وصلى الله وسلم على نبينا محمد الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غدا الى المسجد او راح اعد الله له نزلا في الجنة كلما غدا او راح متفق عليه. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على البشير النذير نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الحديث الشريف حديث ابي هريرة فيه بيان فضل المجيء الى المساجد قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من غدا الى المسجد او راح. يعني من جاء اليه وذهب منه والاصل في الغدو هو المجيء في اول النهار والرواح الذهاب في اخره قال صلى الله عليه وسلم من غدا الى المسجد او راح اعد الله له نزلا في الجنة اي ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر بان من جاء الى المسجد وذهب منه كان ثوابه ان اعد الله له ضيافة وهذه الظيافة علية المقام شريفة المكان سامية المنزلة وهي ظيافة من الجنة التي اعد الله فيها لعباده الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. الجنة التي موضع صوت من صوت منها خير من الدنيا وما فيها ولهذا يستبشر المؤمن بهذا النزل وهذي الظيافة وهذه الكرامة التي يكرم الله تعالى بها من جاء الى هذه المساجد وعاد هذه البيوت التي هي محل طاعة الله وعبادته و هذا الحديث يدل على شريف هذه البقاع وهذه المنازل فان الله تعالى رتب على المجيء اليها هذا الفضل العظيم وهو اعداد النزل والضيافة من الجنة كلما غدا او راح ثم الاحاديث في بيان فظل هذه الاماكن عظيمة واشرفها واعلاها قول النبي صلى الله عليه وسلم احب البقاع الى الله او احب البلاد الى الله مساجدها فيحب الاماكن الى الله عز وجل ومن جاء اليها هو محل كرامته ومحل احسانه ومحل ضيافته ولذلك عد من جاء الى المسجد كالظيف يعد له ويهيئ له ما يكرم به وليس اي اكرام يناله وليس اي اكرام يناله انما هو اكرام فائق اذ انه من الجنة نسأل الله من فضله والحديث لم يقيد ذلك بالمجيء الى المساجد لاجل الصلاة وان كان اشرف ما تقصد اليه المساجد او ما تقصد له المساجد الصلاة لكن المجيء اليها على اي نوع من العبادة والطاعة. سواء كان لصلاة مفروضة كالصلاة الجماعة او صلوات النافلة او تلاوة القرآن او للذكر او للمكث فيها تقربا الى الله بانتظار الصلاة فهو مأجور بهذا الاجر وهذا يتكرر في كل مجيء مهما عاد الانسان وتكرر مجيئه فانه يدرك هذه الفظيلة وهذا يحث الانسان على ان ان ان يتبوأ منزلة عالية وهي ان يكون قلبه معلقا ان يكون قلبه علقا بالمساجد فيكون ممن يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل الا ظله هذا الاعداد الالهي لهذا النزل ليس في وقت دون وقت بل في كل وقت ليلا او نهارا. ولذلك قال كلما غدا او راح اي كلما جاء وذهب فهو مأجور على هذا المجيء بهذا النزل في كل وقت وفي كل حين في اي ساعة من ليل او نهار اذا جاء الى المسجد يبتغي ما عند الله هذا غير الاجور الاخرى فانه كلما خطأ الى المسجد خطوة رفعه الله تعالى بها درجة وحط عنه بها خطيئة. ثم اذا دخل المسجد ينتظر الصلاة كانت الملائكة تدعو له ما دام في مصلاه اللهم اغفر له اللهم ارحمه. ثم هو في صلاة اي في اجر الصلاة ما انتظر الصلاة. ثم ما هو مما يحط الله تعالى به الخطايا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الا ادلكم على ما يرفع الله به الدرجات ما يحط الله تعالى به الخطايا يرفع الدرجات؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال اسباغ الوضوء على المكاره. وكثرة الخطى الى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة. فالمكث في المسجد هو مما يجري الله تعالى به الاجر على الانسان في كل حال يكون عليها ما دام مكثه لطاعة الله وعبادته اللهم استعملنا في طاعتك واصرف عنا معصيتك واجعلنا من حزبك واوليائك