النعيم الحقيقي لابد ان له صلة في الاخرة فهي موصلة وطريقة لنيل رضوان الله تبارك وتعالى وهذا النعيم الحقيقي يجد منه الانسان لذة في نفسه لذة في كل بدنه لذة تتعدى المحلات الظاهرة من ذوق اللسان وطرب السمع ومتعة العين ونبضات القلب لذة تصل الى اعماق القلوب وتتعداها الى جذور الارواح شتان شتان بين من يأكل ويشرب ليتعبد بين من يأكل ويشرب ليعيش شتان شتان بين من ينام لكي يستيقظ لصلاة الفجر فيجد لذة ونعيما في نومه لذة ونعيما في يقظته وبين من ينام لكي يرتاح فهذا استخدم نعمة الله في نعيم حقيقي وهذا استخدم نعمة الله في نعيم زائل زائف يزول بوقته شتان بين من يستخدم نعم الله في اعانة الفقراء وكشف كرب المكروبين واغاثة الملهوفين وبين من يستخدم ماله وجاهه لاغراض دنية ومقاصد شخصية لا يجد بعد زوال هذه النعم الا الحسرات ولا يجد الا الزفرات بينما من استخدم النعيم الحقيقي وجعل النعم كلها في مرضاة الله عز وجل رآها من الله رآها من الله فهو المعطي للنعم ثم استخدمها في مرضاة الله هذا هو النعيم الحقيقي وهو من معاني الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم فانت تحمده عز وجل لانه ما بك من نعمة فمن الله وما بكم من نعمة فمن الله ثم تدرك رحمة الله عليك اذ وفقك فقلت اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم فالايمان الصادق والتقوى سبب عظيم لدرك النعيم المقيم النعيم الحقيقي ايها الاخوة في كل طاعة وفي كل بر وفي كل خير ويظهر اثره على الانسان لذة وقرة عين وراحة بال وطمأنينة نفس في الخلوات وفي الطاعات المتعدية نفعها يقول الله عز وجل ولو ان اهل الكتاب امنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولا ادخلناهم جنات النعيم فتأملوا رعاكم الله كيف ربط ربط الله عز وجل بين الايمان والتقوى ومثوبة جنة النعيم ومثوبة جنة النعيم لان اهل الايمان والتقوى والصلاح هم الذين استخدموا نعم الله استخدموا نعم الله في مرظاة الله فاوصلتهم ذلك الى جنات النعيم عقولهم اصبحوا لا يفكرون بها الا ما يرضي الله عز وجل قلوبهم اصبحت تابعة لشرع الله حبا وبغضا ورضا وسخطا وعطاء ومنعا افعالهم اصبحت مقيدة وهو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم الايمان قيد يقيد المؤمن افعال المؤمنين بالشرع فيصبح كلامهم حديثهم سكوتهم صمتهم غظبهم رظاهم لله تبارك وتعالى هذا هو النعيم الحقيقي هذا هو النعيم الحقيقي ليس ان يعيش الانسان مترفا ليس ان يعيش الانسان في ابهة وفي قصور فارغة فكم من ذا قصر وكم من ذا مال وكم من ذا جاه ليس له من قرة العين شيء فلا نفسه مطمئنة ولا قلبه مرتاح ولا حالته طيبة فضلا عن مآلاته السيئة فالايمان مع العمل الصالح سبب للهداية والوصول الى الغاية. دخول جنات النعيم والنظر الى رب العالمين ولذلك النعيم الحقيقي ان تدرك ان الدنيا برمتها زائفة صور زائلة عما قريب ليست بدار قرار انما هي دار ممر وامامك المستقر فانت انظر يا رعاك الله كيف تستخدم هذا هذا الطريق هذه الدنيا للوصول الى مرضاة الله عز وجل ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم تجري من تحتهم الانهار في جنات النعيم فاحدهم ما دام على الايمان والتقوى والصلاح لا يفكر الا برصيد الاخرة كيف يزيد لا يفكر الا بما قدم لاخرته. ماذا قدم احدهم لا ينظر الى رصيد البنك ولا ينظر الى ما عمل في دنياه هل لبس كلباس المترفين هل اكل اكل الاكل المترفين؟ هل ركب مراكب المترفين؟ لا والله رأى الحسن البصري رحمه الله اميرا من الامرا وهو راكب على مراكب قد اعدت له ومعه الناس فقال رحمه الله هيهات هيهات زينة الحياة الدنيا اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد كمثل غيث مثل المطر يجي ما يدوم كمثل غيث اعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الاخرة امران لا ثالث لهما عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان. وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور لهذا النعيم الحقيقي هو ان تستخدم لحظات عمرك. دقائق حياتك ساعات ايامك ايام في عمرك ليالي فرصك في طاعة الله عز وجل فتبقى منطرحا بين يديه قائما بين يديه جل وعلا. تاليا كتابه ذاكرا اياته. متمثلا باوامره مقتديا نبيه صلى الله عليه وسلم. والله ان النبي صلى الله عليه وسلم هو اكرم الخلق على الله ومع هذا لم يكن له من الدنيا شيء لم يكن له من الدنيا شيء عاش احسن النعيم في الدنيا استخدم كل نعمة في طاعة الله عز وجل وكل طاء وكل طاعة قد امتثلها عليه الصلاة والسلام. فجعله الله لنا قدوة لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة فالنعيم الحقيقي ان ننظر كيف استخدم النبي صلى الله عليه وسلم هذه النعم حتى وصل الى انه وكان عليه الصلاة والسلام يبيت يبيت طاويا جائعا الليلة والليلتين والثلاث وهو من اسعد الناس لان لان عينه قد قرت بطاعة الله عز وجل هذا هو النعيم الحقيقي ان الانسان يتلذذ بوقوفه بين يدي الله عز وجل النعيم الحقيقي ان تتلذذ بك قراءة كتاب الله عز وجل النعيم الحقيقي ان تجد نفسك عبدا طائعا منيبا اواها لله تبارك وتعالى لذلك يقول جل وعلا الملك يومئذ يعني يوم القيامة لله يحكم بينهم. فالذين امنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم في جنات النعيم ولهذا نقول من عرف النعيم الحقيقي وعمل وفق ذلك فانه يصل الى نعيم ما بعده نعيم وهذا انما يكون بالعمل لا يكون بالكسل ولا بالخمول ولا بارادات سيئة ولا باعمال انما يعملها الانسان اذا اتفقت لا وانما يصير الانسان نفسه على امر الله قصرا. وجبرا يلزم نفسه طاعة الله تبارك وتعالى يوما او يومين او شهرا او شهرين حتى تصبح مطيعة لله عز وجل. عود نفسك على ان تكون من الذين يستخدمون نعم الله في نعيم تجد نفسك بعد تدريب ايام وليالي وشهور لامر الله عز وجل. يقول جل وعلا مخبرا ان النعيم انما ادركه على وجه الحقيقة المخلصين. فقال جل وعلا وما تجزون اي يوم القيامة الا ما كنتم تعملون الا عباد الله المخلصين. ماذا لهم؟ اولئك لهم رزق معلوم وهي الجنة ثم فسر ما هو الرزق المعلوم ببعض صوره؟ فقال جل وعلا فواكه فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم على سرر متقابلين يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين ما فيها غول ولا هم عنها ينزفون وعندهم قاصرات الطرف عين كانهن بيض مكنون هذا النعيم الحقيقي هذا النعيم الحقيقي جعلني الله واياكم من اهله من اهل هذا النعيم ولهذا كان من خاصة دعاء نبي الله ابراهيم واجعلني من ورثة جنة النعيم واجعلني من ورثة جنة النعيم وهذه الجنة لا تورث الا بالمسابقات الى الخيرات لا تورث الا باستخدام النعم المتوفرة في الطاعات حتى تصل الى الجنات. يقول جل وعلا والسابقون السابقون اولئك المقربون في جنات النعيم ثلة اي جماعة من الاولين من اول كل امة وقليل من الاخرين اي قليل من اخر كل امة ثم بين ما لهم من النعيم في دار النعيم في جنة النعيم فقال جل وعلا على سرر متكئين عليها متقابلين يطوف عليهم ولدان مخلدون باكواب واباريق وكأس من معين. لا يصدعون منها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون وحور عين كامثال اللؤلؤ كنون جزاء بما كانوا يعملون لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما الا قيل الا قيل سلاما سلاما لان حياتهم في الدنيا كان باستخدام النعم فوصلوا الى النعيم الحقيقي