الخسارة التي تصيبه في تجارته كفارة ما يحصل له من التنغيص من زوجته من ولده كفارة الشوكة التي تصيبه والجراح والالام كل ذلك من الكفارات حينما ينخرق ثوبه او حينما والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد ايها الإخوان فقد يخطئ احد من الناس في فهم اية من كتاب الله عز وجل ولربما اشكل عليه معناها وقد يخطئ فيها كثير من الناس بل قد يغلب في وقت من الاوقات بعض الفهوم الخاطئة لبعض كلام الله تبارك وتعالى لقد وقع في زمن النبي صلى الله عليه وسلم شيء من ذلك حيث استشكل بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعض الايات من كتاب الله تبارك وتعالى فهذا عدي بن حاتم رضي الله تعالى عنه كما اخرج الشيخان البخاري ومسلم رحمهم الله تعالى في صحيحيهما لما نزل قول الله تبارك وتعالى وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود عمد رضي الله تعالى عنه كما حدث عن نفسه الى عقال ابيض والى عقال اسود وجعلهما تحت وسادته فجعل ينظر من الليل فلا يستبين له الابيظ من الاسود يقول فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له فقال انما ذلك سواد الليل وبياض النهار فهو قد فهم من ظاهر الاية ان المراد بذلك هو الخيط المعروف لديهم وهو ما يربط به او العقال الذي يربط به الدابة او البعير الخيط الابيض من الخيط الاسود فجاء بعقالين هذا اسود وهذا ابيض وجعلهما تحت وسادته وجعل يأكل ويشرب في ظلمة الليل فهو في حجرته حتى يتبين له هذا من هذا فلما تطاول عليه ذلك اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما وقع له فبين له النبي صلى الله عليه وسلم المراد وان المراد بذلك سواد الليل وبياض النهار وقد وقع هذا لغير عدي بن حاتم رضي الله عنه كما دل على ذلك الحديث المخرج في الصحيح من حديث سهل ابن سعد رضي الله عنه قال انزلت وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود ولم ينزل من الفجر وهذا يدل على ان الصحابة رضي الله عنهم لا ينقصهم الفهم والذكاء ولكن هذا الجزء من هذه الاية الذي يبين المراد لم ينزل بعد ففهم منها من فهم ان المراد بذلك الخيط المعروف يقول فكان رجال اذا ارادوا الصوم ربط احدهم في رجليه الخيط الابيض والخيط الاسود ولا يزال يأكل حتى يتبين له رئيهما يعني يتضح هذا من هذا طبعا ليست عندهم اضاءة كما هو الان فانزل الله بعد من الفجر فعلموا انه انما يعني الليل والنهار ومن المفاهيم التي وقعت على غير مراد الله عز وجل ما جاء من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه المخرج في صحيح مسلم قال لما نزل قول الله تعالى ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب. من يعمل سوءا يجزى به فدل ظاهر هذه الاية على ان كل من بدر منه بادرة في عمل غير صالح في سوء فانه يحاسب على هذا ويجازى به وهذا الفهم يبدو انه تفشى وانتشر عند عامة الناس في ذلك الوقت فشق ذلك على المسلمين وبلغت منهم ما شاء الله فشكوا ذلك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم شكوا اليه اينا لم يقع منه الاساءة والذنب والخطأ والسوء فقال النبي صلى الله عليه وسلم سددوا وقاربوا فان في كل ما اصاب المسلم كفارة. بين لهم المراد ان هذا يجزى به فالحزن الذي يصيبه كفارة تفسد عليه دابته او حينما تتعسر اموره في قضية من القضايا فان ذلك التكدير والتنغيص كله من الخطايا وكله من الكفارات للخطايا وهذا من فضل الله عز وجل وسعة رحمته. يقول عليه الصلاة والسلام فان في كل ما اصاب المسلم كفارة حتى الشوكة يشاكها. يعني ما هو اعظم من الشوكة فانه يكفر عنه من خطاياه. يقول حتى الشوكة يشاكها والنكبة ينكبها. وعند احمد من حديث ابي بكر رضي الله عنه انه قال يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الاية من يعمل سوءا يجزى به فكل سوء جزينا به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم غفر الله لك يا ابا بكر الست تنصب الست تمرض الست تحزن الست تصيبك اللأواء؟ يعني الشدة قال بلى قال فهو ما تجزون به فهذا هو المراد من يعمل سوءا يجزى به ليس معنى ذلك ان كل هذه الاشياء يعذب عليها يوم القيامة لا كل ما يصيبنا من هذه الالام مما نتأذى به من الحر والبرد وما نتأذى به من التنغيص والتكدير في داخل الدار او مع الزملا في العمل او مع الطلاب في المدرسة او مع غير ذلك مما يحصل للانسان كله يكفر به من خطايا الانسان ومن هذه الفهوم ايها الاخوان ما اخرجه الشيخان من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال لما نزلت الذين امنوا ولم البسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون فظاهر هذه الاية لم يلبسوا ايمانهم بظلم باي ظلم من الذين قد وعدوا بالامن والاهتداء في الاخرة ولهم نصيب من ذلك في الدنيا هم الذين لم يلبسوا ايمانهم لم يخلطوا ايمانهم بظلم فشق ذلك على المسلمين وقالوا اينا لم يظلم نفسه؟ بمعنى ان الانسان اذا عصى الله ظلم نفسه وقد يظلم اقرب الناس اليه وقد يظلم ولده وقد يظلم تلامذته وقد يظلم جيرانه وقد يظلم الناس بسوء الظن بهم قد يظلمهم باي لون من الوان العدوان لا يخلو الانسان من ظلم. قد يقع ذلك في بيعه في شرائه في الوان المعاطات والمعاملات التي يتعامل بها الانسان مع غيره. واينا لا يظلم نفسه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ليس ذلك يعني ليس على ما فهمتم ليست الاية كما ظننتم انما هو الشرك الم تسمعوا قول لقمان لابنه؟ يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم ومن ذلك ما اخرجه مسلم من حديث المغيرة ابن شعبة رضي الله عنه انه لما قدم الى نجران النبي صلى الله عليه وسلم ارسل المغيرة الى نجران كان في نجران النصارى فاثاروا له شبهة فقالوا له انكم تقرأون يا اخت هارون. يعني مريم فقالوا له موسى قبل عيسى بكذا وكذا يعني من مئات السنين مدة طويلة جدا بين عيسى وان شئت ان تقول بين هارون وبين مريم مئات السنين قرون فكيف قال يا اخت هارون؟ هي ليست اخته فاستشكل ذلك المغيرة بن شعبة فاستمهل حتى جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة. فسأله عن ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم بين له المراد انه ليس المراد الاخوة في النسب وانما قال انهم كانوا يسمون بانبيائهم والصالحين قبلهم ومن المعاني التي ذكرها بعض اهل العلم في هذه الاية يا اخت هارون ايا نظيرته ومثيلته في التقى والصلاح والعبادة والنزاهة والشرف ورفعة المكانة والمنزلة والدرجة العالية في العبودية كيف اتيت بهذا الولد من غير اب يا اخت هارون يا نظيرة هارون في الطهر والشرف والعفاف والصيانة. فهذا احد الا وجه والوجه الثاني ان اخت هارون يعني اخوها هارون ليس اخو موسى صلى الله عليه وسلم وانما كانوا في بني اسرائيل يسمون باسماء الانبياء والصالحين. ففي زمان مريم اناس يقال لهم هارون واناس يقال لهم موسى فقال لها الناس يا اخت هارون اخ لها يقال له هارون وليس المراد نبي الله هارون عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وللحديث بقايا ان شاء الله. اسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بالقرآن العظيم. يجعلنا واياكم هداة مهتدين