الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليك. كيف يعرف الشخص ان نيته صادقة؟ وكيف استطيع ان نعرف ان نيتي طيبة؟ وكيف لي ان افهم او اعرف وما هي الاسباب والافعال والاقوال التي تقود لتلك النية الصادقة مع الله اولا ومن ثم مع النفس الحمد لله رب العالمين وبعد. المتقرر عند العلماء ان ما وافق الحق فهو حق فلا تكون نية الانسان صادقة خالصة صالحة الا اذا وافقت مقتضى الحق. ونعني بمقتضى الحق اي مقتضى الشرع فاذا كانت نيتك الباطنية متفقة مع ما قرره الشرع فانها لله عز وجل. واما اذا كانت نيتك الباطنية قد دخلها ما دخلها وكانت تسير على خلاف مراد الله عز وجل فلا جرم انها تعتبر نية فاسدة اثمة باطلة فالمقياس والمعيار في معرفة الحق من الباطل انما هو في موافقة مراد الله وشريعته من غير من مخالفته. فما وافق مراد الله عز وجل من اعمال الباطن والظاهر فهو الحق. المقبول عند الله عز وجل. وما خالف مراد الله عز وجل من اعمال الباطن والظاهر فهو فهو المردود فاذا كانت نيتك التي تحملك على العمل انما هي نية التعبد لله عز وجل ومرضاة الله وابتغاء وجهه والدار الاخرة وامتثال امره عز وجل. فلا جرم انها نية حق وباعث خير وصدق باذن الله عز وجل. اذا اذا كان الله يعلم منك ذلك. واما اذا كان الدافع لك على الاعمال والتعبدات ومعاملة الناس. انما هي التسبيح والرياء وحب المدح والثناء ونيل شيء شيء من شهوات الدنيا او حطامها فاعلم انك على خطر عظيم. لانك على غير الصراط مستقيم بهذه النية والله عز وجل مطلع على ما يضمره قلبك وما يقوم في قلبك من البواعث والمقاصد والنوايا فان الله لا يخفى عليه ذوات الصدور فهو عليم بها ولا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء. فاذا كان الذي يحملك على الاعمال باطنا وظاهرا ارادة وجه الله والدار الاخرة وطلب مرضاته فانت فانت الموفق المهدي الى سواء السبيل واذا كان لا يحملك على معاملة الخالق عز وجل ومعاملة الخلق الا محبة المدح والثناء ونيل العاجلة وشهواتها فانت على غير السبيل والذي يعينك على تصحيح سير النية الى الله عز وجل عدة امور. الامر الاول كثرة الدعاء فان قلوب عبادة بين اصبعين من اصابع الرحمن يقل يصرفها كيف يشاء. فاكثر من دعاء الله عز وجل ان يجعل نيتك خالصة لوجهه. فان الدعاء الاخلاص هو دأب عباد الله الصالحين. اكثر من دعاء الله عز وجل ان يصرف قلبك على طاعته وان يهديك للاخلاص. وان يوفقك ثباتي على الصراط على صراطه المستقيم في الدارين. والامر الثاني ان تعلم وفقك الله الخطر في انصراف النية الى جهات اخرى من رياء او تشميع فان الادلة قد ذكرت عقوبة عظيمة لمن انصرفت نيته عن الله عز وجل. كما قال الله تبارك وتعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون. فاستشعار عظيم العقوبة في انصراف النية عن الله عز وجل من اعظم زواجر النفوس ومن اعظم دواعيها لتصحيح سير نيتها لله تبارك وتعالى. ومن ذلك ان تعلم انك مهما تصنعت للناس ورأيتهم واحببت مدحهم فانهم عبيد مربوبون متصرف فيهم. فقراء مساكين لا يملكون لك لا نفعا ولا ضرا ولا حياة ولا موتا ولا نشورا ولا ثوابا ولا عقابا ولا جنة ولا نارا ولا تقديما ولا تأخيرا. فلماذا تتصنع لهم باعمالك وهم لا يملكون لك شيئا من ذلك ابدا. ولا ينفعك مدح من في الارض اذا كان من في السماء غاضبا ساخطا عليك. فاذا ذلك توجهت نيتك لله عز وجل الذي بيده النفع والضر والثواب والعقاب والقبول والرد والجنة والنار. فمع كثرة الدعاء ومعرفة عقوبة المرائي وقطع علائق القلب من الخلائق تستقيم نيتك ويستقيم سيرها الله عز وجل والله اعلم