نسأل الله الهداية والتوفيق والسداد في القول والعمل ان يرزقنا ذكره وشكره وحسن عبادته. وصلى الله وسلم على نبينا محمد اي من بيته اذا خرج من بيته سواء كان ذلك الخروج الى الصلاة او الى غيرها من الاعمال الدينية او الدنيوية كان اذا خرج من بيته قال بسم الله توكلت على الله بسم الله اي افتتح بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد. قال الامام رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب اليقين والتوكل عن ام المؤمنين ام سلمة واسمها هند بنت ابي امية حذيفة المخزومية رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا خرج من بيته قال بسم الله توكلت على الله اللهم اني اعوذ بك ان اضل او اضل او اذل او اذل او اظلم او اظلم او اجهل او يجهل علي حديث صحيح رواه ابو داوود والترمذي وغيرهما باسانيد صحيحة. قال الترمذي حديث حسن صحيح وهذا لفظ ابي داوود الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا الحديث حديث ام سلمة هند زوج النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم تضمن ذكر سبب من اسباب تحقيق التوكل على الله عز وجل وذاك من طريق الاقبال عليه بالسؤال والطلب والدعاء والالحاح في تحصيل المطالب وادراك ما يؤمل والسلامة مما يخاف ويكره تقول رضي الله تعالى عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا خرج ذكري ودعائي بسم الله عز وجل الذي قال عنه تعالى تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام فمن بركته انه تفتتح به الامور جل في علاه فمن بركة اسمائه سبحانه وبحمده انها تفتتح بها الامور طلبا للعون والتوفيق والتسديد وحصول المطلوب توكلت على الله اي اتوكل على الله عز وجل واعتمد عليه في خروجي هذا في تحصيل كل مطلوب والتوكل هنا شامل لكل ما يسعى اليه الانسان من مصالح دينه ودنياه فانه لو لم ييسر الله تعالى للعبد ما يطلبه ما تيسر مهما كان سواء كان مطلبا دينيا او دنيويا والله لولا الله وما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا هذا في المطالب الشرعية الدينية والدنيوية فكل شيء بيده جل في علاه واليه ولا يمضي الا بامره فلا تطلب شيئا الا من قبله لتدرك ما تؤمل فقولك عند الخروج بسم الله اي خروجي بسم الله مستصحبا اسم الله عز وجل في هذا الخروج طالبا منه العون والتوفيق مفتتحا به مستجلبا كل خير مستدفعا كل شر بسم الله توكلت على الله ثم جاء السؤال والطلب فقال اللهم اني اعوذ بك ان اضل او اضل او ازل او ازل او اظلم او اظلم او اجهل او يجهل عليه. اربع مسائل كل مسألة من شقين. المسألة الاولى اللهم اني اعوذ بك ان اضل او اضل اضل يعني يقع الظلال وهو الخروج عن الصراط المستقيم من قبل نفسي فاترك الهدى من قبل نفسي بعلم او بجهل فان كل من خرج عن الصراط المستقيم قد ظل سواء كان عالما او جاهلا و الشق الثاني من هذه المسألة السلامة من الضلال او اضل اي ان يضلني احد بان يهديني الى غير الهدى او يقودني الى غير التقى او يزين لي او يزين لي الردى والثاني او ازل او ازل الزلل هو الخطأ الحاصل من الانسان سواء كان ذلك فعله او تزيين غيره فان الزلل هو الفعل الخطأ والفرق بينهما فيما يظهر والله تعالى اعلم ان الضلال يقع بعلم او بغير علم والزلل قال بعض اهل العلم انه ما يقع من المخالفة خطأ فهو استعاذ بالله من ان يقع منه خروج عن الصراط المستقيم بخطأ وهذا من كمال الطلب ان يطلب الانسان الله عز وجل السلامة من الانحراف ما كان من قبل نفسه وبفعله وما كان من جراء خطأه وعدم قصده او ازل اي ان يزلني احد فيوقعني فيوقعني بالخطأ من غير قصد او او اظلم او اظلم ما تقدم من الضلال والزلل يشمل كل شيء لكن ذكر الظلم هنا على وجه الخصوص لعظيم حاجة الانسان الى السلامة منه. لا سيما في خروجه لان خروجه موضع مخالطة الناس وموضع التعامل معهم وما اكثر ما يبغي الناس بعضهم على بعض كما قال الله تعالى وان كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض والبغي هو الظلم فاحتاج الى ان يسأل الله السلامة من ان يظلم فقال او اظلم سواء كان ذلك في النفس او في المال او في العرض او في غير ذلك او اظلم ان يقع علي ظلم من غيري واما رابع المسائل فهو السلامة السلامة من الجهل او اجهل او يجهل عليه والجهل يطلق على شيئين الشيء الاول عدم العلم وهذا هو الغالب في الاستعمال من لم يعلم شيئا فقد جهله والمعنى الثاني من معاني الجهل عدم العمل بالعلم يعرف ويعلم لكنه يخالف ذلك وهذا المعنى قليل حضوره في اذهان الناس في معنى الجهل فالجهل هو عدم العلم وهو ايضا عدم العمل بالعلم لقول الله تعالى انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة قوله يعملون السوء بجهالة يعني يعملون السوء وهم يعلمون. وليس المقصود بجهالة اي انهم لا يعلمون. لو كانوا لا يعلمون ما اخذوا. اذ ان التكاليف تابعة للعلم لكن الجهالة هنا هي عدم العمل بالعلم ومثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي ذر لما عير رجلا بامه قال يا ابن السوداء قال انك امرؤ فيك جاهلية فيك جاهلية يعني فيك خصلة من خصال الجاهلية بترك العمل بالهدى وما جاء به دين الحق وهذه الدعوة الاخيرة الرابعة وهي السلامة بالله الاستعاذة بالله من من ان يجهل او يجهل عليه شاملة لكل المعاني السابقة فانه يحصل بها السلامة من الضلال ومن الازلال والزلل ومن الظلم ولذلك قال او اجهل او يجهل علي ويمكن ان يقال ان الجهل هنا المقصود به الاعتداء فذكر الظلم المتعلق بالاعراض المتعلق بالاموال ونحوها ثم خص الجهل وهو المخاصمات الهيشات التي تكون بين الناس. فهذا يسمى جهل. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان صوم يوم احدكم فلا يصخب ولا يجهل يعني ما يخاف ويهاوش ويدخل في في جدال ومناقشة قول او يجهل او اجهل او يجهل عليه يحتمل هذا المعنى اي ان اقع في خصام وهيشات وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الهيشات فقال اياكم والهيشات يعني الهواش في الاسواق وذلك ان الاسواق محل الخصام والمشاجرات والمماحكات التي تقع بين الناس هذه اربع دعوات يقولها اربع معاني بشقيها ان تكون من الانسان او ان تكون واقعة عليه من غيره ان اضل او اضل او ازل او ازل او اظلم او او اجهل او يجهل عليه. من حصلها كان خروجه راشدا. سالما من كل مؤاخذة محصلا كل فظيلة و حسنة ومفتاح ذلك ان تلجأ الى الله في تحصيل هذه المطالب ولذلك افتتح بذكر التوكل بسم الله توكلت على الله اللهم اني اعوذ بك اظل لا اضل او ازل او ازل او اظلم او اظلم او يجهل او يجهل عليه. كل ما خرجت من بيتك قل هذا الذكر فانك ما قلت ذلك الذكر الا ونلت من الله خيرا وفضلا وهذا الحديث فيه بيان حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الدعاء وعلى تعليم امته حيث كان يظهر هذا وتحفظه عنه ويحفظه عنه اصحابه وفي ايضا ان النبي على عظيم ما جبله الله من الاخلاق الفاضلة والسجايا الكريمة محتاج الى عون الله في السلامة من الظلال ومن الازلال ومن الظلم ومن الجهل. فلا غنى باحد عن ان يلح على الله في الطلب وفي فضيلة التوكل وان التوكل مفتاح العطايا فمن توكل على الله فهو حسبه. كما قال تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه. وفيه افتتاح الدعاء باسم الله فان اسمه مبارك جل في علاه وبركة اسمه يحصل بها للانسان كله خير. ولذلك تأمل سورة الرحمن. بماذا افتتحها الله عز وجل ايش الرحمن بماذا ختم السورة؟ تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام ما الذي بينهما؟ بينهما ذكر الاء عظيمة وفضائل كبيرة في الدنيا والاخرة. واذا كان يقول في في الايات وبينها فبأي الاء ربكما تكذبان. كل هذه الهبات والعطايا والخيرات هي من بركة اسم الرحمن. ولذلك ختم السورة بالتنبيه الى ان ان كل ما تقدم هو من بركة اسمه سبحانه وبحمده. تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام. لكن قله مستحظرا عظيم البركة فان اسمائه مباركة تحصل يحصل بها صلاح القلب واستقامة العمل وادراك مصالح الدنيا والاخرة