الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم القاعدة الاولى لا مجال للعقل في الغيبيات. لا مجال للعقل في الغيبيات وذلك لان الله عز وجل لما خلق العقل جعل له حدودا وطاقات لا يزال تفكيره سليما ما دام داخل حدوده وطاقاته لكن متى ما اخرجه العبد عن دائرة استقباله فانه سوف يكون حائرا تائها في في بحر انخضم لا يهتدي سبيلا. فان العقل ضعيف. وباب الغيب واسع. كما ان الجوال له منطقة استقبال. فمتى ما اخرجت الجوال عن منطقة استقباله صار حديدة لا يستقبل ولا يرسل فكذلك العقل جعل الله عز وجل له منطقة استقبال وهي الامور المشاهدة العالم الحسي ولكن متى ما اخرجته عن هذا العالم الى عالم اخر فانه سوف يأتيك بالحيرة والشبه والشكوك والخيالات والاوهام وفساد الاعتقاد ولذلك يجب علينا ان نتفق على هذا الاصل العظيم المتفق عليه بين المسلمين وهو ان مسائل الغيب يجب حجب العقل عن التوغل فيها فلا حق لك ان تقحم عقلك في استكشاف شيء مما اخفاه الله عز وجل عنك. الا في حدود ما اخبرك به الدليل فقط. فليكن عقلك تابع ان النقل في ابواب الغيب اياك ان يسبق عقلك النقل ثم تظل وتتوه. ولذلك اعظم من خالف في هذا الباب بل في جميع ابواب الشريعة انما لانهم قدموا عقولهم العاجزة العاجزة الضعيفة على آآ النقل. فباب الغيب اياك ان تتعرض له بعقلك اياك ان تتعرض له بعقلك ولذلك كم من العوالم الغيبية والمسائل الغيبية التي انكرها كثير من الطوائف والفرق بسبب ان عقولهم لم تستطع استكشافها فهؤلاء الفلاسفة المسمون بالفلاسفة المشائين هؤلاء ينكرون عالم الملائكة لم؟ لان عقولهم لم تهتدي لهذا وسبب انكارهم انهم اقحموا عقولهم في باب الغيب وكثير من الطوائف ايضا تنكر الجن وعالم الجن والشياطين لانه لا تستطيع عقولهم ان تدرك حقيقة هذا العالم. فالفلاسفة يقولون انه لا حقيقة لعالم الملائكة وانما هم عبارة عن قوى الخير في الانسان ولا حقيقة لعالم الشياطين والجن وانما هم عبارة عن قوى الشر في الانسان لما انكروا لانهم اقحموا عقولهم في باب الغيب. وعذاب القبر انكره كثير من الطوائف. لم؟ لاننا نفتح قبر الكافر فلا نرى عذابا قبر المؤمن فلا نرى ليش تفتح القبور انت؟ ولا يكفيك خبر الله عز وجل؟ فلا تقحم عقلك في باب الغيبيات. الاسماء والصفات انكرها كثير منها. بسبب انهم توغلوا بعقولهم الضعيفة العاجزة في باب الغيب. فمثلا الاستواء على العرش انكرها كثير من الطوائف بل كل الطوائف البدعية انكرتها ولم تثبتها الا طائفة واحدة وهم اهل السنة والجماعة. سبب الانكار انهم اقحموا عقولهم في توغل في كيفية الاستواء على العرش. فقالوا اذا استوى الله على العرش فيلزم منه ان يكون محتاجا الى العرش ويلزم منه اننا لو ابعدنا العرش عن الرب لخر كما ذكروه في كتبه. فاذا يلزم من ذلك كله ان الاستواء لا حقيقة له وانما المقصود به الاستيلاء ما الذي جعلهم يحرفون وينكرون الصفة ويجحدونها انهم طلبوا كيفيتها بعقولهم وكيفيتها امر غيبي اذا لا بد ان نتفق على هذا الاصل لا مجال للعقل في الغيبيات لا تشغلنا بعقلك في الغيبيات. لا تسأل كيف صفات الله كيف وجه الله؟ كيف عين الله؟ كيف استواء الله؟ كيف علو الله؟ كيف عذاب القبر؟ كيف الجنة؟ كيف نعيم كيف نعيمها؟ كيف النار؟ كيف جحيمها؟ لا تشغلنا بعقلك. ما المسؤول عنها باعلم من السائل؟ لا ندري. انما هي غيبيات اخفى الله عز وجل اصولها واخبرنا باسمائها فنثبت ما اثبته الله عز وجل من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل ونحجب عقولنا عن التوغل في الغيبيات. واقسم بالله ثم اقسم بالله ان من عمل بهذه القاعدة فسيأمن فسيأمن على عقيدته في صدره سوف تكون له حزام امان من الزيغ والضلال. ولذلك اغلب اهل البدع انما ضلوا في باب الاسماء والصفات لهذه العلة وهي انهم ارادوا بعقولهم العاجزة الضعيفة ان يستنبطوا ما خفي وغاب عنهم