الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول السائل كيف نجمع بين قول الله تعالى فادعوني استجب لكم؟ ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين وبين قوله من شغله ذكري عن مسألتي اعطيته افضل ما اعطي السائلين. يقول الاشكال في الاية امر بالدعاء ووعيد على تركه في الحديث تفضيل لترك الدعاء. فكيف الجمع بينهما؟ الحمد لله رب العالمين وبعد. المتقرر عند العلماء ان التعارض فرع عن الصحة فلا ينبغي ان نجمع ان نتكلف الجمع بين نصين الا اذا كانا صحيحين وكان ظاهرهما التعارض واما اذا كان احد النصين ضعيفا لا يثبت فاننا لا نتكلف حينئذ ان نجمع وهذا الحديث الذي يقول الذي يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ من من شغله ذكري عن مسألتي هذا الحديث روي من اوجه متعددة عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فقد رواه ابو سعيد الخدري وعمر ابن الخطاب وجابر ابن عبد الله وحذيفة ابن اليمان وانس بن مالك رضي الله تعالى عنهم وارضاهم. وهذا الحديث ضعيف بمجموع طرقه في رواياته فاهل الحديث جمعوا طرق هذا الحديث وتبين لهم بعد جمعهم لهذه الطرق انه حديث ضعيف يثبت مثله وحيث قلنا بانه حديث ضعيف فانه لا فاننا لا نحتاج الى ان نتكلف الجمع بينه وبين قول الله عز وجل ادعوني استجب لكم لان مسألة الله عز وجل من عبادته وعبادته هي عين ذكره. فالمقصود بالدعاء في قوله عز وجل وقال ربكم ادعوا اي اعبدوني. وعبادته من ذكره. وقوله استجب لكم اي اثمكم على هذه العبادة. بدليل قول الله عز وجل ان الذين يستكبرون عن عبادتي فادخل الدعاء من جملة العبادة وقد ذكرنا سابقا في في فتوى سابقة ان الدعاء بالمعنى العام هو الذكر بالمعنى العام فلا تعارض بينهما. فلا داعي يا اخي الكريم ان تفرض تعارضا بين هذه الاية وبين هذا الحديث لان الحديث لا يصح بمجموع طرقه والله اعلم