اعلم