ولهذا بعض النساء تدعو على ولدها اذا لوث ببوله او نحو ذلك تقول له حبط وهذي دعوة خطيرة فهي لغة عربية فصيحة هذا معناها فهي تدعو عليه بالهلاك الشاهد ليقتل حبطا او يلم اي يقارب الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فمن الايات التي قد تحمل على غير مراد الله عز وجل ما جاء في سورة النجم من قوله تبارك وتعالى ولله ما في السماوات وما في الارض ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى ثم وصف هؤلاء الذين احسنوا فقال الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم فما المراد بقوله تبارك وتعالى الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم كبائر الاثم يعني الذنوب الكبار وضابط الكبيرة والله تعالى اعلم انه كل ذنب توعد الله عز وجل عليه بالنار او رتب عليه حدا او لعن فاعله او نحو ذلك هذه كبائر الذنوب كبائر الاثم والفواحش الفواحش في اصلها كل ذنب عظم وفحش والعرب تقول للشيء الكثير او الكبير يقال فاحش فيقال هذا مال فاحش وهذا دم فاحش وهذا قول فاحش وهذا فعل فاحش ونحو ذلك فالذنوب العظام يقال لها فاحشة ويطلق في غالب الاستعمال على نوع من الكبائر وهو الزنا وما في معناه والله عز وجل يقول ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة ويقول ولا تنكحوا ما نكح اباؤكم من النساء الا ما قد سلف انه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا. نكاح زوجات الاباء. فاطلقه عليه. وفي الاول اطلقه على على الزنا فمن اهل العلم من يقول ان الفاحشة كما سمعتم في القراءة في هذه الصلاة اتأتون الفاحشة يعني الزنا وما في معناه والمقصود به هنا فعل اللواطية اعزكم الله فهذه فاحشة فبعضهم يقول الفاحشة اذا جاءت معرفة بال فهي الزنا وما في معناه واذا جاءت منكرة فاحشة فهو الذنب العظيم واذا جاءت مقيدة بالبيان كما قال الله عز وجل في اية الاحزاب مخاطبا امهات المؤمنين من يأتي منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين فالفاحشة المبينة هنا قيل هي عقوق الزوج وقيل التطاول على الاحماء وقيل غير ذلك. الشاهد ان هذا قال به بعض اهل العلم لكن لا دليل عليه فالفاحشة كل ذنب عظيم وغالب ما يطلق ذلك على الزنا وما في معناه فهنا قال الله عز وجل عن هؤلاء الذين سيجزيهم بالحسنى يعني الجنة من هم الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم ما هذا اللمم قبل نحو ربع قرن سمعت استاذا جامعيا يقول لطلابه يقول الا اللمم يعني بيزني مرة واحدة فهذا لا اشكال فيه يزني مرة واحدة ولا زالت تقرقر في نفسي الى اليوم. واليوم اتحدث عنها كيف يقول هذا الكلام ولشباب يتوقدون شهوة وقوة وحيوية وفتوة يقول لهم الا اللمم يعني اي يزني مرة واحدة في العمر فهذا قول غير صحيح. وان كان قد سبق اليه فالذي عليه عامة اهل العلم بمعنى الا اللمم يعني ان هذا الاستثناء منقطع ومعنى الاستثناء المنقطع ان المستثنى اللمم هنا ليس من جنس المستثنى منه تقول وصلت الكتب الا ثوبا فالثوب ليس من الكتب وصل الرجال الا حقيبة فالحقيبة ليست من الرجال فهذا يقال له الاستثناء المنقطع فهو بمعنى لكن وهنا على هذا التفسير تفسير الجمهور الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم. يعني لكن اللمم يقع منهم اللمم يقع واللمم العرب تطلق هذه الكلمة على معنى الدنو والمقاربة النبي صلى الله عليه وسلم يقول وان مما انبت الربيع لما سئل ايأتي الخير بالشر لما تخوف على امته من الدنيا وقال ما الفقر اخشى عليكم؟ ولكن اخشى ان تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما اهلكتهم. الشاهد ان رجلا قام وسأل النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله ايأتي الخير بالشر هذا المال هذا الخير هذه الدنيا تأتينا بالشر فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك سأل عن الرجل فقال ان الخير لا يأتي بالشر وان مما انبت الربيع ليقتل حبطا او يلم الا اكلة الخضرة الى اخر الحديث يقتل حبطا مما انبت الربيع من هذا النباتات الجميلة الخضراء ليقتل حبطا حبط انتفاخ بطن الدابة من كثرة الاكل فيصيبها البشم يعني يستطلق بطنها او ينحصر فلا يخرج منه شيء المهم انها تموت يوشك ان يقتل فالعرب تطلقه على الدنو والمقاربة الا اللمم ما المراد باللمم في الاية؟ الذي عليه عامة اهل العلم سلفا وخلفا انها الذنوب الصغار التي دون الكبائر هذا الذي عليه المحققون ومن احسن ما قيل فيه ما قاله ابن عباس رضي الله عنهما ما رأيت اشبه باللمم مما قال ابو هريرة رضي الله عنه وذكر الحديث المرفوع المخرج في الصحيحين وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم كتب على ابن ادم حظه من الزنا. فهو مدرك ذلك لا محالة فالعينان زناهما النظر العينان تزنيان وزناهما النظر والاذنان تزنيان وزناهما السمع واليدان تزنيان وزناهما البطش والرجلان تزنيان وزناهما المشي والفرج يصدق ذلك او يكذبه فما يحصل للانسان من الاستمتاع المحرم بالسمع زنا والنظر زنا واللمس زنا والمشي الى هذه الامور التي لا تليق زنا الذي يذهب الى الاسواق يمشي من اجل يتتبع النساء وينظر الى النسا ونحو ذلك واماكن الاختلاط هذا فعله هذا يدخل في هذا الحديث كتب على ابن ادم حظه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة هذا هو اللمم ما دون الكبائر وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة الى الصلاة مكفرات لما بينهن اذا اجتنبت الكبائر والجمعة الى الجمعة مكفرات لما بينهن اذا اجتنبت الكبائر ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن اذا اجتنبت الكبائر فهذه الله عز وجل يغفرها اذا اجتنبت اذا اجتنبت الكبائر واخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الوضوء وعن اثره ارأيتم لو ان نهرا غمرا بباب احدكم يغتسل منه في اليوم والليلة خمس مرات وكذلك في الحديث الاخر الذي يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم ان الانسان اذا غسل يديه كل هذا وبالمصافحة ايظا تتحات الخطايا فهذا كله من اللمم فالله واسع المغفرة يغفر له مثل هذه الصغائر بشرط الا يصر عليها لان الاصرار عليها يحولها كبائر. ولهذا قال ابو اسحاق الاسفيرايني رحمه الله بانه لا يوجد صغيرة وهو يقصد بذلك كما وجهه الحافظ ابن القيم رحمه الله ان المقصود به ان الانسان اذا نظر الى عظمة من عصى فان ذلك ليس بصغير بهذا الاعتبار. والا لا شك ان الذنوب منها ما هو صغائر ومنها ما هو كبائر. وهذه الاية تدل على ذلك دلالة واضحة وكذلك الاحاديث الصحيحة المخرجة في الصحيحين وغيرهما. وبعض السلف فسر اللمم بما فعلوه ووقع منهم في ايام الجاهلية الا اللمم ما قارفوه وقاربوه وواقعوه من هذه الاعمال من الفواحش والكبائر في ايام الجاهلية. والاسلام يجب ما قبل لكن هذا القول ضعيف يكفيهم اسلامهم ليمحو كل ما قارفوا قبله ما لم يكن منهم اصرار فهذا هو المعنى ايها الاحبة فليس لاحد ان يزين لنفسه مقارفة الفواحش والكبائر ويقول ان الله عز وجل يقول الا اللمم. ونحن لا زلنا نسمع الى هذا اليوم من يشتكي من بعض من يراه ولربما المرأة من زوجها ونحو ذلك انه يقارف بعض هذه الامور الكبار من شرب للمسك او مراهقة متأخرة تحصل له فيسافر هنا وهناك ليقارف بعض الفواحش ويحتج بمثل هذه النصوص الا اللمم ويفسر ذلك على انها مواقعة الكبيرة قليلا او يحتج بقوله والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم. ومن يغفر الذنوب الا الله. ولم يصروا على ما فعلوا الاحتجاج فاسد من افسد الاحتجاج وابطله ليس لاحد ان يحتج بالنصوص الشرعية على فعل ما حرمه الله تبارك وتعالى. فهذه النصوص تفهم على ضوء النصوص الاخرى ولا يجوز ان يحملها الانسان على معاني توافق هواه هذا واسأل الله تبارك وتعالى ان يبصرنا واياكم بما ينفعنا ينفعنا بالقرآن العظيم اجعلنا هداة مهتدين وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه