بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فحديثنا اليوم فيما يتعلق بالايات التي قد يستشكل معناها او تفهم على غير وجهها او يلبس بها بعض اهل الزيغ مما يتعلق بسورة النساء ساتحدث عن ايتين هما اخر ما سنتحدث عنه من هذه السورة باذن الله تبارك وتعالى اما الاولى فهي قوله تبارك وتعالى عن اليهود وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم. وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله اليه وكان الله عزيزا حكيما وان من اهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا وان من اهل الكتاب الا ليؤمنن به. من هو عيسى عليه الصلاة والسلام قبل موته قبل موت من قبل موت الكتاب ولا قبل موت عيسى عليه الصلاة والسلام جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما رواية مشهورة ان المقصود بذلك الكتابي وان من اهل الكتاب يعني ما من اهل الكتاب احد الا ويؤمن بعيسى صلى الله عليه وسلم قبل موته يعني هذا الكتاب قبل ان يموت يؤمن بعيسى عليه الصلاة والسلام لكن هذا الايمان لا ينفعه بحال الاحتضار حتى قيل لابن عباس رضي الله عنهما الرجل يقتل يضرب رأسه فجأة فقال يؤمن به قبل ان يموت فهذا احتمال تحتمله الاية والاقرب وهو الذي عليه عامة اهل العلم ان الضمير يرجع الى عيسى صلى الله عليه وسلم وان من اهل الكتاب الا ليؤمنن به اي بعيسى صلى الله عليه وسلم قبل موته قبل موت عيسى وذلك ان عيسى عليه الصلاة والسلام رفع ثم بعد ذلك ينزل في اخر الزمان ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ولا يقبل الا الاسلام او السيف ولا يأخذ الجزية وعندئذ لا يبقى احد من اهل الكتاب على وجه الارض الا امن به. هذا الذي عليه عامة اهل العلم في معنى هذه الاية. ويدل على ذلك قاعدة معروفة وهي ان الاصل توحيد مرجع الضمائر يعني انها تكون جميع الضمائر المتعددة ترجع الى شيء واحد انظروا معي يقول الله عز وجل وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله من هو عيسى صلى الله عليه وسلم وما قتلوه عيسى وما صلبوه عيسى عليه الصلاة والسلام ولكن شبه لهم عيسى عليه الصلاة والسلام وان الذين اختلفوا فيه في عيسى صلى الله عليه وسلم لفي شك منه عيسى صلى الله عليه وسلم ما لهم به من علم به من بعيسى صلى الله عليه وسلم وحقيقة ما حصل له الا اتباع الظن وما قتلوه عيسى صلى الله عليه وسلم يقينا بل رفعه الله رفعه عيسى رفعه الله اليه وكان الله عزيزا حكيما. وان من اهل الكتاب الا ليؤمنن به عيسى. قبل موته عيسى هذي قاعدة انه مهما امكن توحيد مرجع الضمائر بحيث لا نفرقها بعضها يرجع الى عيسى وبعضها يرجع الى الكتابي مثلا فالاصل توحيد مرجع الضمائر. هذا من قواعد التفسير فهذا هو معنى هذه الاية التي لربما يستشكل والاية الثانية وهي الاخيرة التي نتحدث عنها في هذه السورة سورة النساء هو قول الله تبارك وتعالى يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه كلمته ما معنى كلمته ليس معنى ذلك ان عيسى صلى الله عليه وسلم كلمة مخلوقة لا وانما وجد بالكلمة خلق بالكلمة قال له كن فكان قال الله عز وجل كن فكان اي كان بالكلمة من غير اب ليس له اب وانما كان بالكلمة وروح منه النصارى يتشبثون بهذه الاية ويقولون وروح منه اي ان عيسى جزء من الله عز وجل كما يعتقدون انه ثالث ثلاثة وروح منه نقول لهم انتم اصلا ما تؤمنون بالقرآن فكيف تحتجون به ان كنتم تؤمنون بالقرآن فعندنا نصوص صريحة في القرآن تقول بانه عبد الله فلماذا تأخذون هذا المتشابه وتتركون المحكم هذه واحدة. الامر الثاني ان قوله وروح منه اي روح مخلوقة الله عز وجل قال عن ادم صلى الله عليه وسلم حينما خاطب الملائكة فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فهل كان ادم صلى الله عليه وسلم جزء من الله حاشا وكلا والنصارى لا يعتقدون هذا فقولوا في عيسى صلى الله عليه وسلم كما تقولون في في ادم نفخت فيه من روحي اي من روحي المخلوقة روح التي خلقها. طيب لماذا اضافها اليه؟ للتشريف كما يقول الله عز وجل مثلا ناقة الله اضافها اليه للتشريف ولا هي مخلوقة وكما تقول بيت الله اضافه اليه للتشريف فالاضافة احيانا تكون للتشريف وانه لما قام عبد الله يدعوه يعني محمد صلى الله عليه وسلم اضافه اليه تشريفا ثم ايضا قوله هنا وروح منه اي مبتدأة منه اي انه هو الذي خلقها كما قال الله عز وجل وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه جميعا منه يعني ماذا؟ هل ما في السماوات وما في الارض؟ هي جزء من الله ابدا ما يقولون النصارى ما يقولون بهذا. جميعا منه اذا اي مبتدأ منه الله خلقه وامتن به وتفضل به على الناس. هذا معناها فنقول قولوا وروح منه هو مثل ما تقولون جميعا منه في خلق السماوات والارض هذا معنى كلمته القاها الى مريم وهي كن وروح منه اي مخلوقة مبتدأة من الله عز وجل خلقا وايجادا والله تعالى اعلم نسأل الله عز وجل القبول للجميع وصلى الله على نبينا محمد