بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ايها الاحبة هذا المجلس هو الاخير ان شاء الله من المجالس التي نتحدث فيها عن الايات التي قد تفهم على غير مراد الله عز وجل منها وقد ابتدأنا هذه المجالس قبل نحو ثلاث او اربع سنوات وهذا ختامها وهو حديث عن القرآن الكريم وذلك في سورة الواقعة والله عز وجل يقول فلا اقسم بمواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم انه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون. تنزيل من رب العالمين فقوله تبارك وتعالى لا اقسم هذه الصيغة اذا رأيتها في كتاب الله عز وجل كما في قوله لا اقسم بيوم القيامة لا اقسم بهذا البلد ونحو ذلك فما المراد هل المقصود كما يقول بعض اهل العلم نفي القسم لا اقسم لان الامر من الوضوح والظهور ما لا يحتاج معه الى قسم وهذا لا يخلو من اشكال لان الله قال هنا وانه لقسم لو تعلمون عظيم. مما يدل على انه قسم كما قال الله عز وجل في لوح محفوظ. ونزل ايضا الى سماء الدنيا في ليلة القدر في ليلة واحدة وهي ليلة القدر كما جاء صح عن ابن عباس وله حكم الرفع وليس المقصود نفي القسم او ان المراد ان لا هذه لنفي شيء مقدر قبلها لا لما تزعمون وتقولون وتدعون وتفترون ثم قال اقسم بيوم القيامة لا لما تقولون في القرآن من انه كذب واساطير اولين اقسم بمواقع النجوم ثم ذكر كلاما معترظا وانه لقسم لو تعلمون عظيم انه لقرآن كريم او ان المراد ان لا هذه اصلها لاقسم بمواقع النجوم ولكن صار فيها شيء من الاشباع اشبعت الفتحة لاقسم فتولدت الالف فصارت لا اقسم لقد ورد بهذا لاقسم قراءة لكنها غير متواترة عن الحسن وجماعة من السلف رضي الله تعالى عنهم وهذا معنى فيه بعد والاقرب الذي عليه الجمهور والله تعالى اعلم ان لا هذه تزاد في القسم لتأكيده فلا اقسم اي اقسم لا اقسم بهذا البلد اي اقسم بهذا البلد لا اقسم بيوم القيامة اي اقسم بيوم القيامة لا اقسم بما تبصرون لا اقسم بمواقع النجوم اي اقسم بمواقع النجوم ومواقع النجوم هنا؟ ما المراد بها من اهل العلم من قال المراد مساقط النجوم. وهذا الذي اختاره كبير المفسرين ابن جرير الطبري يعني مغارب النجوم حينما تغرب وبعض السلف قال مواقع النجوم يعني منازل النجوم في السماء وبعضهم قال مواقع النجوم اي الانواء وبعضهم يقول فلا اقسم بمواقع النجوم اي نزول القرآن فالقرآن نزل منجما لم ينزل جملة واحدة وهذا المعنى هو الذي اختاره الحافظ ابن القيم رحمه الله واحتج له بما بعده ان الله قال وانه لقسم لو تعلمون عظيم انه لقرآن كريم والاقرب والله تعالى اعلم هو حمل الكلام على ظاهره المتبادر المشهور فمواقع النجوم هي النجوم المعروفة ومواقعها اما منازلها في السماء او مساقطها يعني مغاربها فهي تغرب هذا هو المشهور الذي عليه عامة السلف وبعضهم فسر ذلك بيوم القيامة كما جاء عن الحسن يقول انكدارها وانتثارها في يوم القيامة ما يحصل لها من التغير وينطفئ نورها ويذهب بذلك اليوم الرهيب الحاصل هذا معنى فلا اقسم بمواقع النجوم ثم قال وانه لقسم لو تعلمون عظيم انه لقرآن لقرآن كريم. ثم قال وهو موضع الشاهد الذي من اجله تحدثت عن هذه الاية في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون ما المراد بهذا الكتاب ما المراد به؟ في كتاب مكنون. مكنون يعني مستور مصون اما مصون عن الاعين او كما يقول ابن جرير مصون عن كل اذى ودنس وقدر وغبار مصون فهو محفوظ في كتاب مكنون اي محفوظ مغطى مصون مستور وما الى ذلك من العبارات فبعضهم قال في كتاب مكنون اي محفوظ عن الباطل ان اريد به اللوح المحفوظ فلا تصل اليه الشياطين وان اريد به الذي في ايدي الملائكة في الصحف فلا تصل اليه الشياطين والله يقول وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون انهم عن السمع لمعزولون وان اريد به هذا القرآن فهو مصون من التحريف والتبديل والتغيير والله تبارك وتعالى قال انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون الشاهد ان قوله تبارك وتعالى هنا في كتاب مكنون منهم من فسره باللوح المحفوظ وهذا قال به جماعة من السلف ومنهم من قال التوراة والانجيل وهذا قال به عكرمة. يعني ان ذكر هذا القرآن انه لقرآن كريم في كتاب مكنون اي مذكور تجدون ذكره وين في التوراة والانجيل من السلف من قال الزبور وانه لفي زبر الاولين وبعضهم يقول في كتاب مكنون هو هذا المصحف الذي بايدينا لكن هذا يرد عليه اشكال في كتاب مكنون كما يقول الحافظ ابن القيم كل من كتب شيئا يمكن ان يكون في كتاب فهل هذا يحتاج الى قسم وهو يدل على عظمته انه في كتاب مع ان القرآن حينما نزل لم يكن في كتاب وانما كان في قلب النبي صلى الله عليه وسلم نزله جبريل على قلب محمد عليه الصلاة والسلام والصحابة رضي الله عنهم تلقوه عنه مشافهة وسمعوه منه عليه الصلاة والسلام اذا الارجح والاشهر من اقوال اهل العلم ان قوله في كتاب مكنون ليس المقصود هذا الكتاب الذي بايدينا الايات تتحدث عن القرآن انه لقرآن كريم في كتاب مكنون اين؟ اما اللوح المحفوظ واما الصحف التي بايدي الملائكة. كما قال الله عز وجل في صحف مكرمة في عبسة مرفوعة مطهرة بايدي سفرة كرام بررة فهو بايدي هؤلاء الملائكة والقرآن له تنزلات كما هو معلوم نزل الى اللوح المحفوظ فصل القرآن من الذكر في ليلة القدر وله تنزل ثالث بايدي الملائكة في الصحف بايدي سفرة كرام براس سفرة سفراء بين الله وبين خلقه ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الماهر بالقرآن وهو يحفظه مع السفرة الكرام البررة لما كان هذا يشتغل بكتاب الله عز وجل صار مع السفرة اللي ينقلوني الوحي وهو مشتغل بالوحي يحفظ وماهر بهذا القرآن مع السفرة الكرام البررة ماهر وحافظ كما جاء في بعض روايات الحديث فهنا قوله لا يمسه الا المطهرون. الضمير يرجع الى ماذا؟ لا يمسه اكثر اهل العلم على انه يعود الى الكتاب المكنون في كتاب مكنون لا يمسه. والضمير يرجع الى اقرب مذكور. لا يمس هذا التاب المكنون الا الا المطهرون. من هم المطهرون اكثر اهل العلم يقولون الملائكة في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بايدي سفرة كرام بررة ما القرآن يفسر بعضه بعضا والمس ما المراد به؟ لا يمسه من اهل العلم من يقول المقصود به اللمس ما يلمسه الا المطهرون. من هم المطهرون؟ هم اذا قلنا هم الملائكة وكما يعبر ابن جرير يقول المطهرون من الذنوب من هم المطهرون من الذنوب؟ كل بني ادم خطاء فهم الملائكة وكلام ابن جرير يفهم ايضا ان الرسل يدخلون في ذلك باعتبار انهم مطهرون من الذنوب بهذا الاعتبار على هذا القول فهنا المس لا يمسه الا المطهرون. اذا قلنا المس هو اللمس فقيل معناه لا ينزل لا ينزل به الا المطهرون وهم الملائكة وما تنزلت به الشياطين. كتاب محفوظ ما تقترب منه الشياطين ولما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم ماذا قالت الجن والشياطين وانا لمسنا السماء الدنيا فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا مرصود الشوب جاهزة تضرب بها هؤلاء الشياطين فهم استغربوا هذا الذي حدث فالشاهد انه هنا قيل لا يمسه اي لا ينزل به. وقيل لا يقرأه الا المطهرون فهذا باعتبار ان الذي في اللوح المحفوظ او الذي بايدي الملائكة وعلى اعتبار انه هذا القرآن الذي بايدينا المصحف الذي بايدينا فبعضهم قال لا يمسه الا المطهرون اي من الاحداث الحدث الاصغر والحدث الاكبر واحتجوا بهذه الاية على انه لا يجوز ان يمس القرآن الا طاهر واحتجوا بما ورد من الاحاديث ككتاب النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم وفيه لا يمس القرآن الا طاهر. ونحو ذلك مما ورد ولكن هذه الروايات لا تقل من ضعف وقد تتقوى بمجموعها ترتقي ولكن يبقى المعنى فيها فيه اجمال لا يمس القرآن الا طاهر هذا كتبه لاهل اليمن اهل اليمن فيهم يهود ونصارى وفيهم مجوس وفيهم اهل اشراك وفيهم مسلمون فما المراد هل المراد لا يمس القرآن الا طاهر بمعنى مسلم لان النبي صلى الله عليه وسلم قال المسلم لا ينجس او المراد لا يمسه الا طاهر يعني من الحدث الاصغر او لا يمسه الا طاهر يعني من الجنابة الحديث محتمل والنبي صلى الله عليه وسلم كتبه للادميين لا يمس القرآن معناها ليس الذي في ايدي الملائكة ولا اللوح المحفوظ الا طاهر فهذا خطاب لبني ادم. لا يمس القرآن الا طاهر لكن يبقى المعنى يتردد بين هذه المعاني. واذا كان مترددا هذا التردد فان هذا ما يسمى بالمجمل بمعنى ان معناه يحتمل اكثر من معنى ولكن على كل حال لو بقينا مع هذه الادلة فقط فان ذلك قد لا يكفي لتقرير معنى وهو انه لا يجوز مس القرآن الا بطهارة لكن نضيف اليها ما ورد عن بعض الصحابة كسعد بن ابي وقاص رضي الله عنه وجماعة مما يدل على انه لا يجوز للمحدث حتى الحدث الاصغر ان يمس القرآن وهي روايات صحيحة ولا يعلم لها مخالف وقول الصحابي اذا لم يعلم له مخالف فانه ولهذا يقال والله تعالى اعلم بانه لا يجوز للانسان ان يمس القرآن الا بطهارة سواء كان عليه حدث اصغر او حدث اكبر لكن كثير من النساء يسألون هذه الايام عن قراءة القرآن وتقول جاءتها العادة وهي لم تختم نقول قراءة القرآن غير مس المصحف فالقراءة النصوص الواردة انه لا يقرأ القرآن حائض ولا جنب كل الاحاديث الواردة في هذا لا تصح منع الجنب والحائض من قراءة القرآن. كل الاحاديث فيها اضطراب من جهة المتن وفيها ضعف من جهة الاسناد كل الاحاديث ولهذا يقال الارجح والله تعالى اعلم انه يجوز للمحدث حدثا اصغر او اكبر ان يقرأ ما شاء من القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم حينما قال كرهت ان اذكر الله الا على طهر المقصود به الاستحباب قال الامام البخاري رحمه الله باب تقضي الحائض المناسك كلها الا الطواف بالبيت وقال في ترجمة هذا الباب وقال ابراهيم لا بأس ان تقرأ الاية ولم يرى ابن عباس بالقراءة للجنب بأسا وكان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل احيانه فهذا يدل من صنيع البخاري رحمه الله على انه يرى ان الجنب والحائض يقرأان القرآن والله تعالى اعلم لكن المس من غير مس. ولهذا نقول للمرأة التي تسأل عن هذا مثلا في حال الحيض او للانسان المحدث اقرأ في كتاب من كتب التفسير مثل هالكتب اللي عندكم الان في هذه الادرج المصباح المنير او تفسير السعدي او نحو هذا تجدهم في هامشه التفسير وفي الوسط القرآني فيقرأ دون ان يمس المربع اللي فيه القرآن والسبب في ذلك هو ان هذا الكتاب الغالب عليه التفسير فيقال تفسير ابن سعدي هذا مختصر ابن كثير مع انه يوجد في المربع قرآن لكن اذا كان التفسير مجرد كلمات قليلة وكلام القرآن كلمات القرآن منها فانه يقال له مصحف فلا يقرأ فيه الا بحائل فالمرأة تلبس القفاز او تقلبه بشيء بعود او نحو هذا وتقرأ ما شاءت وتختم لا تنقطع من القراءة والله تعالى اعلم. لا يمسه الا المطهرون. بعضهم قال من الاحداث والانجاس. وهذا قال به قتادة وجماعة وبعضهم قال المطهرون من الشرك. وبعضهم يقول كالربيع بن انس المطهرون من الذنوب والخطايا ومن المطهر من الذنوب هم الملائكة وبعضهم يقول فسره بمعنى اخر كما جاء عن الفراء قال لا يجد نفعه وبركته الا المطهرون اي المؤمنون لا يجد بركته ونفعه الا المطهرون وهذا اشبه ما يكون بالتفسير الاشاري وهو من المواضع القليلة جدا التي يمكن ان يستلطف فيها هذا المعنى لا على انه تفسير الكلام عن المس وهنا يقول لا يجد بركته. فاذا كان لا يمسه الا المطهرون. كذلك لا يجد نفعه وبركته وتفتح مغاليق معانيه الا للقلوب الطاهرة فهذا من قبيل التفسير الاشارة من المواضع القليلة التي التي يقبل فيها هذا النوع من التفسير وقال بعضهم لا يعرف تفسيره وتأويله الا من طهره الله من الشرك والنفاق وهذا ايضا ليس تفسيرا على ظاهر اللفظ وانما هو من قبيل ايضا ما يسمى بالتفسير الاشهاري. على كل حال الجمهور من العلماء رحمهم الله. يقولون لا يجوز للمحدث ان يمس المصحف وهو من قلع جماعة من الصحابة كعلي وابن مسعود سعد بن مالك سعد ابن ابي وقاص رضي الله تعالى عنه وسعيد ابن زيد وجماعة من التابعين كعطاء والزهري والنخعي والحكم حماد وجماعة وهذا قول مالك والشافعي وكثير من الفقهاء نقل ذلك عن ابن عباس والشعبي وهو مروي عن ابي حنيفة ايضا انه يجوز للمحدث ان يمس القرآن لا يمسه الا المطهرون وابن القيم رحمه الله ذكر معان لطيفة في هذا فهو يقول هذا القرآن قال الله عنه وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون فيقول هذه يؤخذ منها لا يمسه الا المطهرون انه لا يمس المصحف الا طاهر من باب كما ان الذي في السماء لا يمسه الا طاهر فكذلك ينبغي للذي في الارض الا يمسه الا طاهر. وهكذا يقول لا يجد حلاوته وطعمه الا من امن به وعمل به كما فهم ذلك الامام البخاري رحمه الله من الاية فقال في صحيحه في باب قل فاتوا بالتوراة فاتلوها. قال لا يمسه لا يجد طعمه ونفعه الا من امن بالقرآن ولا يحمله بحقه الا المؤمن لقوله مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا يقول وكذلك لا ينال معانيه ويفهمه كما ينبغي الا القلوب الطاهرة وان القلوب النجسة ممنوعة من فهمه مصروفة عنه يقول فتأمل هذا النسب القريب وعقد هذه الاخوة بين هذه المعاني وبين المعنى الظاهر من الاية يعني هذا غير التفسير بالظاهر وانما هو يؤخذ من الاشارة ان الشيء بالشيء يذكر يقول فهذا الفهم الذي اشار اليه علي رضي الله عنه في قوله الا فهما يؤتيه الله رجلا في كتابه يعني هذه الاستنباطات الدقيقة والمعاني والنكات فالحاصل ان معاني القرآن ايها الاحبة لا تفتح لقلب معرض عنه مشغول عنه باللهو واللغو والخنا والغنى ونحو ذلك فالقلب الملوث المشوش بالاكدار لا تفتح له معاني القرآن ولهذا ذكرت في بعض المناسبات قول شيخ الاسلام بما نقله عن غيره في قوله صلى الله عليه وسلم ان الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا صورة. قال فكذلك القلوب اذا كانت تحمل اخلاق الكلاب فان الملائكة لا تدخلها بالمعاني الطيبة فمن اراد ان يفتح له في معاني القرآن ايها الاحبة فيحتاج الى ان يطهر قلبه ما يكون قلبه مشغولا منهمكا في الدنيا وحذيفة رضي الله عنه كان يقول اللهم اني اعوذ بك من تفرق القلب. فسئل عن هذا فقال ان يكون له بكل واد مال انسان مشغول في الدنيا ما يفطر لشيء هذا وين تفتح له معاني القرآن وكذلك اذا كان مشغولا بالشهوات لا يفكر الا بالشهوات ويتتبع هذه وينظر الى القنوات وصور النساء الفاتنات واغلفة المجلات ومواقع الانترنت وغير ذلك مما هذا القلب لا يفتح ابدا ويكون محلا للقرآن بل قد يعاقب هذا الانسان فينسى ما حفظه من كتاب الله عز وجل. وهكذا المشغول بكلام الفلاسفة. او بكلام المنظرين من الغربيين او غيرهم عن القرآن مشغول به عن القرآن فمثل هذا لا يفتح له ولهذا تجد بعض هؤلاء المساكين لربما يمضي عليه الزمان الطويل في كتب مترجمة ونحو ذلك ودورات ويظن انه حصل شيء واذا جاء لك فبرمة ما حصله واذا هو بربع اية بربع اية كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله كل ما يقوله القائلون من المعاني الصحيحة فهو مضمن بهذا القرآن باقرب عبارة واحسنها ولكن لبعدهم عن القرآن يظنون انهم جاءوا باشياء جديدة ومعاني وتربية واصلاح للنفوس وتزكية وما شابه ذلك وما علموا ان التزكية موجودة موجودة في هذا القرآن لكن يحتاج ان يقبل عليه الانسان. وهذا هو الامر الثاني يحتاج الانسان ان يقبل على القرآن بكليته ما هو يقرأه الاماما في رمضان فقط واذا ذهب رمضان ضاع المصحف واذا جاء رمظان بدأ يدور وين المصحف اين مصحفي؟ ابحثوا عنه فيجده في رف قد اغبر كما صور بعض الشعراء او بعض من كتب في المقامات يصور حاله وهجر الناس له يقول كانني مصحف في بيت زنديق كيف يكون حال المصحف في بيت الزنديق مغبر ما يقرأ فيه نسأل الله العافية. ولهذا اقول ايها الاحبة نحن في ختام هذا الشهر منظر لا شك انه يبهج ويفرح المؤمن اقبال الناس على كتاب الله في المساجد في الليلة الماضية الناس من التراويح الى القيام بين قائم وتالي لكتاب الله عز وجل هذا جيد لكن هل يكون اخر عهدنا ايها الاحبة بالقرآن هو هذا الشهر سافرت الى بعض البلاد اندونيسيا مثلا دعاة ترى اثر العبادة على وجوههم. الدورة تنتهي الساعة الثانية عشر من الليل من الساعة الثامنة صباحا اربع دورات ورا بعض. هم في غاية الاجهاد والتعب بت معهم ليلة ينامون بعد الثانية عشرة ويقومون باعباء كثيرة في نفس الوقت فبت معهم ليلة واحتجت في حدود الساعة الثانية والنصف الذهاب الى الخلاء اعزكم الله فوجدتهم بين قائم وراكع وساجد ثم عرفت ان هذا هو ديدنهم طلبوا بعد المغرب ان اتحدث عن عبادة السلف فجلست اتحدث واذا بدموعهم على خدودهم تسيل رأيت في المسجد مكانا قد حجر عليه بخشب فسألت ما هذا؟ فقالوا هذا محل الاعتكاف هذا محل الاعتكاف اهل عبادة ودعاة وطلبة علم واصحاب سنة وبالمناسبة نساء يغطين وجوههن وقفازات واكثرهن طبيبات الداعيات القائمات على البرامج وبعض بناتنا بدأ ان يتململن من الحجاب فاقول ايها الاحبة القرآن دائما وليس فقط في رمضان. الصلاة في الليل ولا يشترط في الصلاة في الليل ان ينام الانسان ثم يقوم. لا صل قبل ان تنام ولله عباد لا يتركون هذا احدى الفتيات في الثانوية في اخر سنة في الثانوية ايام الاختبارات تسأل تقول انها تصلي من الليل نصف ساعة ومتحرجة جدا ومتأثمة تقول ايام اختبارات في نهاية العام فانا جلست اتحدث انها تتدرج وتعود نفسها وتزيد ركعتين ثم بعد سنة تزيد ركعتين قالت لا انا من سنوات اصلا اصلي ساعتين كل ليلة بس سؤالي هو ايام الاختبارات صرت اصلي نصف ساعة هل هذا يعتبر ذنب وتقصير فاني لا استطيع اصلي ساعتين مع المذاكرة والسهر والاختبارات في الثالث الثانوي يقول انا من سنوات اصلي ساعتين في اليوم وحنا نتجهد في اول الليل بساعة مع الفرظ ونتجهد نصلي اخر الليل ساعة الا ثلث ونعتبرها طويلة كيف الامام يقرأ وجهين من ركعة لوين يوجد ويوجد في مسجد من بعد العشاء الى قبيل اذان الفجر المصلون يتسحرون في نفس المسجد ما يدركون يذهبون الى بيوتهم صلاة واحدة من بعد العشاء الى قبيل الفجر واحد المرات نسي جلس يقرأ فاذن الفجر لما سلموا وما اكلوا سحورا فاقول ايها الاحبة لا يكون اخر العهد هو رمضان اخيرا على كل حال الحافظ ابن القيم رحمه الله ذكر وجوها في ان المراد بالقرآن الكتاب المكنون ليس هو الذي بايدينا المصحف وانما هو والذي في اللوح المحفوظ احتج على هذا بسبعة اوجه قال الله وصفه بانه مكنون اي مستور عن العيون والمصحف اللي بايدينا ليس بمستور عن العيون كذلك قال لا يمسه الا المطهرون وهم الملائكة ولو اراد المتوضئين لقال المتطهرون. كما قال ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين والثالث قال هذا اخبار لا يمسه يخبر عنه ما هو نهي؟ ما قال لا يمسسه الا المطهرون وكذلك ايضا الرابع ان هذا رد على من قال ان الشيطان قد جاء بهذا القرآن فقال الله عز وجل وما تنزلت به الشياطين في كتاب مكنون فلا يأتيه الا الارواح الطاهرة ومن ذلك ايضا قال هذه الاية تفسرها اية عبس في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة وقد قال الامام مالك رحمه الله في الموطأ احسن ما سمعت في تفسيره هو اية لا يمسه الا مطهرون يعني تفسيرها باية عبس والسادس ان الاية مكية وفي مكة يقرر الله عز وجل فيها قضايا تتعلق بالنبوة والوحي والاعتقاد والتوحيد دون الكلام في الاحكام الجزئية مسألة انه يمس القرآن طاهر او متوضأ او غير متوظأ والوجه السابع والاخير يقول لو اريد به الكتاب الذي الناس لم يكن في الاقسام على ذلك بهذا القسم العظيم كثير فائدة. يقول ليه؟ لانه اي كلام يمكن يكون مضمنا في كتاب فاين العظمة؟ لكنه يقول كما ينقل عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يقول اذا كان الذي في السماء لا يمسه الا المطهرون فينبغي ان يكون الذي في الارض لا يمسه الا المطهرون. على كل حال نحن في هذه الفوائد كما ترون نضمنها موعظة ولطائف وفوائد ومسائل فقهية الى غير ذلك ليستفيد الجميع العوام وطلاب العلم والصغير والكبير اسأل الله عز وجل ان ينفعني واياكم بما سمعنا ويجعلنا واياكم هداة مهتدين وصلى الله على محمد واله وصحبه