السلام عليكم ورحمة الله. اهلا وسهلا بكم مرة اخرى على قناة مدرسة الشعر العربي الشعر يرفع قدر صاحبه قديما كانت القبيلة تحتفل اذا ظهر فيها شاعر نابغ وحديثا تسمي الدول الشوارع والميادين باسماء الادباء والشعراء الكبار. وتفخر بهم في المحافل المعتاد هو ان يتسبب الشعر في رفع قدر صاحبه فيصبح وجيها بعدما كان غير معروف لكن احيانا يحدث العكس لاسباب مختلفة فيحط الشعر من قدر صاحبه في هذا الباب عدد لنا ابن رشيق اخبار الشعراء الذين رفع الشعر قدرهم والرجال الذين ارتفع قدرهم بسبب ذكرهم في الشعر مثل المحلق الكلابي واخبار الذين انحط قدرهم بسبب الشعر سوف تكون حلقة ممتعة ومفيدة. لا تنسى ان تضع علامة الاعجاب لهذه الحلقة وان تشترك معنا على قناة مدرسة الشعر العربي واذا اعجبك محتوى القناة ورسالتها التي تهدف لاعادة نشر الادب العربي الاصيل. واردت ان تدعمنا لنستمر في انتاج هذا المحتوى المجاني ان تزور صفحة القناة على باتريون او ان تنتسب لها على يوتيوب. وهيا بنا نبدأ الحلقة قيل في الشعر انه يرفع من قدر الوضيع الجاهل مثلما يضع من قدر الشريف الكامل وانه اسنى مروءة الدنيء. اسنى اي رفع. وادنى مروءة السني. اي قلل مروءة الرجل الرفيع والشعر يرفع من قدر الخامل اذا مدح به. مثلما يضع من قدر الشريف اذا اتخذه مكسبا الذي يؤثر من سقوط النابغة الذبياني بامتداحه النعمان ابن المنذر. وقد كان اشبه بني ذبيان. وانما امتدح قاهر العرب وصاحب البؤس والنعيم يشير ابن رشيق الى ان كثرة اعتذارات نابغة ذبياني للملوك ومدحهم قد حط من مكانته. خاصة ان هذا الملك كان يقهر العرب ولا اخفيكم سرا انني لا استمتع بمعلقة نابغة وشعره لهذا السبب تحديدا. مع الاقرار بالجودة الفنية. لان موضوع المدح فقير على النفس وشعر النابغة لا يكاد يخرج عن الاعتذار للملوك ومدحهم وقد اشتهر عرابة الاوسي بشعر الشماخ ابن ضرار وقد بذل له في سنة شديدة وسق بعير تمرا. فقال رأيت عرابة الاوسي يسمو الى الخيرات منقطع القرين اذا ما راية رفعت لمجد تلقاها عرابة باليمين. حتى صار ذلك مثلا سائرا واثرا باقيا لا تبلى ولا تتغير بهجته. وقدح ذلك في مروءة الشماخ وحط من قدره. لسقوط همته عن درجة مثله من اهل البيوتات وذوي الاقدار يقصد ان عراب الاوسي اعطى الشماخ حملا من التمر في سات مجدبة مدحه عرابة مدحا اصبح مثلا يتكلم به الناس. وفي نفس الوقت حط هذا المدح من قدر قائله لانه انتشر بين الناس بانه يمدح بسبب هذا القدر الضئيل من التمر والمؤونة. فقلل هذا من مكانته بينهم المدح بهذه الطريقة يقلل من شأن قائله ويظهره تابعا اما من صنع من الشعر فصاحة ولسانا وافتخارا بحسبه ونسبه وتخليدا لمآثر قومه. ولم يصنعه رغبة ولا رهبة ولا مدحا ولا هجاء فهذا لا يقلل منه على الاطلاق. بل يرفع مقامه كما قال الشاعر وجدت طريق البأس اسهل مسلكا واحرى بنجح من طريق المطامع فلست بمطر ما حييت اخا ندى ولا انا في عرض البخيل بواقعي يقول انه يجد الطريق الصعب للمكسب اسهل على نفسه. ويستحق النجاح اكثر من الطمع وسؤال الناس لان سؤال الناس ثقيل عليه وانه لن يمدح صاحب اموال ما حيي. ولن يسب البخيل اي انه لن يمدح شخصا بسبب ما له ولن يهجر اخر بسبب بخله كما كان يفعل بقية الشعراء مثل هذا الشعر لا ينقص من كرامة الانسان. بل هو يزيد في ادبه وشهادة بفضله كما انه نباهة في ذكر الخامل ورفع لقدر الساقط وانما فضل امرؤ القيس وهو من هو لما صنع بطبعه وعلا بسجيته من غير طمع ولا جزع. كما حكي عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه انه قال لو ان الشعراء المتقدمين ضمنهم زمان واحد ونصبت لهم راية فجروا معا علمنا من خلق منهم واذا لم يكن فالذي لم يقل لرغبة ولا لرغبة. فقيل من هو؟ قال الكندي. يعني امرؤ القيس. فقيل ولم قال لانني رأيته احسنهم نادرا واسبقهم بادرة المعنى ان امرأ القيس تفوق على غيره من الشعراء لما كان في طبعه من انفة وعزة الملوك فلم يكن يسأل احدا ولا يمدح احدا لانه يرى نفسه اعلى قدرا من ان يمدح شخصا اخر. لانه امير ويرى ان ذلك يعيبه. ولم يقل كلمة وهو يطمع في خير عند احد ولم يكتم كلمة في نفسه بسبب الخوف ولهذا خرج شعره نقيا معبرا بصدق عما في قلبه كما انه كان مبتكرا في الشعر ومعانيه. يبادر بالمعاني الجديدة ويأتي بتشبيهات لم يأت بها احد وقال علي ابن الجهم في مدح الخليفة المتوكل وما الشعر مما استظل بظله؟ ولا زادني قدرا ولا حق من قدري. ثم قال ولكن احسان الخليفة جعفر دعاني الى ما قلت فيه من الشعر فذكر انه لا يستظل بظل الشعر. اي لا يتكسب به لما يعلمه انه سيحط من قدره اذا سار في طريق المدح وان الشعر لم يزده قدرا لانه كان نابها ومعروفا قبل ذلك فلم يجعل نفسه راغبا ولا مجتديا عند الخليفة. ثم جامله بطريقة لطيفة دون ان يتدلل وممن رفع الشعر قدره الحارث ابن حلزة صاحب المعلقة المعروف. فانه لم يكن من كبار القبيلة. وكان رجلا ابرصا والبرص هو مرض الجلد الذي يسبب بقعا بيضاء على الجلد. وكانت العرب تكره هذا ماض جدا ويعتقدون انه معدم وعندما وقف امام الملك ليتكلم امام خصمه عمرو ابن كلثوم وضع الملك بينه وبين الشاعر سبعة حجب لانه لا يريد الاقتراب منه فلما تكلم الحادث رفع الملك الحجب حجابا حجابا حتى لم يكن بينه وبين الشاعر شيء ثم ادناه واجلسه بجواره وقربه وحكم له فانقذ رجال قبيلته في قصة التحكيم بين بكر وتغلب وممن رفعه الشعر ايضا الاخطل واسمه غياث ابن غوث. عاش في زمن الدولة الاموية ولازم الخليفة عبدالملك ابن مروان وكان ثالث ثلاثة في عصره مع جرير والفرزدق كان الاخطل نصرانيا وقال اشعارا يستخف فيها بالمسلمين وبالصلاة والصيام. ويقال انه هجى الانصار في قصيدة. وفي احدى قائده وهو يرد على جرير تناول اعراض المسلمين واشرافهم بكلام لا ينجو معه حتى العلوي شريف النسب ولولا انه شاعر لقتل لاقل من هذا بكثير ومن الذين رفع الشعر قدرهم ابو نواس. وكان نديما للخليفة العباسي الامين طوال حكمه. ومسلم صريع الغواني الذي الصلاة في الرياستين. الفضل ابن سهل قل له البريد في جورجان والشعر البحتري وكان نديما للخليفة العباسي المتوكل وكان معه يوم قتل ومن السهل ان نفهم سبع علوم منزلة الشعراء في العصر القديم والادباء بشكل عام في اي مجتمع. لانهم عادة ما يكونون من اذكى الناس وابلغهم ما يسهل عليهم الترقي السريع وصولا لاعلى شرائح المجتمع وبالطبع نحن نعرف المكانة الكبيرة التي كانت لابي الطيب المتنبي في مجلس سيف الدولة الحمداني حتى انه اتخذه مستشارا وصديقا شخصيا له وكان يجلس بحضور الامير ويلقي القصائد جالسا بحضوره. بينما كان بقية الشعراء يلقون القصائد وهم واقفون ولما فارق سيف الدولة والتحق بكافور الاخشيدي وعده بمنصب في الدولة ثم خاف منه لما رأى منه من قوة الشخصية وحضور وكبر وانه قد ينتزع منه الملك ارتفع قدره بسبب الشعر ولم يكن له قدر قبل ذلك. رجل يدعى المحلق الكلابي. وكان رجلا فقيرا من العرب لا به احد وكان له ست بنات لم يتقدم لهن احد للزواج ولا يملك الا ناقة واحدة اتى الاعشى الى بلادهم زائرا وكانت امرأة المحلق وقيل بل هي امه امرأة ذكية. فاشارت عليه ان الاعشى رجل مفوه مشدود في الشعر. ما مدح احدا الا رفعه فاشارت ان يسبق الناس ويدعو الاعشى ليكون ضيفا. فيطعمه ويقيمه بذبح ناقته الوحيدة. وان يقترض المال ليقيم له او وليمة من سمن ولبن ويسقيه خمرا فسبق المحلق الناس واخذ بخطام ناقة الاعشى وقادها واكرم الاعشى ومعه اصحابه واطعمهم وسقاهم ثم سأل الاعشى المحلق عن حاله فعلم انه رجل من البؤساء. وانه اب لبنات لا يقدر على تجهيزهن وقال له الاعشى كفيت امرهن ثم انشد قصيدته المشهورة التي يقول فيها ارقت وما هذا السهاد المؤرق وما بي من سقم وما بي معشق انشد منها ابياتا والمحلق لا يدري ما يريد الاعشاب قوله حتى وصل الابيات التي مدحه فيها وهي ابيات في غاية الروعة منها لعمرو لقد لاحت عيون كثيرة الى ضوء ناد في فاع تحرق تشب الى مقرورين يصطليانها. وبات على النار الندى والمحلق ثم بشره الاعشى في الابيات ان قصته سوف تنتشر في بلاد العرب وسوف تأتيه الهدايا من كل مكان كان الاعشى يثق ثقة شديدة في قوة شعره. ويشير الى محبيه ان يرسلوا بالهدايا الى المحلق وقال ابى مسمع صار الذي قد صنعتموه فانجد اقوام بذاك واعرقوه. اي سيصل الخبر الى نجد والى العراق ثم قال وان عتاق العيس سوف يزوركم ثناء على اعجازهن معلق واستمر في مدحه بطريقة رائعة فلم يتم القصيدة حتى التف الناس حول المحلق يهنئونه. واقبل الاشراف من القبائل يخطبون بناته فتزوجت كل واحدة منهن رجلا اعلى واشرف من ابيها الف مرة بسبب جريان اسمه على لسان الاعشاب هذه القصيدة من اروع ما قال الاعشى وانوي ان اصورها كاملة على القناة في وقت لاحق ما حدث مع المحلق هو ما يحدث في عصرنا من الدعاية عن طريق المشاهير. فيكفي ان يذكر واحد من المشاهير واصحاب الصفحات المليونية كشخص ويتكلم عنه امام الجماهير الكثيرة حتى يعرفه الجميع ويتبدل الحال في لحظة وقد اورد ابن رشيق قصصا اخرى لرجال ارتفعت مكانتهم بسبب الشعر يمكنكم الرجوع اليها في الكتاب وكما قلت في اول الحلقة فارتفاع امر الناس بسبب الادب والشعر امر معهود ومعروف قديما وحديثا عند كل الامم وذكر ابن رشيق ايضا قصصا عن من وضعهم الشعر. وحط من مكانتهم لاسباب مختلفة. لكنني اثرت ان اذكرهم في حلقة مستقلة كي لا تطول هذه الحلقة شكرا لكم على متابعة هذه الحلقة. وامل ان تكون قد ساهمت في اثراء معلوماتكم التاريخية عن شعر العرب وحياتهم لا تنسى ان تضع علامة الاعجاب وان تشترك على قناة مدرسة الشعر العربي واذا اعجبك محتوى القناة واردت ان تدعمنا لنستمر في انتاج المحتوى المجاني يمكنك زيارة صفحتنا على بات ليون او الانتساب للقناة عليه شكرا لكم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته