يقول المصنف رحمه الله تعالى عن جابر رضي الله عنه قال اراد بنو سلمة ان ينتقلوا قرب المسجد فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم انه قد بلغني انكم تريدون ان تنتقلوا وبالمسجد قالوا نعم يا رسول الله قد اردنا ذلك فقال بني سلمة دياركم تكتب اثاركم دياركم تكتب اثاركم. رواه مسلم. الحمد لله رب العالمين. واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الحديث الشريف فيه خبر هؤلاء القوم وهم بنو سلمة وهم حي من احياء الانصار كانوا قد نزلوا بعيدا عن المسجد ويأتون المسجد فيشق عليهم فاحبوا ان يرتحلوا عن مكانهم عن حيهم الذي يسكنون الى شيء قريب من المسجد فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقال دياركم اي الزموا احيائكم ودياركم واماكن نزولكم التي انتم فيها تكتب اثاركم اي تكتب خطواتكم في مجيئكم الى المسجد ورجوعكم ورجوعكم منه وهذا مما يجري الله تعالى به للانسان فضلين الفضل الاول انه ما من خطوة يخطوها الى المسجد الا رفعه الله تعالى بها درجة والفظل الثاني انه ما من خطوة يخطوها الى المسجد الا حط الله تعالى عنه بها خطيئة فيدرك بذلك هذين الاجرين العظيمين رفع الدرجات وحط الخطايا والسيئات وقد جاءت احاديث كثيرة في فضل الخطى الى المساجد فيما يتعلق بكونها سببا لنيل الدرجات والحسنات وكونها سببا لحط الخطايا والسيئات وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه الا ادلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع الدرجات وذكر منها اي مما يحصل به ذلك كثرة الخطى الى المساجد ولهذا ينبغي للانسان الا يستبعد المسجد ويتقاصر في الذهاب اليه ماشيا فان ذلك مما يفوته اجرا عظيما وفضلا كبيرا وهذا لا يعني انه لا يدرك الفظيلة في المجيء الى المسجد الا من جاء يخطو برجليه بل يدرك الفضل كل من جاء الى المسجد كما جاء فيما رواه مسلم في صحيح من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من غدى الى المسجد او راح اعد الله تعالى له نزلا في الجنة كلما غدا او راح اي كلما جاء وذهب سواء جاء ماشيا او جاء راكبا كل ذلك مما يجري الله تعالى به الاجر للانسان. لكن احتساب الاجر بالمشي الى المسجد هو مما يزيد الله تعالى به العبد خيرا واجرا وفضلا ورفعا للدرجات وحط الخطايا والسيئات والانسان اذا تأمل كثرة الخير الحاصل له بالمجيء الى المسجد والصلاة فيه والرجوع ادرك بذلك عظيم فضل هذه العبادة الجليلة التي رتب الله اجرا في تهيؤ لها بالوضوء ورتب الله تعالى اجرا في المشي اليها. ورتب الله تعالى اجرا في انتظارها. ورتب الله تعالى اجرا في فعلها ورتب الله اجرا في المكث بعد فعلها. ورتب الله تعالى اجرا للعبد رفعا للدرجات وحط للخطايا والسيئات في برجوعه الى منزله او المكان الذي جاء منه ومن شهد هذه الفضائل كلها علم عظيم قدر الصلاة نشطت نفسه الى المحافظة عليها واتقانها وادائها على الوجه الذي يرضي الله عز وجل فالله الله ايها الاخوة في الاستكثار من الخطى الى المساجد. ولا شك انه في اوقات يكون فيها المجيء شاقا كشدة البرد او شدة الحر او بعد المسافة تعظم الاجور ولهذا جاء في الترمذي بشر المشائين الى المساجد في الظلم بالنور التام يوم القيامة يعني الذين يجيئون اليها في اوقات شدة الظلام وشدة اسوداد الليل وعدم وجود ما يضيء طريقهم وذلك عرظة ما يمكن ان ينالهم من اذى بشرهم بالنور التام يوم القيامة والاجر من الله كبير عظيم. اذا صدق العبد في ابتغاء ما عنده. فنسأله جل وعلا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح صالح وان يستعملنا فيما يحب ويرضى وان يرزقنا احتساب هذه الخطوات الى بيوته والى صالح العمل وصلى الله وسلم على نبينا محمد