الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ارجو ان اتحدث اليوم عن ثلاث ايات من سورة البقرة مما قد يشكل فهمه على قارئها فاول ذلك هو قوله تبارك وتعالى ويسألونك ماذا ينفقون اولي العفو قل العفو فقد لا يفهم او كثير من من يقرأ هذه الاية قد لا يفهم المراد ما هو العفو؟ العفو هو الفضل هو الفضل لكن ما المراد بهذا الفضل في هذه الاية بعض اهل العلم يقولون ما فضل عن حاجتك وحاجة اهلك وعيالك تصدق به تصدق به انت مأمور بالصدقة بما زاد عن حاجتك وبعضهم يقول الفضل بمعنى انك تتصدق بافضل مالك تصدق بالافضل ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم باخذيه الا ان تغمضوا فيه يعني تأخذه على حياء اذا اعطاك اياه احد مجاملة ثم تذهب به من الباب الاخر وتلقيه والنبي صلى الله عليه وسلم حينما دخل المسجد فوجد عذقا من بسر او رطب شيص قد علق لاهل الصفة فقرا في المسجد فلما رآه قال ان صاحبه ليأكله شيصا يوم القيامة. والحديث ثابت ومعروف وصحيح فالانسان الذي لا يتصدق الا بالثياب الخلقة يلقى ذلك يوم القيامة والذي لا يتصدق الا بالطعام الرديء يلقى ذلك يوم القيامة. والذي لا يتصدق الا بالاثاث التالف يلقى ذلك يوم قيامة وليس المقصود ان الانسان يرمي هذه الاشياء يعطيها من يحتاج اليها لكن لا يقتصر في النفقة عليها واذا كان شي جيد قال لا هذا جيد تابقوه يتحسف به ان يخرجه في سبيل الله. لا. فبعض اهل العلم قال قل العفو اي الفضل يعني الافضل. من اموالك وبعضهم يقول المراد بالفضل هنا منسوخ هو ما زاد عن الحاجة وقد نسخ ذلك بالزكاة نسخ بحيث ان الانسان اذا اخرج الزكاة لا عليه لو ابقى مثل مال قارون ليس عليه حرج فكان في اول الامر لشدة الحاجة والفقر لا يجوز للانسان ان يبقي ما زاد عن حاجته الاساسية وحاجة اهله. ثم لما وسع الله على المسلمين بالفتوح صار يجوز للانسان ان يدخر. وهذا الذي عليه عامة الصحابة فمن جاء بعده خالف فيه نفر قليل كابي ذر رضي الله عنه حيث يرى ان قوله ان والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم يرى ان كل ما زاد عن حاجتك ولم تتصدق به انه يكوى به جنبه وظهره وجبينه يوم القيامة. لكن هذا كان في اول الامر ثم بعد ذلك فرض الله الزكاة فمن اخرجها فقد برئت ذمته فالمقصود هذه الاقاويل في معنى الفضل وبعضهم يقول ليست منسوخة باية الزكاة لكن تبينها اية الزكاة ولعل المقصود والله تعالى اعلم قل الفضل اي تصدقوا بما زاد عن حاجتكم الاساسية وليس ذلك على سبيل الوجوب والمقصود هو التوجيه ان الانسان يبدأ بمن يعول لا يتصدق للابعدين ويترك الاقربين بامس الحاجة والرجل الذي جاء للنبي صلى الله عليه وسلم بقطعة من ذهب فعرضها عليه تصدق به اعرض عنه ثم اعرض عنه ثم ثم اخذها فرماه بها وقال يعمد احدكم الى كل ماله ثم يتكفف الناس فالمقصود اذا هو ان يبدأ الانسان بنفسه باهله بمن يعول باولاده فلا يترك هؤلاء في مسغبة او حاجة ويذهب ويعطي البعيد. وهذه قضية نقع فيها كثيرا ايها الاخوان. تجد الناس على سبيل المثال عندهم خادم خادمة في غاية الفقر ويبحثون عن ابعدين يتصدقون عليهم لربما وراء البحار. طيب وهذا المسكين اللي عندك يقول هذا يأخذ راتب كم هذا الراتب اربع مئة ريال خمس مئة ريال سله هل وراءه اسرة كبيرة؟ احيانا يكون وراه اسرة لو كان راتبه عشرة الاف ما كفتاه هذه يكون باع ابقاره وباع كل شي عنده جاء يظن ان هنا بيحصل الكنوز احمر والاصفر ثم جاء مسكين على اربع مئة ريال خمس مئة ريال ست مئة ريال من الناس من يكون غنيا بهذا ليس وراه مسؤوليات ومنهم من يتشحط بالفقر والديون ووراه اسرة وكم من امرأة طلقها زوجها ممن يعمل عندنا ايها الاخوان. فاقول هذه قضية ينبغي الانسان يتلمس حاجة الاقربين. احيانا يكون احد الجيران محتاج ويذهب الانسان الى ابعدين ويعطيهم وهكذا اخرج مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رجل يا رسول الله عندي دينار قال انفقه على نفسك اذا الانسان يؤجر على ما ينفقه على نفسه من غير سرف انفقه على نفسك فهل نفقه هذا المعنى طيب قال عندي اخر قال انفقه على اهلك يعني زوجتك قال عندي اخر قال انفقه على ولدك انفقه على ولدك قال عندي اخر قال فانت ابصر هذا معنى قل العفو ابدأ بنفسك وبمن تعول. فمن الخطأ ان تنسى اولادك ان تنسى زوجتك ان تنسى اباك وامك وقراباتك من ذوي الارحام وغير ذلك وتبحث عن الابعدين. قد يتوهم الانسان ان هؤلاء يأكلون في البيت. لا. هم لهم حاجات اخرى لهم حاجات اخرى لهم مصاريفهم لهم ما يريدون في كل مرة يقول لك اعطني كذلك هم ايضا يعني من النواحي التربوية لا تجعل من تعولهم يشعرون بالحرمان هذا خطأ لان هذا يوقعهم في الوان من الانحرافات. اقل هذه الانحرافات اقل هذه الكذب الكذب الحديث الاخر في صحيح مسلم حديث جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل ابدأ بنفسك فتصدق عليها فان فضل شيء فلاهلك. فان فضل عن اهلك فلذي قرابتك. فان فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا هكذا وهكذا هذا الميزان يا اخوة وحديث ثالث في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى واليد العليا خير من السفلى وابدأ بمن تعول قل قل العفو يعني ما زاد عن هذه الالتزامات والاشياء التي انت بحاجة الى النظر فيها