يقول المصنف رحمه الله تعالى عن ابي الوليد عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى اثر وعلى اثرة علينا وعلى لا ننازع الامر اهله الا ان تروا كفرا بواحا عندكم من الله تعالى فيه برهان. وعلى ان نقول بالحق اينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم متفق عليه الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا الحديث حديث ابي الوليد عبادة ابن الصامت بالاعيان الانصاري وسابقي قومه الى الاسلام اخبر رضي الله تعالى عنه عن بيعة كانت بائع فيها النبي صلى الله عليه وسلم بعض اصحابه وهذه البيعة التي ذكرها رضي الله تعالى عنه هي بيعة العقبة التي كانت بين يدي هجرته صلى الله عليه وسلم يقول بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة والسمع والطاعة المقصود بهما قبول ما يكون من امر ولاة الامر وامتثال ذلك وقد اوصى الله تعالى بذلك في قوله يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم وتكررت الوصية بهذا الامر في كلام النبي صلى الله عليه وسلم في مناسبات عديدة ومنها وصيته التي اخبر بها العرباظ بن سارية رضي الله تعالى عنه لما طلب الصحابة منهم لما طلب الصحابة رضي الله تعالى عنهم منه الوصية فقال اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ولو تأمر عليكم عبد حبشي السمع والطاعة هي طاعة ولاة الامور فيما يأمرون به مما امر الله تعالى به ومما فيه مصالح الناس على حد سواء اي من حيث وجوب السمع والطاعة. فليس الامر مقصور على ما امروا به من طاعة الله بل ما امروا به من طاعة الله وما امروا به مما فيه مصالح الناس في امر معاشهم وحياتهم فانه يجب طاعتهم في ذلك وطاعته وطاعتهم في ذلك فريضة وهي قربة الى الله عز وجل واما اذا امروا بمعصية الله فانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم انما الطاعة في المعروف فما يتعلق بما يكون من ولاة الامر من الامر والسمع والطاعة يكون على ثلاثة اقسام ما امروا به من طاعة الله فيجب طاعتهم فيه وهذا لا خلاف فيه بين اهل العلم ما هو بالاجماع ما امروا به مما يتعلق بمصالح الدنيا ومصالح الناس فهذا ايضا يجب طاعتهم فيه ولا يجوز مخالفتهم وهذا ايضا محل اجماع. القسم الثالث اذا امروا بمعصية فهذا لا يطاع فيه احد لقول النبي صلى الله عليه وسلم انما الطاعة في المعروف ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وهذا لا خلاف فيه بين اهل العلم بعد ذلك بين بين عبادة رضي الله تعالى عنه ان هذه الطاعة لا تقتصر على ما يحبه الانسان بل على السمع والطاعة في المنشط والمكره يعني فيما تنشط اليه النفوس وتتشجع عليه وفيما تكرهه. وفي العسر واليسر يعني وفي ما يضيق وما يتسع وليست الطاعة فقط فيما يحب الانسان وما يشتهي بل قال صلى الله قال في بيعته لهم وعلى اثر اثرة علينا. يعني ولو كانوا قد قصروا فيما يجب عليهم من حقوق الناس ومن حقوق الرعية فانه لا يربط بين الطاعة وبين قيامهم بما يجب عليهم بل حتى لو قصروه فان هذا لا يخرم حقهم في ما يجب لهم من طاعة الله عز وجل بطاعتهم فيما يأمرون به مما هو من طاعة الله ومما هو من مصالح الخلق. ولذلك قال على اثرة علينا يعني ولو اختصوا بشيء دوننا مما الحق فيه ان يشاركونا فيه. هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم وعلى وعلى اثرة علينا. وبالتالي يتبين من هذا ان ان طاعة ولاة الامور ليست مكافأة لهم بل هو حق واجب لهم على رعيتهم لما في ذلك من صلاح جميع واستقامة احوال الناس تأكيدا لهذا المعنى. قال صلى الله عليه وسلم وعلى ان لا ننازع الامر اهله. وعلى الا ننازع الامر اهله. اهله يعني الا يخرج على ولاة الامر بقول او عمل يفضي الى المنازعة والمشاقة فان هذا يترتب عليه فساد عظيم وشر كبير. ثم بين صلى الله عليه وسلم ان هذا حتى لو جرى ما جرى مما يمكن ان يكون من المعصية فانه لا يجوز ان ينازعوا ما اعطاهم الله تعالى اياه من الولاية. بل يجب الصبر والاحتساب والدعاء لهم بالصلاح والمعافاة حتى يتحقق المطلوب من صلاح الحال واستقامته قال الا ان تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه سلطان عندكم من الله تعالى فيه برهان اي اذا حصل ان كان هناك ما هو موصوف بكفر لا التباس فيه ولا اشتباه هذي حال استثنائية يسقط فيه ما يتعلق بالطاعة لكن هذا لا يكون لمجرد توهم الكفر او فيما هو من مواطن التأويل. بل ما لا تأويل فيه مما تحقق وقوعه بالعلم الذي لا التباس فيه ولا شك. ولذلك قال الا ان تروا والرؤيا معناه ان تعلموا علما يقينيا الا ان تروا كفرا بواحا عندكم فيه سلطان ثم قال صلى الله عليه وسلم في اخر وهذا لا يكون الا بمراجعة اهل العلم ومعرفتهم ان هذه امور خطيرة لا يمكن ان يستقل بها افراد الناس او او الاغرار. وما حصل من الفساد بين الناس الا بتجرأ من تجرأ على منازعة الامر اهله بناء على ما يتوهمه او يظنه من موجبات الخروج او ما اشبه ذلك. فهذه امور لا يمكن ان يتولاها من عظم علمه بالشريعة وعظمت معرفته بالواقع تنزيل الحوادث على تنزيل الاحاديث على الحوادث والوقائع. قال والا وعلى الا او على ان نقول بالحق لا نخاف في الله لو متلائم اي على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على وفق ما توجبه الشريعة وفق ما يكون مما يستطيعه الانسان لقول الله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم. ولقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في ما تقدم من الاحاديث من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فمن لم ومن لم يستطع فبقلبه. وليس ذلك وذلك اضعف الايمان في الحديث الاخر ليس وراء ذلك حبة خردل من ايمان اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا اجمع كلمتنا على الحق الف بين قلوبنا ادفع عنا كل سوء وشر ووفقنا الى كل خير وبر وصل الله وسلم على نبينا محمد