يقول المصنف رحمه الله تعالى عن ابي المنذر ابي ابن كعب رضي الله عنه قال كان رجل لا اعلم رجلا ابدا ابعد من المسجد منه وكان لا تخطئه صلاة فقيل له او فقلت له لو اشتريت حمارا تركبه في اعد الله له نزلا في الجنة. وهذا يدل على الثواب في المجيء والذهاب الى المساجد فان ذلك مما يعطي الله تعالى به الانسان الاجر العظيم. وفيه من الفوائد ان البيت القريب من المسجد له ميزة وفي الرمضاء فقال ما يسرني ان منزلي الى جنب المسجد اني اريد ان يكتب لي ممشاي الى المسجد ورجوعي اذا رجعت الى اهلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جمع الله لك ذلك كله رواه مسلم. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الحديث حديث ابي المنذر ابي بن كعب رضي الله تعالى عنه بقصة هذا الرجل الذي اخبر ابي انه لا يعلم احدا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ابعد منه مكانا من المسجد ومع بعد مكانه الا انه كان رضي الله تعالى عنه لا تخطئه صلاة. اي لا تفوته صلاة مع النبي صلى الله عليه على اله وسلم على بعد مقامه ومكانه اشفق عليه ابي رضي الله تعالى عنه لشدة ما يمكن ان يلقاه في مجيئه لا سيما في افضل ماء اي شدة الظلمة في صلاة العشاء والفجر والرمظاء في شدة الحر في صلاة الظهر وكذا العصر في بعظ الاحيان فاقترح عليه ان يشتري حمارا اي ما يركبه ليهون عليه المجيء ويخف عليه عناء ومشقة الحضور للصلاة فقال اني اريد ان ان يكتب لي ممشاي الى المسجد ورجوعي وفي وفي بعض الروايات قال ما احب ان بيتي الى جوار المسجد اني اريد ان يكتب الله الله لي ممشاي الى الصلاة ورجوعي اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ما ذكر الرجل في جوابه لابي رضي الله تعالى عنه فقال جمع الله لك ذلك كله وفي رواية ان لك ما احتسبت اي ما املت وطمعت ورجوت في ان يكتب لك من الاجر فالاحتساب هو طمع الانسان ان ينال الثواب والاجر على ما كان من صالح عمله هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائده ان الصحابة يشفق بعضهم على بعض. رضي الله تعالى عنهم. وهكذا المؤمن يحب لاخيه ما يحب لنفسه ولذلك اقترح ابي رضي الله تعالى عنه على هذا الصحابي ان يشتري ما يركب فاجاب بما اجاب وفيه انه كلما عظم العناء واشتدت المشقة في المجيء الى المسجد او في فعل العبادة كان ذلك اعظم اجرا واوفر واجزل عطاء من من الكريم المنان سبحانه وبحمده ولهذا كانت الصلاة في الظلماء وفي الرمظاء مما يعظم الله تعالى به الاجر كما في حديث بريدة في الترمذي وغيره بشر المشائين في الظلم الى المساجد بالنور التام يوم القيامة فكلما اشتد عناء الانسان في فعل ما امره الله تعالى به فانه يكون ذلك اعظم لاجره ولهذا كان اسباغ الوضوء على المكاره مما يحط الله به الخطايا ويرفع الله تعالى به الدرجات لكن هذا لا يعني ان يتكلف الانسان المشقة فان طلب المشقة ليس من الشرع انما لو كان فعل العبادة لا يكون الا بمشقة فان ذلك يعظم الله تعالى به الاجر ويجزل به العطاء سبحانه وبحمده وفيه من الفوائد ان بعد البيت من المسجد ليس عذرا في ترك الصلاة. فان هذا الرجل لم يكن احد ابعد منه مكانا ومنزلا من المسجد وكان يأتي رضي الله تعالى عنه ويتحمل العناء لشهود الصلاة ما دام انه يسمع النداء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للاعمى اتسمع النداء؟ قال نعم. قال اجب اذا وبعض الناس اذا كان المسجد بعيدا بعض والشيعان اعتذر بانه بعيد. في حين انه يبلغه صوت المؤذن طبعا من غير مؤثرات تنقل الصوت ومن غير موانع من المشوشات التي تحول دون السمع بالصوت المعتاد ثم في هذا الحديث من الفوائد ان الانسان اذا احتسب على الله شيئا فان الله يجمع له ما احتسب ويعطيه ما احتسب فالله كريم من ان. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما روي عن ربه في الحديث الالهي انا عند ظن عبدي بي فاذا ظن العبد بربه خيرا ان الله يأجره وان الله يجزيه احسانا على عمله فان الله لا يخيب رجاء ولذلك جمع قال النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل جمع الله لك ذلك كله اي اجر الذهاب والمجيء وفيه من الفوائد ان الاجر المرتب على المجيء الى المسجد ثابت في الرجوع ففي كل خطوة يخطوها الانسان يحط الله بها خطيئة ويرفعه بها درجة في ذهابه ومجيئه. يدل لذلك هذا الحديث اضافة الى قول النبي صلى الله عليه وسلم من غدا الى المسجد او راح ولذلك اشار ابي رضي الله تعالى عنه على هذا الصحابي ان يقترب من المسجد ليكون عونا له على الطاعة. وهذا لا يعني ان البعيد مذموم فان فيه من الاجر ما ليس في القريب من جهة المشي. لكن لا شك ان مجاورة المسجد والقرب منه افضل من البعد عنه. ولهذا كان بيت النبي صلى الله عليه وسلم ملاصقا للمسجد وحجره ملاصقة للمسجد وما اختاره الله لنبيه افضل من غيره. ثم جاء حديث في عن حذيفة في اسناده مقال انه قال الدار القريبة من المسجد بالنسبة للدار الشاسعة فضل الدار القريبة من مسجد على الدار الشاسع يعني البعيدة كفضل الغازي على القاعد. هذا من حيث ان قرب الانسان من المسجد يعينه على الطاعة يعينه على شهود الجماعة يعينه على القرب من الخير ولكن هذا لا يعني ان البعيد لا اجر فيه بل تقدم حديث بني سلمة لما هموا بالنقل الى القرب من المسجد قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم دياركم تكتب اثاركم دياركم تكتب ترى الاثاركم فنسأل الله ان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته وان يرزقنا الاحتساب فيما نأتي ونذر من الاعمال والصلاة كلها خير وصلاة الجماعة تتضاعف بها الاجور. فالمجيء اليها اجر وفعلها اجر والرجوع اجر وفضل الله واسع اعاننا الله على حسن التجارة معه اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وصلى الله وسلم على نبينا محمد