الفريظة ايظا بمعنى اذا كان قد صلى فريضة وغلبه فيها النوم هل يترك الصلاة وينام؟ الجواب لا يترك الصلاة في هذه الحال ان خشي ان تخرج الصلاة عن وقتها لقول نقل الامام النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب الاقتصاد في الطاعة. حديث انس رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم فاذا حبل ممدود بين الساريتين. فقال ما هذا الحبل؟ قالوا هذا حبل لزينب. فاذا فترت تعلقت به. فقال النبي صلى الله عليه وسلم حلوه ليصلي احدكم نشاطه. فاذا فتر فليرقد متفق عليه الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد حديث انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه فيما اخبر من حبل زينب زوج النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وكانت ذات عبادة وجد في الطاعة حتى انها ربطت رضي الله تعالى عنها حبلا بين ساريتين من سواري مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال ما هذا مستغربا وجود هذا الحبل بهذه الصفة في هذا المكان فقالوا انه لزينب تصلي فاذا عجزت امسكت به وصلت اي انها تستعين بالامساك به على القيام للصلاة رظي الله تعالى عنها فقال النبي صلى الله عليه وسلم حلوه اي ازيلوا ربطه من هذا الموضع ليصلي احدكم نشاطه ليصلي احدكم نشاطه يعني ما دام على حال من النشاط والقوة فاذا نعس فليرقد اي اذا اصابه النعاس او جاءه النوم فليرقد اي فليعطي نفسه حظها من النوم فان الله تعالى انما اراد من العبد الاقبال عليه في حال نشاطه وحضور قلبه وصفاء ذهنه لا ان لا ان يتكلف الانسان من التطوعات والمستحبات ما يكون شاقا عليه يأتي به صورة وقد غاب معنى اي يأتي في الصورة انه يصلي وفي المعنى انه غائب لغلبة نوم او نحوه ولهذا في حديث انس رضي الله في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا نعس احدكم اي وهو في الصلاة يرقد اذا نعس احدكم في الصلاة فليرقد فانه يذهب يريد ان يستغفر اي يقول استغفر الله فيسب نفسه فانه لا يدري لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه وهذا معنى انه بلغ به ثقل النوم مبلغا لا يعي ما يقول وقد منع الله عز وجل المؤمنين من الوقوف بين يديه حال ابهامي وغياب اذهانهم الى درجة الا يدري ما يقول قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون وسكارى هنا للعلماء في تفسيرها سكارى من الخمر وقيل سكارى من النوم والمعنى والله اعلم واحد فان الله عز وجل نهى عن القيام بين يديه حال غياب العقل لان الصلاة منوطة منوطة بحضور العقل اذ هي مناجاة بين العبد وربه فاذا غاب العقل وغطي بما يحجبه واصبح الانسان لا يستبي ما يقول فانه لا يشرع له حينئذ ان يصلي وقد جاء في ما رواه مسلم الحادث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا صلى احدكم من الليل فاستعجم اي اصبح على حال لا يستبين ما يقول فليدع الصلاة فامره صلى الله عليه فامر صلى الله عليه وسلم ان يترك الانسان الصلاة في هذه الحال لكونه قد اصابه من الغياب ما لا يدرك معه ما يقول وهذا من يسر الشريعة ورفقها القصد في العبادة والتدين الذي امر الله تعالى به الا يكلف الانسان نفسه ما لا يطيق. لكن لو انه اراد ان يواصل في صلاته فذهب يبحث عما يبعد عنه النوم من غسل بماء بارد او التغيير اللي مكانه ونحو ذلك فهذا لا يمنع انما الممنوع هو ان يواصل الصلاة في حال ارهاقه وعجزه عن ما يقرأ وما هو فيه من عظيم المناجاة والوقوف بين يدي الله عز وجل. فقوله فليرقد ليس على وجه الوجوه انما هو اي انما المقصود ليعطي نفسه حظها من الراحة حتى يقبل على الصلاة وهو حاظر النفس لقوله صلى الله عليه وسلم فانه لا يدري لعله يذهب ان يستغفر فيسب نفسه ترك الصلاة في هذه الحال ان كان في النوافل فلا خلاف بين اهل العلم انه يترك الصلاة فيما اذا كانت نافلة لكن هل هذا يشمل لقول الله عز وجل ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا. لكن يدافع النوم بما يدفع اثره ويخففه اي يذهب غياب القلب ولا سيما ان صلاة الفرض مبنية على التخفيف وعدم الاطالة بخلاف صلاة الليل التي مبناها على الطول والامتداد فلذلك فرق العلماء بين الفرض والنفل فقوله صلى الله عليه وسلم فليجلس ونحو ذلك هو محمول على الاستحباب فيما اذا كان النعاس ليس غالبا ويتمكن الانسان من حضور قلبه ومدافعة النوم وعلى الوجوب فيما يتعلق بصلاة النافلة اذا كان ذلك يفضي الى غياب الذهن وعدم عقل ما يقول. واما بالنسبة للفرظ فالفرظ كذلك لكن مقيد بما اذا لم يفضي ترك الصلاة الى خروج الوقت وبهذا قال جمهور العلماء. اما اذا كان يفضي الى خروج الوقت ففي هذه الحال. اما ان يكون معذورا فيجوز له الجمع فيما يجمع من الصلوات واما الا يكون معذورا كالصلاة لا يمكن ان تجمع لما بعدها ففي هذه الحال يفعل ما يكون من اسباب ابي ازالة النوم ليفضي آآ ليؤدي الصلاة في وقتها. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا عليم وصلى الله وسلم على نبينا محمد