لا لا يؤمن احدكم نفي للايمان الواجب الذي يجب ان يتحلى به كل احد بلغته الشريعة لا يؤمن احدكم من ذكر او انثى حتى يحب ما لاخيه حتى يحب لاخيه نقل الامام النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب النصيحة. حديث انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه انما قال لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه متفق عليه. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا الحديث الشريف حديث انس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال فيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه اي المسلم من ذكر او انثى الاخوة هنا هي اخوة الدين والايمان التي قال الله تعالى فيها انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم والمعنى لا يؤمن احدكم حتى يحب اهل الاسلام لكل مسلم ذكر او انثى ما يحب لنفسه. يعني الذي يحبه لنفسه من الخير وذلك ان المؤمن يمن الله تعالى عليه بسلامة القلب وصحته وسلامة القلب وصحته تقتضي ان يسعى الانسان وان يرغب لغيره كل خير ان يسعى لغيره في كل خير وان يرغب له كل خير وذلك بان يتمنى وان يأمل وان يحب لاخيه من الخير ما يحب لنفسه فلا يكون شحيحا ولا يكون حسودا ولا يكون حقودا ولا يكون كارها لما يفيض الله تعالى به من الخير على غيره من اخوانه. بل قلبه ممتلئ محبة للخير وان يسوق الله تعالى لغيره ما ساق له من الخير في حب ان يجلب الله تعالى له كل صالحة وكل حسنة وان يدفع الله تعالى عنه كل سيئة ومكروه وقد جاء بعض معنى هذا الحديث في بيان ادنى درجاته فيما رواه عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنه في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من احب ان يزحزح عن النار وادخل الجنة فلتأته منيته. اي فليمت وهو يؤمن بالله واليوم الاخر هذا هذي الخصلة الاولى التي يتحقق بها النجاة من النار والفوز بالجنة فلتأته منيته اي ليمت وهو يؤمن بالله واليوم الاخر. ثم قال وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى هذا في العمل والفعل اي وليعامل غيره بكل ما يحب ان يعامل به فكل ما كرهت ان تعامل به فلا تعامل به غيرك سواء كان ذلك في ما يتعلق بالقلب محبة وودا او كان ذا او نية وقصدا او كان ذلك بالقول لفظا وكلاما او كان ذلك بالعمل معاملة وفعلا فينبغي للانسان ان يسلم قلبه لاخوانه وهذا اقل ما يكون من صور السلامة ان يكون الانسان سليم القلب لاخوانه بان لا يكون في قلبه غل ولا حقد ولا كره ولا محبة وقوع الشر لهم ثم يحب لهم ما يحب لنفسه من الخير فلا يحسدهم على ما اتاهم الله من فضله ولا يبغي عليهم ولا يحقد عليهم وهذا معنى جليل عظيم دليل على عظيم ما يحصل بالايمان من صلاح القلب وسلامته. وقد قال الله تعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم وسلامته في عدنا صوره ان تكره لغيرك الشر. وان تحب له الخير فاذا افاض الله عليك وترحل هذا من قلبك الى لسانك وعملك. فكان قولك لغيرك خيرا وفعلك خيرا تسعى لهم بكل خير وتدفع عنهم كل شر. قولا وعملا فيكون ذلك من كمال الايمان وتمامه الموجب لعطاء الرحمن الفضل والاحسان. فنسأل الله ان يرزقنا واياكم الايمان الصادق وان يعيننا على ان نعمر قلوبنا بمحبة الخير. وتذكر ان عدم محبتك الخير لغيرك نقص في ايمانك عدم محبتك للخير لغيرك نقص في ايمانك فعالج نفسك واحب لغيرك الخير واعلم ان ما تحب لغيرك من الخير لن ينقص الخير الذي يصل اليك فخزائن الله ملأى وخيره عميم وهو يعطي الجزيل جل في علاه. فاذا احببت لغيرك الخير لم يكن هذا نقصر للخير الذي عندك. بل هذا موجب لعطاء الله عز وجل لك الخير والزيادة فيه. فنسأل الله التوفيق والسداد وان يرزقنا قلوبا سليمة صالحة وان من الحسد والحقد والعجب والكبر والرياء وسائر الافات وصلى الله وسلم على نبينا محمد