ان طالب العلم يجب عليه ان يدرك قبل العوام ان شهر الصوم شهر عبادة احدى عشر شهرا ها احدى عشر شهرا وانت تنشغل بالمباحات. وانت ربما تتساهل في بعض المحظورات كل انسان ادرى بنفسه من غيره. ربما تقصر في الطاعات. هذا الشهر هو شهر العبادة شهر الطاعة فاجعل العبادة ديدنك بحيث لا تمر عليك لحظة ولا ساعة الا انت في عبادة حتى نومك تجعله عبادة. من الغريب جدا اني حينما تأملت حياة النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم في رمظان والله ما عرفت متى كان ينام كل الاحاديث الواردة عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان لا يرشدك متى كان ينام هنا سؤال متى كان يأكل؟ فجاء الجواب انه كان يواصل ولا يأكل فان كان يواصل ولا يأكل ويترك المباح فهذا يجعلنا كما نظن انه كان يواصل ولا ينام. الصحابة رظوان الله عليهم قالوا له يا رسول الله انك تواصل فنريد ان نواصل فقال لهم انكم لستم كيأتي اني ابيت عند ربي يطعمني ويسقين ومعلوم ان المقصود من يطعمني ويسقين ليس الطعام الحقيقي اذ لو كان الامر كذلك لما صح ان يكون واصل وانما المقصود ان الله جل وعلا يجعل له من القوة بمقام من يطعم رزقا يكون عنده من القوة مقام من يطعم ويسقى صلوات ربي وسلامه عليه. اذا كان لا ينشغل بالطعام والشراب فصحابته ارادوا الاقتداء به. فلما اخبرهم بهذا الخبر سكتوا لكنهم لحبهم في العبادة لحبهم للطاعة لحبهم للامتثال والاقتداء برسول الله صلى الله عليه الانشغال بالعبادة وعدم الالتفات الى المآكل والمشارب الحوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بان يأذن لهم بالوصاف. فما كان منه عليه الصلاة والسلام الا انه واصل به وكونه واصل بهم دل على جوازه وان لم نقل على سنيته وفرق بين وبين السنية. اذ لو كان الوصال غير جائز لما واصل به. فواصل بهم الليلة والليلتين ثم اصبح العيد. فقال عليه الصلاة والسلام اما لو كان لرمضان لوصلت بكم. قال الراوي كالمنكل لهم. كانه يعاتبهم ثم قال لهم عليه الصلاة والسلام من كان منكم واصلا فليواصل الى السحر. ارشده الى امر فيه منفعة لهم. ولهذا كان كثير من السلف لا اقول قليل. كثير من السلف لم يكن لهم في رمظان الا وجبة واحدة هي فطورهم وهي سحورهم. ما هو مثل حالنا اليوم. انشغالا بالمطاعم والمطعومات والمشروبات وانواع وكأن الشهر شهر المآكل وليس شهر المآثر والفظائل. هذا والله العجب. ان كان اهل التجارات يحتالون على الناس لبيع سلعهم واغراضهم فان طالب العلم عليه ان يحتال على نفسه ربي نفسه لطاعته للطاعة والتعبد لله تبارك وتعالى