بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فكنا نتحدث عن قوله تبارك وتعالى في سورة ال عمران وان من اهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل اليكم وما انزل اليهم خاشعين لله. لا يشترون بايات الله ثمنا قليلا الى الاية وما شابه ذلك من الايات التي يفهم من ظاهرها الثناء على اهل الكتاب او الوعد لهم بالنجاة في الاخرة او الاجر وما اشبه ذلك وبينا ما خلاصته ان هذه الايات على نوعين فمنها ما يتحدث عن طائفة من اهل الكتاب امنوا بنبي وكانوا على الجادة حيث انهم تابعوا نبيهم قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فالله عز وجل يجزيهم ويثيبهم ويدخلهم الجنة والطائفة الاخرى من الايات وهي تلك الايات التي تتحدث عن طائفة من اهل الكتاب امنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وامنوا بما انزل اليه. كما قال الله عز وجل لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدن اقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى ثم لا نقف هنا فقط بل نكمل الاية. ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق. يقولون ربنا امنا فاكتبنا مع الشاهدين الى اخر ما ذكر الله عز وجل عنهم فهذه الاية بينا انها نزلت في النجاشي ومن كان معه من القصص والرهبان الذين لما سمعوا القرآن من مهاجرة الحبشة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كجعفر رضي الله عنه بكوا وافضلوا لحاهم واقروا بما جاء به وامنوا برسول الله عليه الصلاة والسلام. فلا يجوز قطع الايات عن سياقها وتحريف الكلم عن مواضعه زعما بان كل من كان متابعا او منتسبا الى دين من اديان هؤلاء انه ينجوا عند الله عز وجل. وانه مؤمن. وكنت اليوم اريد ان اورد الايات التي تبين كفر اهل الكتاب. وان كل من لم يؤمن ببعث محمد صلى الله عليه وسلم. وبرسالته وبالقرآن انه كافر وانه مخلد في النار وانه ليس بمؤمن. ثم رأيت ان ذلك من العين كاني اريد ان اثبت ان هذه الليالي من رمضان كاني اريد ان اثبت اننا في الليل الان في هذه الساعة او ان اثبت في النهار ان شمس طالعة. فالقضية من الوضوح بمكان. في سياق طويل في سورة البقرة. يبدأ من قوله تبارك وتعالى يا بني اسرائيل اذكروا التي انعمت عليكم واني فضلتكم على العالمين ثم ذكرا امورا كثيرة من كفر هؤلاء وعتوهم وتعاليهم وتمردهم حتى قالوا يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرا. وكذلك في سورة النساء في ايات كثيرة يا ايها الذين اوتوا الكتاب امنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل ان نطمس وجوها فنردها على ادبارها او كما لعنا اصحاب السبت وما اشبه ذلك من الايات التي يتهددهم بها. وكذلك في سياق طويل في سورة المائدة كما سمعنا لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ثم ذكر امورا كثيرة من كفرهم ولعنهم على لسان داوود وعيسى ابن مريم امور كثيرة جدا ايات طويلة تقرروا هذا وتبين قبائحهم فلا يجوز لمسلم بحال من الاحوال ان يحكم بان هؤلاء محققون للنجاة بحال من الاحوال لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما من يهودي ولا نصراني من هذه الامة يسمع بي ثم لا يؤمن بي الا دخل النار والله يقول ان الدين عند الله الاسلام ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. لكن في عصر الهزيمة يبدأ التراجع فتزل قدم بعد ثبوتها فيبدأ طوائف من المنهزمين يدافعون عن هؤلاء ويحسنون ما هم عليه ويحكمون لهم بالايمان وبالنجاة في الدار الاخرة هذه لا نعرف لها نظير قبل هذا العصر وجد التشبه على مر العصور. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم كل ذلك اخبر عنه صلى الله عليه وسلم اما ان نحكم بان هؤلاء على حق وانهم على دين صحيح وان هؤلاء ينجون عند الله عز وجل فهذا لا اعلم قائلا به على مر العصور اللهم الا الفلاسفة او بعض الفلاسفة الذين قالوا كل من سلك طريقا الى الله عز وجل فانه يمكن ان يصل واقول هذه امور ينبغي ان يتفطن لها ولا حاجة لعرض تلك الايات الطويلة لان هذا مما يطول به المقام وبهذا نكون قد انتهينا من الايات التي لربما تفهم على غير وجهها من سورة ال عمران وبعد ذلك ان شاء الله تعالى نبدأ بسورة النساء وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه