نقل الامام النووي رحمه الله تعالى في كتابه لدى الصالحين في باب المراقبة. حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله تعالى يغار وغيرة الله تعالى ان ان يأتي المرء ما حرم الله عليه. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الحديث النبوي فيه الخبر عن الله عز وجل والله جل وعلا اخبر في كتابه عن نفسه بما تعرف به على عباده وكذلك رسله صلوات الله وسلامه عليهم اخبروا عن الله عز وجل بما يعرف العباد بالله الذي يعبدون وكل ما اخبرت به الرسل عن الله عز وجل حق يجب اعتقاده ولا يجوز ان يدخل فيه الانسان بفكر او تمثيل او تحريف او تعطيل بل الواجب فيما اخبر الله تعالى به عن نفسه الايمان بما اخبر به عن نفسه واخبرت به رسله من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يغار والغيرة هي خصلة وصفة تجمع معان عدة فالغيرة تشتمل على البغض للشيء وكذلك الكره والمقت ولكن ينضاف الى هذه المعاني ايضا المعاجلة بالعقوبة فان الغيرة تقتضي الهم بمعاقبة من جرى منه ما يوجب الغيرة ولهذا جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم بلغه قول سعد بن عبادة انه لو وجد مع امرأته رجلا لضربه بالسيف غير مصفح اين بادره بالقتل فقال النبي صلى الله عليه وسلم اتعجبون من غيرة سعد والله اني لاغير من سعد والله اغير مني فاثبت الغيرة في هذا السياق في ذنب خاص وهو ما يتعلق بالحرمات وما يتعلق العرض لم يكن ذلك على وجه البغض فقط بل الغيرة هنا اقترنت بالبغض الذي يصاحبه عقوبة فقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يغار اي ان الله تعالى يمقت ويغضب وقد يعاجل بالعقوبة من يتوجه اليه؟ من يصدر منه ما يوجب الغيرة ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم فيما تقع غيرة الله عز وجل فقال صلى الله عليه وسلم ان يأتي ان الله يغار ان يأتي المؤمن ما حرم الله عليه. وغيرة الله بينها صلى الله عليه وسلم. وغيرة الله ان يأتي المؤمن ما حرم الله عليه وهذا اوسع معاني الغيرة المضافة الى الله عز وجل فان الغيرة المضافة الى الله عز وجل جاءت في الحديث او في الاحاديث على نوعين الاول عام وهو ما في هذا الحديث يشمل كل ذنب ومعصية وجاء خاصا بالفواحش والذنوب العظيمة لا سيما ما يتعلق منها بالاعراض كما جاء ذلك في الصحيح من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وذلك في خطبة الاستسقاء يا امة محمد والله ما احد اغير من الله ان يزني عبده او ان تزني امته. فذكر الفاحشة على وجه الخصوص لانها موجبة للغيرة. فالغيرة منها ما هو عام يشمل كل الذنوب والمعاصي ومنها ما هو خاص وهو اخص واحق بغيرة الله عز وجل وهو ما يتعلق بالفواحش ولهذا يجب على المؤمن ان يتجنب كل ما حرمه الله تعالى عليه صغيرا كان او كبيرا قال الله تعالى وذروا ظاهر الاثم وباطنا اي ما ظهر منه وما بطن وما كبر وما صغر ذلك لا يكون الا بالمراقبة. فان العبد اذا راقب الله عز وجل واستحظر شهوده جل في علاه لما يكون من من شأنه كان ذلك موجبا له ان ينزجر وان يكف نفسه عن المعصية فاذا خلوت بذنب او همت نفسك بمعصية تذكر ان الله يغار وقد تكون من عواقب هذه الغيرة ان يؤاخذك بما فعلت عاجلا غير اجل وهذا يقتضي دوام المراقبة لله عز وجل والملاحظة لامره ونهيه. ففي الاوامر فعلا لا تتأخر عما امرك الله تعالى به. واجتهد في فعله. وفي النواهي اجتنابا وحذر اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وارزقنا القيام بحقك سرا واعلانا وغيبا وشهادة وصلى الله وسلم على نبينا محمد