وله من المكانة والمنزلة ما ليس لغيرهم من الاسياف قال صلى الله عليه وسلم من يأخذه بحقه فاحجم القوم يعني امسكوا لانهم علموا ان هذا الاخذ تبعة وليس مجرد اخذ قال الامام النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين حديث انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذ سيفا يوم احد فقال من يأخذ مني هذا فبسطوا ايديهم كل انسان منهم يقول انا انا. قال فمن يأخذه فاحجب القوم فقال ابو دجانة رضي الله عنه انا اخذه بحقه فاخذه ففلق به هام المشركين. رواه مسلم. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا الحديث حديث انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه فيه الخبر عن موقف في غزوة احد وهي الغزوة التي كانت في السنة الثالثة من هجرة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقد اجتمع المشركون لقتال النبي صلى الله عليه وسلم واستئصال شأفة اهل الاسلام فجاؤوا بعد موقعة بدر بجمع كبير يريدون دخول المدينة فخرج لهم النبي صلى الله عليه وسلم في احد وقعت الوقعة وكان ما كان من احداث كبرى جرت في تلك الغزوة ومنها هذا الموقف ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه قال لاصحابه من يأخذ هذا السيف فبسط الصحابة ايديهم كل يقول انا وانا. انا انا انا انا يعني انا اخذه بحقه انا اخذه القتال به فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم تسابقهم الى اخذ السيف من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير مقابل بل له تبعة وحق ينبغي ان يؤدى احجم ليس جبنا ولا خوفا فهم الشجعان رضي الله تعالى عنهم. لكنهم احجموا لينظروا ما يكون من حقه فبادر ابو دجانة رضي الله تعالى عنه وقال انا اخذه بحقه دون ان يسأل ما حقه وان كان حقه معلوما بالسياق وهو ان يقاتل فيه على الوجه الذي يرضي الله عز وجل ويوفي حق رسول الله ان خصه بهذا السيف فاخذه ابو دجانة رضي الله تعالى عنه وكان على قدر ما التزم حيث انه قاتل به المشركين ففلق هامهم اي فلق رؤوسهم بهذا السيف الذي اخذه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اصيب المسلمون في هذه الغزوة اصابة كبرى حيث قتل سبعون من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعية النبي صلى الله عليه وسلم وشج رأسه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. واصيبوا اصابة عظيمة في هذه الموقعة وذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو دجانة وجماعة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم ومد الله في عمر ابي دجانة رضي الله تعالى عنه حتى استشهد في اليمامة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في قتال الدجال مسيلمة الكذاب والمقصود ان هذا الحديث دال على المبادرة الى الصالحات والسباق الى الخيرات فالصحابة تسابقوا وتنافسوا حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم من يأخذه بحقه فقال ابو دجانة انا فسابق رضي الله تعالى عنه فاخذه وقام بحقه. اسأل الله ان يجعلنا واياكم من السابقين الى الخيرات العاملين الصالحات القائمين بحق الارض بحق رب الارض والسماوات. وصلى الله وسلم على نبينا محمد