الجمعة ثلاثة ايام. فقد جاء قوله صلى الله عليه وسلم اذا اذا احسن احدكم الوضوء ثم اتى الجمعة فاستمع وانصت غفر له ما بين الجمعة والجمعة الاخرى وزيادة ثلاثة ايام. وهذا فضل من الله عز وجل قال الامام النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب بيان كثرة طرق الخير عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن اذا اجتنبت الكبائر. رواه مسلم. الحمد لله رب العالمين وصلي وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد. هذا الحديث الشريف حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة ابواب من ابواب محو الخطايا ومغفرة الذنوب قال صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس وهن المكتوبات الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء والجمعة الى الجمعة اي ما بين الجمعتين من زمان رمظان الى رمظان مكفرات لما بينهن اي ان الله تعالى يستر ما يكون بين هذه الاعمال الصالحة من الخطايا اذا اتى بها الانسان على الوجه المأمور به فالصلوات يمحو الله بها الخطايا فما بين صلاة الظهر والعصر من الخطايا وما بين المغرب والعشاء وما بين الفجر والظهر وهكذا في كل ما يكون من خطايا فانه يغفر الاتيان بالعبادة التالية فالصلاة التالية تكفر ما بينها وبين الصلاة التي قبلها. وهكذا رمظان وهكذا الجمع فانهن يكفرن ما بينها ما بينهن من الخطايا وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا يقرب المعنى في الصلوات الخمس كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو ان نهرا بباب احدكم يغتسل منه في اليوم خمس مرات. هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا لا يا رسول الله. لو عندك على الباب نهر وتنغمس فيه التطييب والتطهير والتنظيف خمس مرات في اليوم. هل يبقى من درنه شيء؟ اي من الدرن الذي يعلق بالبدن؟ قالوا لا يا رسول الله قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا اي يغفر الله تعالى بهن الذنوب وقد قال الله تعالى في معنى عام للحسنات على وجه الاجمال فقال ان الحسنات يذهبن السيئات. وفي هذا الحديث ذكر ثلاث حسنات وهن من اعظم الحسنات. الحسنة الاولى الصلوات الخمس والمحافظة عليها. وقد تقدم كيف يغفر الله تعالى بها الخطايا فصلى العصر ثم صلى المغرب فما بين المغرب والعصر من الخطايا يغفره الله تعالى بالمحافظة على صلاة المغرب كذلك ما بين المغرب والعشاء اذا صلى العشاء غفر الله ما بين العشائين من الخطايا وهذا فيما يكون من محو السيئات ومحوها يتضمن امرين مغفرتها والتجاوز عنها اي سترها والتجاوز عنها هذا معنى المحو فالمحو يتعلق بامرين ان الله تعالى يستر ما يكون من الخطايا ويتجاوز فلا يعاقب العبد على ذلك. وهكذا الجمعة الى الجمعة الا ان الجمعة جاء في حديث ابي هريرة الاخر انه يزيد في المغفرة من فضل الله عز وجل على يضاعف الحسنة بعشر امثالها. واما رمظان الى رمظان فهو مكفرات لما بينهن. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم من صام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وهذا الشرط وهو الايمان والاحتساب في كل الاعمال وانما ذكر في الصيام ونحوه لما فيه من المشقة ولبيان لبيان اهمية استحضار هذا الامر في هذه الاعمال. فكل الاعمال التي تكفر بها الخطايا لا يحصل ذلك الا بالايمان والاحتساب ولهذا من المهم ان يعتني المؤمن ان يحقق هذه الاسباب التي يمحو الله بها الخطايا ايمانا واحتسابا ايمانا تصديقا بانها سبب لمغفرة الذنوب وحتى الخطايا والسيئات واحتسابنا طمعا في حصول الفضل والاجر المرتب على ذلك من الله عز وجل الا ان المغفرة فيما يتعلق بالصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان. جاء في الحديث تقييدها باجتناب الكبائر ما لم تغش الكبائر ومعنى هذا ان الكبائر مانعة من مغفرة الصغائر بهذه الاعمال فاذا وقعت كبيرة كانت مانعا من مغفرة الصغائر وقيل بل ان الصغائر تكفر على كل حال. لكن الكبائر لا تكفر اذا وقعت بين هذه الاعمال او في ثنايا هذه الاعمال لانها لا تكفر الا بالتوبة وقد يقول قائل الكبائر وشو القتل السحر الكبائر كل ما جاء فيه عقوبة خاصة سواء دنيوية او اخروية او او لعن صاحبه او منع من او تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم منه ونحو ذلك من امور التي دلت على انها كبيرة. النميمة مثلا مما تشع في عمل الناس في مجالسهم بين هذه الصلوات وبين الجمعات وبين رمضان ويتهاون بها الناس مما يمنع مغفرة الذنوب وتكفير والتكفير بهذه الاعمال. ولذلك ينبغي للانسان ان يحتاط باجتناب كل كبيرة وان يجتهد في محو كل خطيئة فان محو الخطايا من اعظم ما يشتغل به الانسان لانه يتخفف به من الحساب بين يدي الله عز وجل. فما فما الله وغفره للعبد لم يسأله عنه يوم القيامة واما ما لم يمحى ولم يغفر فانه سيحاسب عليه بين يدي الله عز وجل هذه الاعمال الجليلة عظيمة القدر بين النبي صلى الله عليه وسلم فضلها. الصلوات عموما وهي الصلوات المتكررة في اليوم والليلة والصلوات الاسبوعية وهي الجمعة والعمل السنوي وهو رمضان هذا يدل على انك على طول الزمان انت محتاج الى ما يكفر الله تعالى به من خطاياك. يقول قائل اذا كانت الصلوات الخمس تكفر الخطايا الجمعة الى الجمعة ماذا تكفر؟ وكذلك رمضان الى رمضان ماذا يكفر؟ الجواب انه يكفر ما يمكن ان لا تشمله الكفارات في هذه في هذه الاعمال فاذا كان لا ذنب عليه وكفرت كل الصغائر فانه يحيلها الله تعالى الى ثواب واجر فاذا وافق العبد ان كان لا ذنب له يغفر فان الله لا يضيع عمل عامل من ذكر او انثى بل يكون ذلك سببا لمزيد فضل اجر وثواب من الله تعالى على عمله. ولهذا لا ينبغي ان يكلف الانسان في عمله انه سيضيع منه فقد قال الله تعالى فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل منكم من ذكر او انثى فكل عمل تعمله من الصالحات لا بد ان تلقاه لا يخاف لا يخاف ظلما ولا هظما ظلما بان يحمل ما لم يعمل من السيئات وهظما ان يبخس. وينقص ما عمل من الصالحات. بل كل ذلك ستجده بين يديك ربك جل في علاه تسر به فكل صغير وكبير مستقر. نسأل الله ان يعيننا واياكم على الصالحات وان يستعملنا فيما يحب ويرضى من الطاعات. وان يجعلنا ممن يشتغل بما تحط الخطايا والسيئات ويرفع المنازل والدرجات. وصلى الله وسلم على نبينا محمد