لاعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه. قال عمر رضي الله عنه ما احببت الامارة الا يومئذ. فتساورت لها رجاء ان ادعى لها. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ابن ابي طالب رضي الله عنه فاعطاه اياها وقال امشي ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك فسار اي شيئا ثم وقف ولم يلتفت فصرخ يا رسول الله على ماذا اقاتل الناس؟ قال قاتلهم حتى يشهد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على النبي الكريم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فان فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم واموالهم الا بحق وحسابهم على الله رواه مسلم. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على البشير النذير نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الحديث الشريف في خبر ما جرى شي خيبر من امتناع الحصن ثم مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله هذه المقولة قالها صلى الله عليه وسلم بين اصحابه بعد ان مضى زمن من امتناع الحصن الذي تحصن فيه اليهود في خيبر في العام السابع من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ولما كان المؤمنون سباقين الى كل خير راغبين في ادراك كل فاضل قال عمر رضي الله تعالى عنه ما تمنيت الامارة الا يومئذ فتسورت لها اي فتشرفت ليس لاجل الامارة انما لاجل الفظيلة التي اثبتها لمن يعطيه. الراية يوم غد وهي منزلة عظمى ان ينالها العبد ان يحب الله ورسوله ان يحب الله ورسوله وان يحبه الله ورسوله فان ذلك من اعلى المراتب واشرفها واكملها ان يكون الانسان على هذه الحال محبا لله ورسوله محبوبا من الله ورسوله تلك فضيلة عظمى ومنزلة كبرى تشرف لها اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. لكن الفضائل والهبات لا تنال بالرغبات ولا بالاماني بل هي فظل الله يؤتيه من يشاء دعي لها علي رضي الله تعالى عنه. وهذه الفضيلة الثابتة لعلي رضي الله تعالى عنه لا تلغي فضائل غيره فان الفضيلة الخاصة لا تقتضي تقدم الفضل في كل وجه فان الامة اجمعت على ان افضل الامة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ابو بكر رضي الله تعالى عنه ثم عمر لكن هذا لا يعني الا يختص احد من الصحابة غير هذين بفضيلة ينص عليها النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فهذه الفظيلة الثابتة لعلي رظي الله تعالى عنه لا تلغي فضائل غيره ولا تثبت تقدمه على من سواه في غير هذه الفضيلة التي نالها رضي الله تعالى عنه مضى علي رضي الله تعالى عنه لما دعاه النبي صلى الله عليه وسلم والسبب في تخصيص علي رضي الله تعالى عنه انه كان قد تخلف اول الوقت بسبب رمد في عينيه لكن لما مضى النبي صلى الله عليه وسلم شق عليه ان يبقى والنبي صلى الله عليه وسلم قد خرج لقتال اعدائه. فخرج مع ما فيه من الوجع فجيء به لما قال النبي صلى الله عليه وسلم هذه المقولة وهو على هذه الحال من وجع عينيه فبصق في عينيه صلى الله عليه وسلم فبرئ وكان في هذا اية اخرى ان الله تعالى جزاه خيرا على صدقه في نصرة الله ورسوله ام بلغه هذه الفظيلة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم والشاهد ان الحديث فيه المبادرة الى الخير والسبق اليه. ابذل الجهد في تحصيله. ولو كان ذلك بالامنية والرغبة الصادقة كما جرى من من عمر رضي الله تعالى عنه وكما فعل علي رضي الله تعالى عنه فيما فعل من خروجه على هذه الحالة التي كان فيها عذورا لمرض اصابه رضي الله تعالى عنه. ثم انه لما ارسله النبي صلى الله عليه وسلم واعطاه الراية قال انفث على رسلك يعني امضي الى ما امرتك الى ما امرتك به من قتال هؤلاء على مهل فلما مضى رضي الله تعالى عنه وقف ولم يلتفت الى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله على ما اقاتل الناس فبين له على ما يقاتل وهذا من التوجه الى القصد دون تردد فانه لم يلتفت ولم يرجع لاجل الا يكون في ذلك تخلف عما امر به صلى الله عليه وسلم من قوله انفث على رزقك فاسأل الله ان يعيننا واياكم على طاعته وان يستعملنا واياكم فيما يحب ويرضى وان يبلغنا واياكم الفضل وان يجعلنا ممن احب الله ورسوله واحبه الله ورسوله ولو وصلى الله وسلم على نبينا محمد