بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فبهذه الليلة سنتحدث عن ايتين من سورة هود مما قد يقف عنده القاري فلا يتبين معناه او لربما فهمه على غير مراد الله عز وجل منه اما الاولى فهي قوله تبارك وتعالى عن المشركين الا انهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه الا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرنا وما يعلنون انه عليم بذات الصدور الا انهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ما المعنى المراد بهذه الاية يثنون صدورهم ليستخفوا منه ما هو المراد ما هذا الصنيع والتصرف الذي يفعله هؤلاء الكفار المحادون لله تبارك وتعالى معنى هذه الاية كما فسرها ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وجماعة من السلف ان هؤلاء المشركين كان الواحد منهم اذا اراد ان يجامع اهله او يقضي حاجته يستحي من الله عز وجل ان تبدو عورته فيما بينه وبين السماء فكان الرجل اذا جلس على حاجته قال بصدره هكذا من اجل ان يكون ظهره حاجزا بين عورته وبين السماء. الا انهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه من الله فهذه جهالة منهم والله عز وجل لا يخفى عليه خافية وهذا الفعل الذي يفعلونه لا يغير شيئا في واقع الامر. الا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون فالله عز وجل يعلم ويرى ما تحت الثرى يرى دبيب النملة السوداء على الصفاة السوداء في الليلة الظلماء لكن اقول ايها الاحبة هذا التصرف من هؤلاء المشركين له دلالة ان عندهم استشعار نظر الله عز وجل اليهم والحياء منه مع انهم كفار وهذا التصرف منهم يدل ايضا على قلة عقولهم وقصر نظرهم لكن ينبغي للانسان ان يرجع لنفسه الله عز وجل يراه في كل تصرفاته وحركاته وسكناته ثم بعد ذلك يكون الله جل جلاله اهون الناظرين اليه يفعل الانسان اشياء لو نظر اليه صبي صغير دون سن التمييز لربما لم يفعلها امامه يتصرف تصرفات لو كان بحضرته احط الناس مرتبة في نظره ما فعلها امامه واستحيا منه ثم الله يراه والملائكة يرونه ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. ومع ذلك يبارز ربه تبارك وتعالى بهذه الافعال المشينة فاين استحضار الرقابة؟ كثير من الناس ايها الاحبة يسأل عن طريق رسالة بالجوال ويقول لا استطيع ان اتصل وانت لا تعرفه ولا تعرف رقمه واحيانا المسألة تحتاج الى شيء من الاستيضاح فيقال له اتصل يقول لا استطيع يستحي من مخلوق لا يعرفه ولا يستحي من الله عز وجل حينما يفعل هذا الفعل غير اللائق فهلا استشعرنا هذا المعنى هذه اية والاية الاخرى وهي قوله تبارك وتعالى في خبر لوط صلى الله عليه وسلم حينما جاءه قومه يهرعون اليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات. قال يا قومي هؤلاء بناتي هن اطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي. اليس منكم رجل رشيد فاجابوه بجوابهم الرديء لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وانك لتعلم ما نريد ما معنى هذه الاية هل عرض عليهم هؤلاء البنات من بناته من اجل الفاحشة جاؤوا ليفجروا بهؤلاء الاضياف على صورة شبان حسام جاءه قومه يهرعون اليه مسرعين فقال لهم هؤلاء بناتي وفي سورة الحجر هؤلاء بناتي ان كنتم فاعلين فما المراد بذلك المراد بذلك في ارجح اقوال المفسرين انه عرض عليهم التزوج من النساء وتذرون ما خلق لكم ربكم من ازواجكم عرض عليهم ان يتزوجوا النساء وان يستغنوا بمقتضى الفطرة ويكف عن هذا الشذوذ والانحراف الذي لم يفعله احد قبلهم فالنبي بالنسبة لقومه رجالا ونساء هو بمنزلة الاب لهم ويدل على هذا قول الله عز وجل في سورة الاحزاب النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم هذه قراءة معروفة ومتواترة وازواجه امهاتهم وفي قراءتين غير متواترة قراءة ابن عباس وقراءة ابي بن كعب النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وهو اب لهم وازواجه امهاتهم وفي الاخرى النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم وهو اب لهم اب لهم والقراءة الاحادية اذا صح سندها فانها يعمل بمقتضاها وان كان لا يقرأ بها. يعني من حيث الحكم فالنبي بالنسبة لقومه كالوالد فهو يقول لهؤلاء هؤلاء بناتي يعني بنات القبيلة تزوجوا منهن وكفوا عن هذا الفعل المشين قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق. يعني لا حاجة لنا بالنساء لا ارى بالنا بالنساء قبحهم الله وانك لتعلم ما نريد. يعني الشذوذ الدنس الذي تترفع منه الحيوانات وانك لتعلم ما نريد. فاقول هذا معنى هؤلاء بناتي ومن اهل العلم من قال انه عرض عليهم بناته ليتزوجوا منهن اما انه عرظ بناته من اجل ان يستغنوا بهن عن اضيافه الفجور فحاشى وكلا هذا يترفع عنه كل كريم من بني ادم وذو فطرة وذو فكيف بنبي من انبياء الله تبارك وتعالى وهم اكمل الناس رجولة وغيرة وشيمة وشهامة ونخوة فهذا لم يقل به احد من اهل العلم ولم يفهمه احد وانما ذكرت هذا لئلا يتوهم غير المراد واسأل الله عز وجل لي ولكم القبول وان يعتقنا واياكم من النار وان يعفو عنا وعن والدينا واخواننا المسلمين وصلى الله على محمد واله وسلم