بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال الامام النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين باب في الاستقامة. قال الله تعالى فاستقم كما امرت. وقالت تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم وقال تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. اولئك اصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فالاستقامة التي امر الله تعالى بها في قوله فاستقم كما امرت ومن تاب معك ورتب على حصولها الاجر العظيم في قوله ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة وما الى ذلك من الايات التي ذكرها الله تعالى ذكر الله تعالى فيها ثواب الاستقامة حقيقتها لزوم الصراط المستقيم فالاستقامة هي ان يلزم الانسان الصراط المستقيم جهده وطاقته وهذا مما امر الله تعالى به سيد الورى وكان من اشد ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم قوله جل وعلا فاستقم كما امرت ومن تاب معك فاستقم كما امرت ومن تاب معك فهذه الاية ذكر كما ذكر ابن عباس وغيره اشق اية واشدها على رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث امره الله تعالى بالاستقامة والاستقامة لزوم الصراط المستقيم ولزوم الصراط المستقيم ان يفعل الانسان ما امر الله تعالى به من توحيده فيخلص العمل له ويعمل بامره فيما فرض ويترك ما نهى عنه ولا شك ان هذا على وجه الدوام مما يحتاج الى دوام مجاهدة ودوام مراقبة ودوام تنبه ودوام استعداد وكثرة توبة واستغفار ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث استقيموا ولن تحصوا يعني لن تستطيعوا ان تبلغ الغاية في تحقيق الاستقامة من كل وجه بل لابد من قصور او تقصير فيكون علاج ذلك بالتوبة والاستغفار ولذلك ذكر الله عز وجل من تاب مع النبي في سياق امره بالاستقامة فقال فاستقم كما امرت ومن تاب معك فان لزوم الاستقامة على وجه الدوام في كل شأن وحال مما يحتاج فيه الانسان الى دوام توبة واستغفار لتخفيف ما يكون من قصور او تقصير ومحو ما يكون من خطأ زلل والاستقامة تكون في النية باخلاص العمل لله عز وجل وتكون في العمل بان يكون على وفق ما امر الله تعالى به في كتابه فعلا لما امر وكذلك تكون بترك ما نهى عنه وزجر واذا حقق العبد هذه الخصال الثلاثة فانه يفوز بالاستقامة ولكن ينبغي ان يعلم انه لو عجز عن تحقيق الاستقامة فلا ينبغي ان ان يباعد عنها او ان يبعد عنها بل يقارب ولذلك قال صلى الله عليه وسلم وقاربوا ولا يعني هذا ان يقصد ان يقصد الانسان الدون بل المطلوب قصد الاستقامة في النية والقول والعمل والحال وفي سائر الشأن لكن عندما تفوت الاصابة فلا اقل من المقاربة ولذلك قال صلى الله عليه وسلم سددوا وقاربوا ونحن في كل صلاة نقول اهدنا الصراط المستقيم نسأل الله الاستقامة بهذا. كل ما ذكرت اهدنا الصراط المستقيم فتذكر انك تسأل الله الاستقامة في نيتك. الاستقامة في قولك الاستقامة في عملك. الاستقامة في حالك الاستقامة في شخص في في خاصة نفسك وفي معاملتك لغيرك كل ذلك مما يتحقق به للانسان النجاة والفوز. وقد رتب الله على الاستقامة تنزل الملائكة تثبيتا وتسديدا واعانة وتوفيقا. ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا وليس هذا فقط عند الموت بل تتنزل عليهم في كل المواطن التي يحتاجون فيها الى تثبيت والى تسديد والى والى اعانة والى توفيق فضل الله واسع فمن اقبل عليه وجد منه خيرا عظيما وبرا جزيلا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون. تأمل نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا. وفي الاخرة ولاية الله لعبده بتحقيق الاستقامة ولزومها والولاية تقتضي المحبة والنصرة. جعلنا الله واياكم من اوليائه وحزبه. وسلك بنا صراطه استقيم وثبتنا على الحق والهدى وختم لنا بخير وصلى الله وسلم على نبينا محمد