الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول كيف نجيب عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال ان الطيرة في الدار والفرس والمرأة. الحمد لله اظن السائل قد تعارض عنده حديثان. الاحاديث التي تنهى عن الطيرة كالحديث الذي يقول وفيه النبي صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة. وقوله صلى الله عليه وسلم ليس منا من تطير او تطير له ونحو تلك الاحاديث الناهية عن الطيرة. وبين الحديث الذي يخبر ان الطيرة ان كانت في شيء فهي في المرأة والدابة والغلام اي الخادم فتعارضت عنده الاحاديث التي تثبت التي تنفي الطيارة والاحاديث التي تثبت وجود الطيرة في المرأة او الداء او والدار والدابة وفي رواية والخادم. واقول لا تعارض في هذا ولله الحمد والمنة. وبيان الحال ان ان المتقرر عند العلماء رحمهم الله تعالى انه لا تعارض بين عام وخاص. لان المتقرر عند العلماء ان اما يبنى على الخاص فقوله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة هذا دليل عام ينفي وقوع الطيرة في اي شيء من سواء اكانت من الامور المسموعة او من الامور المرئية او من امور او من الامور الزمانية او المكانية فلا يجوز للانسان ان يتطير بشيء ولا ان يعمل بتلك الطيرة التي تقوم في قلبه في اي امر من الامور ولكن هذا عام مستثنى منه تلك الامور الثلاثة التي خصها النبي صلى الله عليه وسلم بوجود الطيرة فيها وهي المرأة والدار والدابة. ولكن اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في فهم وجود الطيرة في هذه الامور الثلاثة على اقوال كثيرة قد استوفاها الامام العلامة محمد بن علي الشوكاني في كتابه العظيم الحافل والذي ادل عليه طلبة العلم نيل الاوتار. في شرح ملتقى الاخبار لمجد الدين ابن تيمية رحمه الله تعالى فان فانه ذكر وجه الجمع بينها وان العلماء اختلفوا في وجه الجمع. فمما قال ان النبي صلى الله الله عليه وسلم لم يثبت الطيرة في شيء من هذه الامور الثلاثة. لانه في بعض الروايات قال ان كانت الطيرة في شيء فهي في كذا وكذا وكذا يعني انها ليست في شيء اصلا لكن لو قدر وجودها في شيء فانها ستكون في هذه الامور الثلاثة. فتلك الامور الثلاثة اولى ما تكون الطيرة فيها فيما لو كان هناك طيارة ولكن في حقيقة الامر لا طيرة في شيء ابدا. وهنا لا يكون هناك تعارض بين الدليل العام والخاص. بينما ذهب بعض اهل العلم الى تأويل الطيرة وتفسيرها بامور اخرى وهي انهم قالوا ان الطيرة التي اثبتها الشارع في المرأة هي سوء خلقها. وعدم احسان تربيتها اولادها وعدم تبعلها لزوجها. والطيرة في الدابة هي كونها غير مطيعة لمن لامر راكبها؟ كالدابة الجموح ونحوها. والطيرة في الدار ضيقها ومن اهل العلم من؟ ابقى الامر على ظاهره وهو اصح الاقوال عندي والله اعلم. وهي ان الطيرة قد تكون في المرأة وقد تكون في الدابة وقد تكون في الدار. واختار هذا القول ابو العباس رحمه الله وتلميذه العلامة الامام ابن القيم. رحم الله جميع رحمة واسعة. وذلك ان الله عز وجل هو الذي يخلق الذات والصفات. ويخلق الاحوال والتقديرات وازمة امور هذا الخلق بيديه تبارك وتعالى. فقد يخلق الله عز وجل شيئا من الضرر في شيء من الاعيان عند مقاربة الانسان فمن قارب هذه العين اصابه شيء من هذا الضرر. كالدابة مثلا وربما اذا اشترى الانسان سيارة تكثر حوادثه في هذه السيارة. فانه اذا باع هذه السيارة تجنبا لهذه الحوادث فلا يجوز لاحد ان يقول انك تطيرت من هذه السيارة لان الطيرة قد تكون في الدابة. فالانسان يطلب مجانبة هذه الاضرار والحوادث التي كثرت عليه بعد شراء هذه السيارة. ويوضح هذا ان ان رجلا جاء الى النبي صلى الله عليه سلم يخبره بانهم كانوا في دار كثير عددهم كثيرة خيراتهم. ثم انتقلوا بعدها الى دار قال فيها عددهم اي الموت وكثرت وقلت فيها خيراتهم. فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ذروها ذميمة. فامرهم ترك هذه الدار لان الذي خلق لان الذي خلق الدار هو الله. والله عز وجل قد يخلق العين ويخلق يحيط بها بتقديره الكوني عز وجل فيصيب هذا الشر من يقترب من هذه العين فاذا احس الانسان احساسا حقيقيا لا خيالا ولا توهما ولا وسوسة ولا اتهاما. انه لما اقترب من هذه المرأة كثر شره وقل خيره وابعد عن استقامته وكثر وقوعه في المعاصي ثم ابتعد عن هذه المرأة ليجتنب شرها فانه ليس ملوما شرعا ولا متطيرا شرعا. واذا اشترى الانسان دارا فيها مصائبه ومصائب اولاده وامراضه وامراض اولاده ثم باع هذه الدار توقيا من الشر المحيط بها انه لا يكون ملوما شرعا ولا اثما ولا اثما ولا متطيرا شرعا. فاذا هناك شر يحيط بعض الاعيان بتقدير الله عز وجل. فاذا رأى الانسان في المرأة شيئا من الشر او رأى في الدابة شيئا من الشر. او رأى في الدار شيئا ام من الشر الحقيقي ليس وهما ولا خيالا ثم ابتعد عن هذه العين امرأة او دارا او دابة او خادما توقيا من هذا فلا يعتبر بذلك متطيرا شرعا ولا ملوما شرعا. وهذا القول هو اصح الاقوال التي قيلت في هذه المسألة والله اعلم