كيف يستغل العبد ويستثمر هذا الشهر الفضيل بالعودة الى الله سبحانه وتعالى ان كان مقصرا. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هيأ لعباده اسباب المغفرة ويسر لهم مواسم يتخلون فيها عما قد يكفنون خاضوا فيه او باشروا ويرجعون الى ربهم جل وعلا راغبين خائفين يدعون ربهم رهبا رغبا ورهبا هذا موسم جليل النبي صلى الله عليه وسلم كان يبشر اصحابه باقباله ونحن والحمد لله انما نعيش ايامه جربنا اوله وجربنا مدى ما قد يقوم به الواحد او قام به من خير ان كان ذلك كذلك فليحمد الله الذي هيأ له حب الخير ويسر له اسبابه ان ايام رمظان ايام عظيمة له مزية على الشهور اذا جاء شهر رمضان لم يخلص الشياطين الى ما كانوا يخلصون اليه في غير رمضان تصفد مررتهم وتهيأ الجنة ليشمر لها الراغبون في تحصيلها باب التوبة دائما مفتوح ولكنه في شهر رمظان يكون اقرب الى النفوس والناس يكونون فيه ارغب الى الخير والله جل وعلا يبسط يده في الليل ليتوب مسيء الليل النهار ويبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل وهذا الشهر المبارك الذي فرض الله صيامه على هذه الامة وسن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم للامة التهجد فيه وقد قال عليه افضل الصلاة والتسليم من صام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وخان من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه والنبي عليه افضل الصلاة والتسليم اذا دخل شهر رمظان توجه للعبادة اكثر الا انه كان في العشرين الاول يصلي وينام وفي العشر الاواخر يترك النوم في الليل وانما يكون سهره مناجاة لربه جل وعلا من منا لم تكن له ذنوب لكن من منا يفكر في عددها وكثرتها. انها كثيرة الم يقل الله جل وعلا في الحديث الصحيح القدسي الذي رواه مسلم وغيره يا عبادي انكم تخطئون في الليل والنهار وانا اغفر الذنوب فاستغفروني اغفر لكم ما احلى وما اجمل ان يقول الصائم عند تناول افطاره اللهم اغفر لي استغفرك ربي واتوب اليك استغفر الله واتوب اليه ويكثر من ذلك ويحرص ان عرف الذنوب التي ارتكبها ان ينص عليها في توبته وان لم يعرف فان هناك ذنوبا يرتكبها العبد ولا درى انه ارتكبها. لماذا؟ لان القلب لم يكن من الصحاوة صحتي بحيث يميز كل امر ويستذكر كل خطأ وانما تمر الامور في حال غفلة ويقع الانسان في محذور وسرعان ما ينسى انه وقع فيه فليحرسم الاعتذار الى الله جل وعلا وليكثر من الندم على الذنوب. والندم على انه لم يقم بحق العبادة كما ينبغي ليتذكر قصة الاحسان في العبادة التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله جبريل ما الاحسان قال ان تعبد الله كأنك تراه. فان لم تكن تراه فانه يراك. ليتصور الانسان وهو صائم وهو خال في موقع او وهو ينازع احدا في كلام او كان يرهب سمعه ليا اصوات في قناة فضائية ليتذكر ان الله مطلع على احواله وعالم بما يجول في خاطره فليستغفر الله وليتوب. ومن لطف الله وعظم جوده وجزيل عطاءه ان التوبة من الذنب الذي يكون بين العبد وبين الله تمحو ذلك الذنب نهائيا وتجبه من اصله تكن تطلعاتك ايها المسلم ورغباتك ان تحط عن ظهرك الاوزار وتتخلى عنها بالتوبة والاستغفار الى الله جل وعلا في المجالس التي تجلسها في عملك او في انسك مع اصدقائك او مع اهل بيتك وولدك اذا اردت ان تفارق او يفارق احد فليستغفر الله النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عن الاستغفار بعد المجالس بانه ان كان ذلك المجلس مجلس تخليط يعني امور حسرة وغير حسنة كان الاستغفار كفارة ذلك المجلس وان كان ذلك المجلس مجلس خير وطاعة وتقرب لله كان الاستغفار كالطابع كالخاتم يختم عليه فلا يضيع منه شيء فكن حريصا على هذا وذا كن حريصا ايها الصائم من رجل او امرأة ان تكثر من الاستغفار وفي الكلام قد يأتي على لسان الفرد من رجل او امرأة اشياء كثيرة فاذا بادر ذلك بالاستغفار خففت عنه اعباء ذلك المجلس او حفظت ذلك المجلس لئلا يعتدي عليه عمل يفسده لتحرص ايها المسلم في اوقاتك انصحك ايها الرجل والفتى البالغ ان يكون همك الا تفوتك فريضة مع الجماعة فان الصلاة الجماعة تفظل صلاة الفذ سبع وعشرين درجة ونحن محتاجون الى تحصيل هذه الدرجات بالكمال واسبابها متيسرة لمن وفقه الله فكن حريصا على ذلك ايها المسلم اياك اياك ان ترتب امورك بان تنام في اخر الليل او بعد الفجر ثم قد يطول نومك الى ما بعد الظهر فان الضحويات مجال فسيح للخيرات فيها ركعتا الضحى وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم وغيره صلاة الاوابين حين ترمظ الفصال الفصال يعني حين تشتد حرارة الارظ كما اخبر صلى الله عليه وسلم ان كل انسان مسلم اذا اصبح اصبحوا قد وجب عليه ان يبذل ستين وثلاث مئة صدقة وذلك كل يوم فلما سمع الصحابة ذلك قالوا ليس كلنا يجد ما يتصدق به قال يعطي الله فان بكل تكبيرة صدقة وبكل تهلية صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تسبيحة صدقة والامر بالمعروف صدقة والنهي عن المنكر صدقة وارشادك من ظل عن الطريق الى الطريق صدقة والمساعدة من عجز عن حمل متاعه ان يحمله صدقة الى اخر ما ذكر وكفك اذاك عن الناس صدقة. ثم قال ويجزئ من ذلك ركعتا الظحى اذا صليت ركعتين في الضحى تبتغي ثواب الله كأنما تصدقت بستين وثلاث مئة صدقة يا له من خير ويقول ابو هريرة رضي الله عنه اوصاني خليلي بثلاث لا ادعهن ما حييت او ما بقيت. اوصاني ان اوتر قبل ان انام وفي ذلك الحازم للشخص الذي لا يستيقظ اخر الليل واوصاني ان اصوم ثلاثة ايام من كل شهر واوصاني بركعتي الضحى فاذا لم تقدر على الثلاث فاحفظ اخف هذه الثلاث ركعتين كتصليهما الضحى تقضي ذلك الدين العظيم في كل يوم ثلاث مئة وستين صدقة لعلك تفوز بان تكون من الاوابين. فاعمل بوصية رسول الله لابي هريرة الى غير ذلك من الخيرات اكثر من تلاوة القرآن لو لم يتيسر لك باستمرار وطن نفسك على انه لا ينتهي المؤذن من الاذان الا وقد دخلت المسجد. فصلي ما بدا لك والافضل ان تصلي اربع قبل صلاة الظهر ثم اقرأ فاذا اقيمت الصلاة فاحرص ان تكون حاضر الذهن احسنا التوجه انك تناجي الله اي شرف يدنو من هذا الشرف يقف هذا المخلوق يخاطب ربه اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم عبارات عظيمة ومناجاة جليلة والموفق من وفقه الله ونسأل الله التوفيق. اللهم امين بارك الله فيكم سماحة الشيخ صالح