الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم احسن الله اليكم فضيلة الشيخ هذا السائل استشكل ما ثبت عن عمر رضي الله عنه في الجمع بين القضاء والنفل. الحمد لله رب العالمين وبعد لا اشكال في ذلك ولله الحمد. فاذا كان على الانسان شيء من قضاء
وتعمد ان يوقع قضاءه في الايام التي ندب الشارع ان يصومها الانسان كالاثنين والخميس. او الايام البيض او في يوم عرفة وعاشوراء ونحوها فانه يثاب بثوابين. بثواب القضاء وبثواب صوم هذا اليوم نافلة
فاذا نوى الانسان بصيام هذا اليوم قضاء ونافلة فانه لا فانه يثاب بالثوابين. وهذا متفرع على قاعدة عظيمة عند الفقهاء تقول اذا اجتمعت عبادتان من جنس واحد وفي وقت واحد وليست احداهما مفعولة على
وجه القضاء او التبعية فانهما يتداخلان. وابسط لك بثلاثة امثلة. المثال الاول لو ان عليك يوم الجمعة جنابة فيجتمع في حقك غسلان غسل الجمعة وغسل الجنابة. فاذا جمعت الغسلين بنية بنيتهما في غسل
واحد ثبت لك الاجران وتحقق لك الثوابان. المثال الثاني لو ان في الحج اخر طواف الافاضة الى وقت الخروج من مكة. فيجتمع في حقه طوافان. طواف الافاضة الذي هو ركن وطواف
الوداع الذي هو واجب فلو انه جمعهما بنيتهما في طواف واحد اجزأ الفعل الواحد عن الطوافين جميعا يثاب على طوافه هذا ثواب الفرض الذي هو الافاضة وثواب الواجب الذي هو الوداع. لان العبادتين اذا اجتمعت
في وقت واحد وكانتا من جنس واحد فانهما يتداخلان. المثال الثالث وليكن في صيام القضاء صيام الاثنين او الخميس. فاذا نوى الانسان من الليل انه قضاء وانه في يوم الخميس يعني حتى يحصل فضيلة
صيام اليوم الخميس فانه يثبت له اجر الفريضة التي هي القضاء واجر النافلة التي هي صيام الاثنين او صيام الخميس لانهما اجتمعتا في وقت واحد ومن جنس واحد فيتداخل ثوابهما. واضرب لك مثالا رابعا من باب التأكيد عليك وهي ان الانسان
اذا توضأ في شرع له بعد وضوءه ان يصلي ركعتي الطهارة. فاذا دخل المسجد بعد وضوءه فيجتمع في حقه عبادتان عبادة ركعتين الطهارة وعبادة تحية المسجد. فاذا اكتفى عن العبادتين بركعتين بنيتهما فيتحقق له اجر العبادة
جميعا والله اعلم