المتقرر عندنا ان الاخذ عن الكبار حزام امان من الزلل فمتى ما نزلت نازلة بالامة فان وصيتنا للامة وللاجيال القادمة ان يأخذوا عن العلماء الكبار ويتركوا نعم صغار القوم وسفهائهم فانه لا سلامة للامة اذا فتحت اذنها للصغار من سفهاء الاحلام وحدثاء الاسماء. وانما كبار العلماء هم الذين ينبغي الاستماع لهم والاخذ من توجيهاتهم. فان قلت لي ولماذا؟ فاقول لشيء لطيف. وهي ان صغار الطلبة يحملهم الحماس على ان يفتوا في النوازل بمقتضى العلم الذي تعلموه. واما كبار العلماء فانه ويحملهم على الافتاء في النوازل ايش؟ مقتضى فقه العلم. ومن عمل في النوازل بمقتضى العلم فقد اضاع الامة فان الامة قد تنزل عليها نازلة ها يعمل الانسان فيها بالعلم وكان الواجب عليه ان يعمل بمقتضى فقه ان فتكونوا اثار اثار فساده اكثر من صلاحها ولذلك اغلب خلاف الصغار مع الكبار هو هذا. وهو اختلاف النظرتين فان الامة اذا نزلت فيها نازلة فالناظرون فيها الى قسمين. طائفة تنظر اليها بمقتضى العلم. وطائفة تنظر لها بمقتضى فقه العلم من الطائفة التي تنظر بمقتضى العلم هم الصغار. ومن الطائفة التي تنظر بمقتضى فقه العلم هم الكبار. فلا العلماء اخذوا بنظرة الصغار ولا العلماء ولا طلاب العلم الصغار اخذوا بنظرة الكبار. فحينئذ يختلفون لهذا يختلفون لهذا السبب كما اختلف الصحابة في غزوة الحديبية وعقد صلحها مع النبي عليه الصلاة والسلام وغضبوا لانهم كانوا ينظرون الى تلك البنود والى قصة ابي جندل بمقتضى العلم ووجوب النصرة والموالاة. بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم ينظر فيها بمقتضى فقه العلم. فوصيتي تفريعا على هذا الاصل والمفتاح. للامة صغيرها وكبيرها. اولها واخرها انه في وقت النوازل خذوا باقوال العلماء الكبار لان نظرتهم لها اصح. اذ يبنونها على فقه العلم