كيف اجمع او كيف نجمع بين سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ وكيف انه صلى الله عليه وسلم ومات ولم وكن هذه الدنيا الا بغلة وسباحة. وشيئا من شعير كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها. وكثير من الاحاديث التي تحث على التقلب من هذه الدنيا لا تتحدث ايضا عن فضل الجهد فيها. لان ما الانسان الحقيقي هو ما قدم لنفسه في الاخرة. كيف نجمع بين هذا كله؟ وبين ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم انه قال لاحد اوساط انه قال لاحد الصحابة انك انتظر ورثتك اغنى خير لك من ان المعارة او كما قال صلى الله عليه وسلم نرجو ان تجمعوا لنا بين هذا وذاك جزاكم الله خيرا كما نرجي كمال طبعا في هذه المسألة والله يرعاكم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فان الزهد في الدنيا ليس معناه ان الانسان يعطل الاسباب ويترك الكسب والحلال انما معناه ان الانسان يتجنب الحرام والمكاسب المحرمة ويقتصر على ما احل الله سبحانه وتعالى اما ليس معنى جمع وتنمية المال ان الانسان يكدسه عنده. من معناه ان الانسان ينفق منه. ينفق الله في وجوه ويقدم لنفسه ويكون انفاقه فيما ينفعه انفع المسلمون. وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ما كان عليه الصلاة والسلام يجمع المال وانما كان ينفق ما جاءهم في سبيل الله عز وجل في الدعوة الى الله والجهاد في سبيل الله والترحيب الاسلام فهذا هو معنى الزهد في الدنيا الذي حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم انه الاقتصار على ما احل الله من المكاسب والابتعاد حرم الله سبحانه وتعالى والانفاق في سبيل الله عز وجل. اما الانفاق في سبيل الله ان ينفق الانسان على اولاده بان يترك وهم من المال ما يكفيهم من بعده ولا سيما اذا كانوا قصارا فان هذا من الانفاق في سبيل الله او يؤجر عليه الانسان. نعم