اجر الله تعالى له ما كان يعمله ولو لم يكن منه عمل فالنية يبلغ بها الانسان من الفضل والاجر كما انه يبلغ بصالح عمله من الاجر والفظل في حال وجود المال يقول المصنف رحمه الله تعالى عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا مرض العبد او سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا. رواه البخاري. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا الحديث الشريف حديث ابي موسى عبد الله ابن قيس الاشعري رضي الله تعالى عنه تضمن بشارة عظيمة للعاملين بطاعة الله عز وجل المشتغلين بالصالحات فان موضوع الحياة هو اشتغال العبد بما يرضي رب الارض والسماوات. قال الله تعالى الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا والانسان في هذه الدنيا تعرض له من العوارض ما يحول بينه وبين ما يؤمل من العمل الصالح من مرض او سفر او شغل او غير ذلك من العوارض المانعة وكرم ربنا جل في علاه وفضله واحسانه وجزيل بره عباده الصادقين في طلب مرضاته ان يجري عليهم الخير في كل احوالهم فلا يعدمون من الله الكريم فضلا واجرا وثوابا وهذا مصداق قوله تعالى ان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور والله ما تبور التجارة مع الله لا تمر في حال من الاحوال وهذا شاهد من الشواهد. اذا عملت اثابك الله على عملك دقيق او جليل صغير او كبير قال الله تعالى فاستجاب لهم ربهم اني لا اظيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى وهذا ليس فقط في كبير الاعمال وجليلها بل حتى في صغيرها ودقيقها. قال الله تعالى وكل صغير وكبير مستطر. فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره والحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة الى سبع مئة ضعف الى اظعاف كثيرة ثم اذا عرظ للانسان ما يمنعه من العمل الصالح وقد صدقت رغبته فيه وحرص عليه لكن حيل بينه وبين العمل الصالح ما يبلغه اجر العمل الذي كان يعمله وهذا شاهد من الشواهد يقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا مرض العبد او سافر مرض سواء مرض مقعد او مرض دون ذلك المقصود ما رضي يمنعه من العمل الصالح او سافر سواء كان سفرا طويلا او قصيرا كتب له ما كان يعمله اي سجل الله له ثواب صالح عمله فيما يأتيه من الصالحات وفيما يتركه من السيئات حتى السيئات اذا تركها الانسان اجر الذي يمتنع عن الغيبة الذي يمتنع عن الزنا الذي يمتنع عن السرقة الذي يمتنع عن النظر المحرم يؤجر على ذلك عندما لا يتمكن من فعل ذلك فيكتب الله له اجر ما كان يعمله من صالحات وما كان يكف نفسه عنه من السيئات فيمنع فيجري عليه جل وعلا الاجر كما لو كان صحيحا مقيما ولذلك قال كتب له ما كان يعمله مقيما صحيحا وهذا من فظله جل وعلا وكرمه وعظيم احسانه. وهذا لا يعني انه لا يطالب بالعمل اذا كان له عوظ المرض مثلا يمنع الانسان من الصيام قال الله تعالى فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر. يكتب له اجر صيامه في رمضان. كما لو صامه في رمظان لكن يجب عليه القظاء كذلك الذين لا يستطيع القيام في الصلاة يكتب له اجر القيام لكن من آآ صلي قائما فان لم تستطع فقاعدا. فاذا صلى قاعدا كتب له اجر صلاته واجر صلاته قائما لوجود ما امنعوه والمقصود ان الله يجري على العبد الاجر في عمله الذي كان يعمله صحيحا مقيما بل حتى ما كان ينويه من العمل ولو لم يعمله فان الله تعالى يكتبه له اذا وجد ما يمنع ولهذا جاء في حديث عائشة في سنن النسائي باسناد جيد انه قال صلى الله عليه وسلم ما من امرئ ينوي صلاته من الليل فتغلبه عينه الا كتب له ما نواه وكان نومه صدقة من الله عليه فيجمع الله له خيرين ان يكون هذا النوم من من فظل الله عليه لان الصدقة هي فظل واحسان ويجمع الله تعالى له مع هذا الفضل والاحسان اجر ما نواه من العمل الصالح. اللهم استعملنا في طاعتك واصرف عنا معصيتك واعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. وهذا يا اخواني يحثنا ويشجعنا على ان نغتنم صحتنا. ان نغتنم فراغنا ان نغتنم اقامتنا. ان نغتنم غنانا. ان نغتنم كل ما اعطانا الله عز وجل بصالح العمل. حتى اذا سلبنا ذلك اجرى الله لنا ثواب ما ما كنا نعمله في حال الصحة وهذه من فضائله واحسانه وبره بعباده نسأله جل وعلا المزيد من فضله وان يجعلنا من حزبه واوليائه وصلى الله وسلم على نبينا محمد