فلا شك ان جبل احد كبير والمخرج عظيم. لكن فيما قام في القلب من صدق الرغبة وصحة القصد وسلامة النية واخلاص العمل لله عز وجل ومتابعة النبي وسلم وفضل الصحبة الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الامام النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين عن ابي سعيد الحسن البصري ان عائد بن عمرو رضي الله عنه دخل على عبيد الله بن زياد فقال اي بني اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان شر الرعاء الحطمة فاياك ان تكون منهم فقال له اجلس فانما انت من نخالة اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقال وهل كانت لهم نخالة؟ انما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم. رواه مسلم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. هذا الحديث في قصة دخول عائد بن عمرو المزني وهو من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من اصحاب بيعة الرضوان ومن ومن صالح اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكلهم صالح رضي الله تعالى عنهم صاحب انفاق وخير وبذل دخل على عبيد الله ابن زياد ابن ابيه وهو طوال على جهة في العراق وكان غشوما ظلوما وهو الذي قتل الحسين بن علي رضي الله تعالى عنه فلما دخل عليه قال اي بني وهذا تلطف منه في النصيحة و استجلاب للقبول اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان شر الرعاء الحطمة. الرعاء جمع راعي اخبره بان النبي قال ان شر الرعاء يعني من يرعى غيره على اختلاف مراتب الرعاية والولاية ان شر الرعاية يعني من من اشدهم شرا و اعظمهم نزولا في المنزلة الحطمة وهم اصحاب العنف والشدة والقسوة في معاملة الخلق ان شر رعاء الحطمة الذين يحطمون الناس ظلمهم وعنفهم وشدتهم فقال له بعد ذلك فلا تكن منهم اي حذره ان يكون من هؤلاء لما عرف به من الظلم والاعتداء فلم يقبل النصيحة بل قال لي هذا الصحابي الكريم اجلس فانما انت من نخالة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم النخالة هي الحثالة البقية وهم من لا نفع فيهم ولا رغبة فيهم فالنخالة هي ما يبقى من من قشور وقش وسائر ما يعلق بالشيء المنخول المصفى ومراده يعني لست شيئا حتى تذكرني بما يقول النبي صلى الله عليه وسلم فانت من قشور اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه ردا بين فيه منزلة الصحابة رضي الله تعالى عنهم فقال وهل فيهم وهل في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من نخالة فهم الصفوة الذين اختارهم الله تعالى لصحبة خير الخلق هم ابر الامة قلوبا واصلحها عملا واقومها سبيلا وطريقة فلذلك قال وهل فيهم من نخالة ان من النخالة في غيرهم وهذا اشارة الى ان النقص بهذا الوصف لا يكون في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على اختلاف منازلهم وكثرة صحبتهم. فكل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم فقال حاز شرفا وفضلا ان عظيما يصدق عليه قوله صلى الله عليه وسلم لو ان احدكم انفق مثل جبل احد ذهبا تأمل مثل جبل احد ذهبا في الوزن والقدر ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه يعني اجر الصحابي الذي يخرج المد من الذهب وهو ملء اليدين لا يبلغه من انفق مثل جبل احد ذهبا ولا كان تتصور الفرق بين هذا وذاك والفضل هنا ليس في ذات المخرج فكان كانوا بفضل الصحبة على هذه المنزلة ولذلك قال انما النخالة في غيرهم فليس فيهم نخالة رضي الله تعالى عنهم وهذا الحديث يحث كل احد يلي شيئا من امور الناس حتى في ولايته الخاصة في ولده واهله ان يعمل بالرفق وان يجنب العنف فانه ما كان الرفق في شيء الا زانه ولا نزع من شيء الا شانه ولا فرق في ذلك بين ولاية صغيرة او كبيرة. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم من ولي من امتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من امر امتي شيئا صغير او كبير ورفق بهم فارفق به ولهذا يندب لكل احد يلي شيئا من امور الناس عام او خاص ان يحرص على الرفق وان يجانب آآ العنف والمشقة وهذا لا يعني الا يكون الانسان حازما فيما يحقق من المصالح لكن شتان بين العنف والظلم والقسوة والصلافة والجفاء بينما يقابلها من السهولة واللين مع الحزم في ظبط الامور واصلاحها فنسأل الله ان يعيننا واياكم على ما تكلفنا به وان يجعلنا واياكم من اهل اللين والسماحة وان يجنبنا العنف والحطمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد