وسلم. تصديقا قطعيا خاليا من الريب او الشك. او الزلل. وعلينا كذلك ان يكون ايماننا صادقا في جميع المواقف والنوازل التي تنزل علينا او على امتنا ولا يكون صدق ايماننا في بعض المواقف دون بعض فينزل الانسان عن درجة الصديقين بحسب تخلف صدق ايمانه في بعض المواقف. فربما تنزل عليك نازلة فتتعامل معها صدق فتكون من الصديقين باعتبار هذه النازلة بينما تنزل بك نازلة اخرى فيضعف ايمانك في صدق التعامل معها الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول كيف يكون الشخص من الصديقين خاصة في مثل هذا الزمان الذي كثر فيه فتن الشهوات والشبهات وقلة المعين على الخير وقلة اصدقاء الخير وشدة الغربة. ارجو توضيح ذلك حفظكم الله. ولو كان هناك كتب تذكرنا قصص بقصص صبر الصالحين والعلماء على فتن الشبهات والشهوات واثاراتهم للعبادة والعلم. نرجو ان ترشدنا اليها بارك الله فيكم الحمد لله رب العالمين وبعد. نسأل الله ان يعيننا على بلوغ هذه المرتبة العظيمة. لقد مدح الله عز وجل هذه اهل المرتبة في كتابه في جمل كثيرة من الايات. فقال الله عز وجل ومن يطع الله ورسوله فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين هنا والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. وقال الله عز وجل واذكر في الكتاب ابراهيم. انه كان صديقا نبيا وقال سبحانه واذكر في الكتاب ادريس انه كان صديقا نبيا. وقال الله عز وجل في في ايات كثيرة في ايات كثيرة في بيان هؤلاء الصديقين انهم الذين امنوا واتبعوا شريعة الله عز وجل اتباع صدق اتباعا عن تصديق جازم اتباعا عن تصديق جازم. فالصديق باختصار هو الذي يثبت صدق ايمانه في جميع المواقف الصعبة فمتى ما حل عليك شيء من ازمات هذا الدهر ومن طوارق هذا الزمان فتعاملت معه تعامل المؤمن الصادق بوعد الله عز وجل. والصابر المحتسب المصدق بموعود الله تبارك وتعالى فانت من الصديقين. فانت من الصديقين. فاذا حصل موقف صعب وابتلاء للمسلم فان الناس كما هو معلوم يتفاوتون في التعامل معه. فبعضهم قد يشكك في حكمة الله عز وجل في هذا الموقف. فهذا التشكيك يخرج العبد عن دائرة الصديقين وبعضهم قد يسيء الظن به سبحانه وتعالى. فاساءة الظن في مثل هذه المواقف تخرج العبد عن دائرة الصديقين وبعضهم قد يستغرب كيف يقدر الله عز وجل هذا الامر. وبعضهم يعترض على امر الله وقضائه وقدره. فهذا الاغراب والاعتراض يخرج العبد عن دائرة الصديقين. فكلما كان ايمانك وتعاملك مع هذه المواقف مبنيا على جمال الثقة بالله عز وجل وكمال التصديق بموعود الله. وكمال الايمان بحكمة الله عز وجل وانه لا يريد بعباده الا الخير وكان قلبك واثقا بالله تبارك وتعالى وبقضائه وقدره. فلا جرم ان هذا يوصلك لمرتبة الصديقين فهذه المرتبة انما يظهر اثرها عند وجود عند نزول المواقف الصعبة بالانسان. فاذا حل على الانسان شيء من شبهات او حل على الامة شيء من الازمات فانك تنظر الى تعامل الناس واختلاف تعاملهم فيها. فان من الناس من يتعامل معها بكمال الايمان بالله عز وجل وبكمال الثقة بالله وكمال التوكل على الله. فهذا من الصديقين. ومن الناس من يتعامل معها بالتشكيل في حكمة الله والاستغراق وبالاعترظ على امر الله عز وجل والتشكيك في العلماء والتشكيك في في نصوص الكتاب والسنة وبضرب الادلة الشرعية ببعض فهذا يخرجه ذلك عن عن مرتبة الصديقين. والخلاصة اننا اذا اردنا ان اخونا من اهل هذه المرتبة فعلينا ان نصدق في ايماننا ان نصدق جميع ما اخبرنا الله عز وجل به ورسوله صلى الله عليه فتتخلف عن درجة الصديقية بحسب هذا التخلف. فاذا درجة الصديقية كالايمان تزيد وتنقص. وكلما كمل ايمان العبد كلما ارتفع في مدارج الصديقية وكلما ضعف ايمانه كلما ضعف من ميزان صديقيته بحسب هذا الضعف ومقداره وانا اذكر لك موقفا واحدا من مواقف الصديق ابي بكر رضي الله تعالى عنه. وهي انه بعد حادثة الاسراء والمعراج قد جاء نفر من المشركين يقولون يا ابا بكر ان صاحبك اي النبي صلى الله عليه وسلم يزعم بانه ذهب الى بيت المقدس ورجع في ليلة واحدة فقال النبي صلى الله عليه فقال ابو بكر رضي الله عنه او قال ذلك؟ فقالوا نعم. فقال ابو بكر فاني اشهد الله عز وجل انه صادق. وفي بعض الروايات ان كان قد قاله فقد فقد صدق. فلو تأملت هذا الموقف لوجدته من المواقف الصعبة العظيمة لان في ذلك الزمان لم تكن عندهم مواصلات كمثل ايامنا لكن ابا بكر رضي الله عنه قابل هذا الموقف الصعب بصدق ايمان. بصدق ايمان عظيم. فسمي بعدها بالصديق. فسمي بعدها بالصديق. فابو بكر مباشرة قبل هذا الخبر بعد التأكد والتوثق من ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يستغرب بعد المسافة. وعدم وجود مواصلات حسية معلومة وانما صدق مباشرة وايد هذا التصديق بقوله اصدقه في الخبر الذي يأتيه من السماء في في لحظات ولا اصدقه انه اسري به الى بيت المقدس يعني بقعة من بقاع الارض. في ليلة ويرجع في ليلة وانا اصدقه في الخبر الذي يأتيه من السماء مع بعد المسافات فيما بين السماء والارض. فسمي الصديق صديقا بعد هذا الموقف. فاذا كثرة تصديق الشارع وعظم الايمان باخباره وعظم الثقة به وعظم التوكل عليه. يجعل الانسان في مرتبة في مرتبة الصديقين. والله اعلم