الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم ومن الاحكام ايضا انه لا تنام قلوبهم فلا تزال قلوبهم تستقبل الوحي حتى وان كانوا في منامهم ليلا وعلى ذلك ما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم يا عائشة ان عيني تنامان ولا ينام قلبي فان قلت وكيف يقول لا ينام قلبي وقد ثبت نومه عن صلاة الفجر ولم يستيقظ هو واصحابه الا لما ضربهم حر الشمس كما في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة وابي قتادة رضي الله عنهما فاذا كان قلب النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام فانه لا بد وان يحس بما حوله اليس كذلك؟ الجواب بلى فكيف نجمع بين قوله لا ينام قلبي وبين تفويت صلاة الفجر بسبب النوم الجواب لا اشكال في ذلك ولله الحمد والجمع بينها على وجهين الوجه الاول ان الله عز وجل يحدث في في امر نبيه ما يشاء ليشرع فنحن وان سلمنا بان عدم نوم قلبه مع نوم عينه خصيصة له الا انه قد يسلب هذه الخصيصة لحكمة يعلمها الله عز وجل اي لحكمة تشريعية كما كان النبي صلى الله عليه وسلم ينسى في صلاته حتى يشرع الله عز وجل على نسيانه مسائل سجود السهو يرحمك الله يا سعيد فهمتم فهذا هو الوجه الاول فنقول لقد سلب الله عز وجل في هذا الوقت المخصوص تلك الخصيصة حتى يشرع هذه الاحكام التي ترتبت على نومه عن صلاة الفجر فاخذ العلماء من هذه المسألة عدة احكام منها انه يشرع الاذان للفائتة. من اين سنعرف هذا لو لم ينم ومنها ان الفائتة يجب قضاؤها فورا ومنها جواز تأخير القضاء للفائتة لمصلحة خالصة او راجحة لانه لم يصلي الفائدة في مكانه الذي حضرهم فيه الشيطان. وانما قال اقتادوا فاقتادوا رواحلكم شيئا حتى تجاوزه قليلا ومن الفوائد ايضا مشروعية صلاة الجماعة للفائتة وانها لا تصلى فرادى فاذا كانت الجماعة قد فاتتهم فريضة من الفرائض فيجب عليهم ان يؤدوها جماعة مع الامكان ومنها مشروعية الاقامة للفائتة مشروعية الاقامة للفائتة وغير ذلك من الاحكام الكثيرة فلما اراد الله عز وجل ان يشرع سلب تلك الخصيصة ليترتب عليها من المصالح والاحكام في الشريعة ما ذكرت لكم طرفا منه فقط وهناك جمع اخر عند اهل العلم وهو ان قلبه لا ينام باعتبار استشعار الاشياء القريبة منه. واما الاشياء الكونية العالية السماوية الافقية فانها تخفى ومن المعلوم ان طلوع الفجر من عدم طلوعه ليست علامة قريبة وانما هي علامة افقية فقوله ان عيني تنامان ولا ينام قلبي باعتبار الاشياء باعتبار الاحساس بالاشياء القريبة. فلو تكلم عنده في حال نومه احد لعرف ماذا قال ولو حدث عنده في مجلسه حدث لعرف ماذا قال ولو كان نائما. لكن ان يحدث في اطراف الدنيا او في اطراف الافاق والسماوات من ها هنا وها هنا شيء من الاحداث فانه يخفى على تلك الخصيصة فاذا طلوع الفجر علامة افقية خفيت على تلك الخصيصة لان الله عز وجل لم يجعلها الا لادراك ما هو مجاور له او قريبا منه افهمتم وجه الجمع وعلى كلا الامرين وعلى كلا الجمعين كلا الجوابين صحيح