الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول احسن الله اليك كثير من القبوريين يحتجون علينا عند المناقشة بقبر النبي صلى الله عليه وسلم فمن رد عليهم الحمدلله وبعد اولا لابد ان يعلموا ان قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه ليسا في المسجد ابتداء وانما دفن الثلاثة جميعا في حجرة عائشة. رضي الله عنها وارضاها وقد كانت حجرتها في موضع منفصلين عن المسجد كانت هي بيت عائشة. فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها والعادة الشرعية ان الانبياء يدفنون حيث تقبض ارواحهم. دفن النبي صلى الله عليه وسلم في حجرة عائشة ابتداء ليس المسجد وكذلك دفن بجواره صاحبه ابو بكر ودفن معهم ايضا صاحبهم الثالث عمر رضي الله تعالى عنه وارضاه. فهذه القبور الثلاثة لم تدفن في المسجد ابتداء. ومضى على ذلك عصر اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. حتى التوسعة التي حصلت للمسجد النبوي في عهد عثمان لا تزال القبور فيها خارجة عن المسجد لم تدخل في حدوده. وانما لما اراد الولي بن عبدالملك في نهاية المئة الاولى ان يوسع مسجد المدينة ورأى ان يدخل القبور في المسجد النبوي. فالذي يحتج بوجود القبر النبوي في المسجد النبوي انما يحتج بفعل عبد الوليد بن عبدالملك لا يحتج بفعل النبي صلى الله عليه وسلم ولا بفعل احد من الصحابة ولا باقرار احد من سلف الامة وائمتها. ممن عاصروا ادخال الوليد ابن عبدالملك قبرا النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه في في المسجد. بل ثبت في التاريخ ان كثيرا من السلف الذين عاصروا ذلك الامر انكروه ولكن لقوتي السلطان وسلاطته لم يأبه بقول العلماء ولا بانكارهم. ولما ادخلوه ادخلوا هذه القبور في المسجد احتاطوا لها احتياطا عظيما. احتاطوا لها احتياطا عظيما فجعلوها داخل ثلاثة جدران جداران دائريان والجدار الثالث على شكل مثلث رأسه الى جهة من يستقبل القبلة فلا يكون القبر في المسجد وانما يكون القبر في موضع داخل المسجد. بمعنى ان ان البقعة التي التي دفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه ليست من المسجد. هذا هو الرد ان الذي يحتج وجود القبور الثلاثة في المسجد النبوي لا يحتج بمن فعله حجة. وانما يحتج بفعل ملك من ملوك من ملوك يمين وامير من امرائهم وهذا ليس فعله بحجة. ثم ينبغي ان نقول لهم ثانيا ان اننا وان سلمنا بان هناك شبهة تطرأ على العقل في وجود القبر النبوي في جود القبر في المسجد النبوي فاين تلك الادلة المحكمة الصريحة الناصة على حرمة الدفن في المساجد وحرمة الصلاة في اين هذه الادلة العظيمة الكثيرة الصحيحة التي لا يجحد دلالتها الا صاحب بدعة قد زاغ قلبه عن المحكمات ولم يبصر في هذه المسألة الا المتشابهات المحتملات. فهذه هي طريقة اهل الزيغ والبدع. يدعون الادلة كما الصريح الواضحة والتي دلالتها اعظم من ضوء الشمس في رائعة النهار وضوحا وظهورا اعمدونا الى غبش الفهم في بعض الشبهات التي يثيرونها منها هنا وها هنا. اين قوله صلى الله عليه وسلم الا وان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور انبيائهم مساجد الا فلا تتخذوا قبور الانبياء مساجد فانني انهاكم عن ذلك اين قوله صلى الله عليه وسلم قاتل الله اليهود اتخذوا قبور انبيائهم مساجد متفق عليه زاد مسلم والنصارى اين قوله صلى الله عليه وسلم؟ اولئك اذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا فيه تلك الصور اولئك شرار الخلق. اين هذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل وثني قبرا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبورا انبيائهم مساجد. وغيرها من النصوص التي ذكرت في في هذا الموضع. هذه النصوص المحكمات والادلة الظاهرات الواضحات القاطعات تمنع منعا باتا من ادخال القبور في المساجد او بناء المساجد على القبور ومن الصلاة في المساجد التي فيها شيء من ذلك. ينبغي للمسلم ان يقف عند دلالة هذه الادلة الا يعارض تلك الدلالة بفعل ملك من ملوك المسلمين لم يأت الا بعد انقراض عصر اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا كله يدل على ان القلب فيه ما فيه من الدخن والهوى. لان الله عز وجل يقول هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات. هن ام الكتاب. يعني ادلة واضحات صريحات لا اشكال في واخر متشابهات اي ادلة اخرى قد يخفى معناها على بعض الناس. فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. فطريقة الزائغين هي ترك المحكمات الصريحات الواضحات القاطعات وتتبع المتشابهات الخفيات المحتملات. واما طريقة في العلم فهي انهم يردون الامر المتشابه الى المحكم. والامر المحتمل الى الصريح والله اعلم