يقول المصنف رحمه الله تعالى وعن عابس بن ربيعة قال رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقبل يعني الاسود ويقول اني اعلم انك حجر ما تنفع ولا تضر. ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله وعليه وسلم يقبلك ما قبلتك. متفق عليه. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله اصحابه اجمعين اما بعد هذا الحديث حديث عمر رضي الله تعالى عنه في تقبيل الحجر اصل في بيان ان العبادات وجميع التقربات لا تكون الا على وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم وعلى نحو ما ثبت عنه فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشر الامور محدثاتها. وقد قال صلى الله عليه وسلم في بيان ما ينبغي ان يكون عليه المؤمن في عمله من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد اي مردود فكلما يتقرب به الانسان الى الله عز وجل من الاعمال ينبغي ان يبحث عن اصله في فعل سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه عليه فانه لا يقبل من العمل الا ما كان على وفق هديه فقد بين صلى الله عليه وسلم كل ما يقرب الى الله. عمر رضي الله تعالى عنه قبل الحجر وقال اني اعلم انك حجر ما تنفع ولا تضر اي ليس منك نفع في ذاتك ولا ضرر من قبلك فالنفع والضر بيد الله عز وجل الذي له الامر لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع. ان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو ويمسسك بخير فلا راد لفضله فله جل في علاه الامر كله واليه يرجع وانما قبل الحجر اتباعا ولذلك قال ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك فاثبت ان التقبيل ليس لشيء يخص الحجر انما اتباع لصلاة انما اتباع لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وسير على نهجه والنبي صلى الله عليه وسلم انما قبل الحجر لكونه مما امر الله تعالى بتعظيمه وينبغي ان يعلم ان كل ما امر المؤمن بتعظيمه فانه لا يخترع طريقا للتعظيم بل يكون تعظيمه على وفق ما شرعت اما جاءت به الشريعة وعلى وفق ما شرع النبي صلى الله عليه وسلم. فتعظيم الحجر ليس بالتبرك به. وليس باعتقاد النفع والضر فيه انما بتقبيله على نحو ما كان عليه عمل النبي صلى الله عليه وسلم. وليعلم ايها الاخوة انه ليس في في الدنيا شيء يقبل تعبدا الربان في اه اه في في في تقبيله من الجمادات الا الحجر الاسود فانه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تقبيله. اما تقبيل سائر الاحجار بل حتى الركن اليماني والكعبة فانها لا تقبل انما يقبل الحجر الاسود امتثالا لفعله صلى الله عليه وسلم وسيرا على نهجه. ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تقبيل الحجر الاسود الا في الطواف في افتتاحه وفي اختتامه ولم ينقل عنه انه قبله في غير طواف. ولهذا عامة اهل العلم على انه لا يقبل الا في الطواف تقربا واتباعا للسنة وبعض اهل العلم قال بما انه ثبت التقبيل في غير الطواف في الطواف فانه يثبت في غيره لكن الاقرب لاتباع السنة ان لا يكون التقبيل الا لا في الطواف في افتتاح الاشواء في في افتتاح الطواف وفي ختمه. والتقبيل هو احد الاوجه التي ثبتت عن النبي وسلم في الحجر والثابت عنه اربع مراتب. المرتبة الاولى الاستلام بالتقبيل والمرتبة الثانية الاستلام باليد وتقبيل اليد والمرتبة الثالثة الاستلام بشيء كالعصا او نحوها مما لا يصل به الانسان مباشرة الى الحجر انما بواسطة وتقبيل ذلك الشيء فقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم فقد استلم النبي صلى الله عليه وسلم بمحجن وقبل وقبله. هذي المرتبة الثالثة. المرتبة الرابعة الاشارة اليه. وهذا في الطواف فقط ولم ينقل عنه اشارة في غير الطواف وبالتالي لا يثبت شيء من هذا في غير الطواف. فلا التقبيل ولا المسح باليد ولا المسح بعصا ولا الاشارة مشروعة في غير الطواف و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وفيه حرص الصحابة على بيان ان ما يفعلونه انما هم مؤتسون فيه بالنبي صلى الله عليه وسلم. مقتدون بهديه صلى الله عليه وسلم وليسوا محدثين مبتدعين ولو كان لاحدهم سنة متبعة كعمر فان عمر له سنة متبعة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اتبعوا اه اقتدوا بالذين من بعد اقتدوا بالذين من بعد ابي بكر وعمر. لكن ليس على وجه الاستقلال انما تبع لهديه صلوات الله وسلامه كلامه عليه اللهم تبعنا اثار نبيك وارزقنا السير على نهجه ولزوم سنته والحشر في زمرته ومرافقته في الجنة وصلى الله وسلم على نبينا محمد